شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة ١٧ تموز عام ١٩٦٨ علامة فارقة في التأسيس لتجربة بنائية للدولة العراقية تماهت لا بل تجاوزت النجاح النهضوي الذي سجلته تجربة النهضة اليابانية المعاصرة التي شكلت استجابة حية للرد على العدوانية النووية الأميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

جاءت تجربة بناء الدولة الوطنية العراقية لتحاكي المنطلقات الفكرية لحزب الثورة العربية - حزب البعث العربي الاشتراكي ، وهي المنطلقات التي باتت مخزونة في مؤتمرات الحزب القومية والقطرية التي تواصلت منذ المؤتمر التأسيسي الأول للحزب عام ١٩٤٧.

كان الانجاز الأول لثورة تموز تحرير الثروة الوطنية في العراق وذلك باعلان القرار التاريخي ، ولأول مرة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر، وهو قرار تأميم النفط العراقي في الأول من حزيران ١٩٧٢، كان القرار سلوكاً ثورياً وجد ترجمته في التأسيس لقاعدة اقتصادية ربطت بين الوطني والقومي من خلال تأكيد جدلية العلاقة العضوية بين بناء الدولة القطرية الوطنية في العراق من جهة،

وتحضير لبنية اقتصادية قومية على مستوى الوطن العربي من جهة أخرى.كانت الجدلية المشار اليها قد وضعتها ثورة تموز عبر اعلانها لشعار استراتيجي " بترول العرب للعرب "، وهو الشعار الذي وجد ترجمته على أرض الواقع في جعل الثروة النفطية العراقية في خدمة العراق والأمة على غير مستوى من التطور الذي أخذ قفزات خطية وعلى غير صعيد اقتصادي واجتماعي وتعليمي وعمراني وغير ذلك.

تبقى اشارة ذات دلالة في مجال تحرير الثروة الوطنية في العراق أن هذا التحرير تلازم مع منطلقات الحزب التحررية تجاه فلسطين كقضية الامة ذات الأولوية النضالية، فكان اعلان ثورة تموز بانطلاق " جبهة التحرير العربية "، تكريساً لمبدأ الحزب الثابت تجاه الربط بين تحرير فلسطين والوحدة العربية، كل ذلك في علاقة استراتيجية تبادلية مستمرة.

على مستوى اخر من انجازات ثورة تموز البعثية كانت مسألة بناء اقتصاد وطني اشتراكي دلت عليه المساهمة الفعالة بين القطاعين العام والخاص على قاعدة التوازن في التدخل وفي اطار الاشراف المباشر والتوجيهي من قيادة الثورة.

تعليمياً كان العراق في ظل الثورة لا سيما بين ١٩٦٨ - ١٩٩٠ البلد الأول عربياً ، والذي بات منافساً حتى للدول المتقدمة في العالم أوروبياً واسيوياً ، من حيث التطور العلمي وخصوصا في مجال امتلاك التكنولوجيا المتطورة والسعي لتبنيها في القطاع الصحي والصناعة والزراعة والادارة والتصنيع العسكري وغير ذلك.

على الصعيد التربوي تحول العراق الى أول بلد عربي وربما في اسيا وأوروبا الى مجتمع يخلو من الأمية ، الأمر الذي ترك انعكاسات ايجابية على غير مستوى في الدولة والمجتمع للعراقيين.

وعلى مستوى بناء المجتمع العراقي، بات العراق في ظل ثورة ١٧ تموز مجتمعاً متميزاً في التماسك والالتحام المجتمعي، تحولت فيه الخصوصيات الروحية والعرقية الى غنى وتنوع في اطار وحدة وطنية تقوم على المواطنة العراقية المتينة والصلبة.

ان انجازات الثورة لا تعد ولا تحصى ، هي تحتاج الى دراسات لا بل الى مجلدات لتظهير مديات العمق البنائي للثورة ، والتي لا يمكن ان يمحوها حقد حاقد أو مزور او عميل متآمر على وطنه وعلى أمته.


مكتب الثقافة والاعلام القومي
١٥ / تموز / ٢٠٢٠






الخميس ٢٥ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة