لقد شهد الوطن العربي في القرن الماضي انتعاش التيار القومي العربي الداعي إلى الحرية والوحدة العربية.ومن خلال رحم هذا التيار نشأت اثنتان وعشرون منظمة عربية مهنية في مجال العمل العربي المشترك.لكن اختفت أكثر هذه المنظمات وأصبحت في طي النسيان بسبب تدهور الأوضاع العربية وغياب الوعي القومي العربي، فلم يبق إلا القليل ماضيا في العطاء، والمنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم إحدى هذه الباقيات.

المنظمة العربية ما هي إلا انسلاخ ( انفصال ) الدائرة الثقافية في جامعة الدول العربية مع ملحقاتها : معهد البحوث والدراسات العربية، ومعهد المخطوطات العربية، ومكتب تنسيق التعريب في الرباط.

وكما جاء في دستور المنظمة فإن الغاية الأولى من إنشائها هي التمكين للوحدة العربية الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم، ورفع المستوى الثقافي ليقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها.

وفي إطار هذا الهدف العام تنهض المنظمة بجملة من المهام أبرزها :

• العمل على رفع مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية.

• النهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي.

• العمل على محو الأمية وتعليم الكبار.

• النهوض باللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وخارجه.

• مد الجسور والتعاون بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى في العالم.

• بيت خبرة في الوطن العربي في كل ما يتعلق بالتربية والثقافة والعلوم، وتقديم المساعدة والمشورة للدول الأعضاء.

• مركز قومي للمعلومات في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصالات، وذلك بما يوفره من إحصاءات وبيانات عن طريق بنك فارابي للمعلومات، وما ينشره من إحصائية وأدلة بيوجرافيه ومن تقارير منظمة عن تطوير التربية والثقافة والعلوم.

• نواة للبحث والاستشراف وإعداد الدراسات الاستراتيجية التي يقوم بها معهد الدراسات والبحوث العربية.

• مركز إشعاع للغة العربية من خلال معهد الخرطوم الدولي في تأليف الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وإعداد دليل المعلم.

ويتألف الهيكل التنظيمي للمنظمة من :

● المؤتمر العام لوزراء التربية العرب الذي يعقد كل سنتين ( دورة ) لإقرار الموازنة العامة للمنظمة واعتماد البرامج والمشروعات لكل دورة وانتخاب المدير العام للمنظمة لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

● المجلس التنفيذي لوكلاء وزراء التربية الذي يعقد كل ستة شهور لمتابعة تنفيذ المشروعات والبرامج المقرة وإجراء عملية تقويم تنفيذها.

كما أن المجلس مسؤول عن انتخاب المديرين لدوائر المنظمة ورؤساء الأجهزة والمعاهد خارج الدولة المقر.

الإدارة العامة وتتألف من :

● مكتب المدير العام للمنظمة وأمانة المجلس التنفيذي والإدارات الثلاث : التربية والثقافة والعلوم، والإدارة المالية، وإدارة الإعلام والاتصال، وإدارة المعلومات والتوثيق.

أما الاجهزة الخارجية فهي :

• الجهاز العربي لمحو الامية وتعليم الكبار.

• معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.

• معهد المخطوطات في الكويت.

• مكتب تنسيق التعريب في الرباط.

• معهد الخرطوم الدولي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

• المركز العربي للتأليف والترجمة والبحث في دمشق.

• المركز العربي لدراسات المناطق الحارة.

• مؤسسة الموسوعة العربية في بغداد ( توقف العمل بها )

وترتبط الدول الأعضاء ( ٢٢ عضواً ) بالإدارة العامة بالمنظمة عن طريق اللجان الوطنية والمندوبين.

أما أهم الإنجازات التي قامت بها المنظمة في ضوء رسالتها وأهدافها خلال السنوات الماضية فهي :

١.وضع الاستراتيجيات :

• استراتيجية تطوير التربية / القاهرة ١٩٧٩.

• استراتيجية تطوير العلوم وتطويع الثقافة.

• الخطة الشاملة للثقافة العربية.

• استراتيجية التوثيق والمعلومات في الوطن العربي.

• استراتيجية محو الأمية بالمفهوم الحضاري.

• الاستراتيجية العربية للتعليم عن بعد.

• الاستراتيجية العربية للتربية السابقة على المدرسة الابتدائية.

• تطوير منظومة البحث العلمي والحفاظ على التراث الأثري والتاريخي وإحيائه وتوظيفه.

• مشروع النهوض باللغة العربية.

٢.في إطار نشر المعرفة : أنجزت المنظمة :

• الموسوعة الفلسطينية ( ١٢ مجلدا )

• موسوعة المدن الفلسطينية.

• موسوعة الثروة الحيوانية ( ١٤ جزءا ).

٣.الكتب المرجعية :

• الكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربية ( ٦ أجزاء ).

• الكتاب المرجع في جغرافية وطن عربي بدون حدود.

• الكتب المرجعية حول فلسطين والقضية الفلسطينية ( ابتدائي ومتوسط )

٤.المعاجم :

• ٣٥ معجما من مختلف الاختصاصات - للمواد التعليمية لمختلف المراحل.

• المعجم الاساسي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

٥.الاصدارات :

• مجلات لكل الدوائر والمعاهد ومقررات مؤتمر الوزراء العرب

هذا بالإضافة إلى المساهمة في محو الأمية من بعض الدول العربية، والمساهمة في تطوير النظم التربوية في الوطن العربي.

كما يجب ألا ننسى في مجال الترجمة – موسوعة قصة الحضارة ( ٢٢ ) مجلدا للمؤرخ الإنجليزي ديورانت.

إن هذه الإنجازات التي حققتها المنظمة ما هي إلا حصيلة جهود كل العاملين فيها، وفي مقدمتهم المدراء العامين، كما أن الموضوعية والإنصاف يتطلبان الاعتراف بالجهود المميزة لكل من الدكتور عبد العزيز السيد – المدير العام الأول ( مؤسساً ) والدكتور محي الدين صابر – ( بانياً ومطوراً ).وهكذا تبنى الأمم وتبعث فيها الحياة من خلال تحقيق الوحدة الفكرية – تربية وثقافة وعلوم.

إن نجاح التعاون العربي المشترك في مجال التربية والثقافة والعلوم يستدعي ويتطلب من الدول العربية العودة لميثاق العمل العربي المشترك، والتضامن في المجال السياسي، ونبذ الخلافات، ورفض كل التدخلات الأجنبية، والاعتماد على النفس مع الإصرار والرغبة في الاستفادة من تجاربنا الناجحة، يحدونا الأمل أن القادم أفضل بإذن الله القدير.

إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون ( الأنبياء ) ٩٢

قال حافظ إبراهيم :

لا تعجبنَّ لملكٍ عَزَّ جانبُه لولا التَّعاونُ لم تنظرْ له أثرَا

وقال أحمد محرم :

وإن ضاع التَّعاونُ في أناسٍ عَفت آثارُهم في الضَّائعينا