شبكة ذي قار
عـاجـل










ردأ على بعض التقارير الاعلامية التي تناولت ظروف ونصوص الاتفاقية الامنية بين العراق وتركيا من قبل أحدى القنوات الفضائية العربية الخليجية ومن أجل تصحيح بعض المغالطات التي وردت في التقرير وجدنا من الواجب تقديم الصورة الكاملة والواضحة عن الاتفاقية المذكورة في حينها.

بقيت التنظيمات الكردية عاجزة في مواجهة السلطة المركزية في تركيا ، ولم تستطع اقناع او اجبار الاخيرة على الاعتراف بالحقوق القومية الكردية ، لاسيما وأنها أتسمت بالتشتت والتناحر في ظل صراعات كانت تدور بين أكراد العراق ، وأيران وسورية ، الا ان الحركة الكردية استطاعت أثبات وجودها في تركيا بعد تأسيس عبدالله اوجلان لحزب العمال الكردستاني ( pkk ) ، وذلك في بداية السبعينيات من القرن الماضي.

وأكد اوجلان على ان حل القضية الكردية في تركيا يتوقف على مدى تطبيق المبادئ الماركسية من خلال ممارسة حزبه للفعاليات العسكرية ، من أجل المحاولة لتغيير النظام السياسي عن طريق القوة.

حاول أوجلان أدخال افكاره السياسية الى حيز الواقع العملي ، إذ قام بأول عملية ضذ القوات المسلحة التركية في ( ١٥ اغسطس – اب عام ١٩٨٤ م ) ، عندما هاجم مقاتلوه مخفر للشرطة في قضاء اروح ( Eruh ) ، بمحافظة سعرت ، واسفر الهجوم عن مقتل عسكري وجرح ( ٣٦ ) مدنياً ، وفي الوقت نفسه اطلقت النيران على ابنية عسكرية في قضاء ( تسميند نيلي ) ، بمحافظة هكاري.

وقد حاولت تركيا في هذه الحقبة التأريخية الحد من نشاط ( pkk ) ، وذلك عن طريق الحوار مع دول الجوار ، إذ ابرمت مع العراق الاتفاقية المشتركة في ( ١٥ تشرين الاول – اكتوبر عام ١٩٨٤م ) والتي سميت بأتفاقية ( المطاردة الساخنة ) ، وقد نضمت الاتفاقية المواضيع الأتية :

١.الاتفاق على مكافحة العناصر المخربة انطلاقاً من علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين الجارين ، ولضمان الامن والاستقرار على حدودهما المشتركة.

٢.الاتفاق على القيام بالاجراءات المطلوبة على إساس التعامل بالمثل ، فقد يسمح للقوات متابعة ، أو مطاردة من أحد الطرفين لملاحقة الفئات المخربة في أراضي الطرف الاخر وفي حالة الضرورة القصوى فقط ، ولمسافة ( خمسة كيلومترات ) ، ولمدة لاتتجاوز ( ثلاثة ايام ).

٣.الاتفاق على التنسيق وتبادل المعلومات الخاصة لضمان الامن والاستقرار في مناطقهما الحدودية في المستقبل.

وقد سمح بموجب هذا الاتفاق دخول قوات تركية الى منطقة ( هاكاري ) التي تقع في جنوب شرق أقليم الاناضول من جانب أخر ، ووجد العراق في موقف تركيا ضمان فاعلاً لحدوده الشمالية.

وعليه قامت تركيا بانشاء حزام أمني داخل أراضيها وعلى طول خط الحدود مع العراق وايران وسوريا وبعمق ( ١٠ كم ) والبدء بحملة شق الطرق في المناطق الكردية لتسهيل مهمة تنقل القطاعات العسكرية.

وقد حاولت تركيا ايضاً ، تأمين حدودها الجنوبية مع سوريا للسيطرة على نشاطات ( pkk ) ، وعلى هذا الاساس فقد وقع ( أوزال ) عندما كان رئيسأ للوزارة بروتكالاً مع الجانب السوري بتأريخ ١٣ / يوليو - تموز / ١٩٨٨ م.

ومن الجدير بالاشارة بأن تركيا اقترحت على العراق في مطلع عام ١٩٩٠م ، في إعادة احياء الاتفاقية الامنية الموقعة عام ١٩٨٤م ، نتيجة غارة شنتها عناصر حزب العمال الكردستاني وقد أسفرت في حينها عن مقتل العديد من الاشخاص بمدينة ( هاكاري ) قرب الحدود مع العراق.

وكانت تركيا قد عبرت سابقاً عن عدم رغبتها في تجديد الاتفاقية الامنية عام ١٩٨٨م ، ونتيجة الموقف التركي غير الثابت من الاتفاقية ، وكذلك موقفها غير الودي من العراق بعد أحداث أب – أغسطس ١٩٩٠م لذا أهملت الحكومة العراقية في حينها الطلب التركي في تجديد الاتفاقية.


الباحث القانوني د. فهمي القيسي
٢٥ / ٧ / ٢٠٢٠





السبت ٥ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الباحث القانوني د. فهمي القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة