شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما أخطأ ذلك الشخص بعد نصيحتي ونقاشي الحاد معه الذي سبق خطأه، وتباعدنا بسببه، يعود لي مرة أخرى وقد بلع الخطأ مع كأس ماء .. ليعاود الكرة معي مرات ومرات!
ولم أكره كلمات بحياتي مثل ما كرهت "الاستراتيجية والتكتيك" التي تخرج من لسانه متمنطقاً بها بغير علم ولا فهم، ويحاول أن يظهر لي أنه عسكري محترف، ولم تمر لي لحظة معه إلا بمشاحنات وتشنجات وصياح، وعندما أساله عن تعريف ما يتفوه به من كلمات عن الاستراتيجية والتكتيك قد سمعها وتمنطق بها هنا وهناك لكي يوحي للآخرين أنه محلل استراتيجي، تلك الكذبة التي أنبتتها القنوات الفضائية، فيبدأ بالتهرب وخلق مشاحنة مع صياح ونعيق ليتهرب من الإجابة.

من سياسات ذلك الصديق "الاستراتيجي" أنه يجب أن نلعب اللعبة صح، وأن نكون "أذكياء" في التعامل مع المحتل ومع أذناب المحتل، وألا نكون انطوائيين وجامدين "حسب قوله"، وأن نتسلل إلى جميع مفاصل الدولة والأحزاب حتى المعادية منها، وأن نعمل "بتكتيك واستراتيجية" لنصل إلى هدفنا ومبتغانا في السيطرة وطرد الاحتلال وذيوله.

في ظاهره رأي جميل وفي داخله غباء كبير، وخلق فرص في التعامل مع المحتل وأذنابه بهذه الحجة، واستراتيجيته جعلته يدور من حزب إلى حزب ومن كتلة إلى كتلة طيلة سنوات الاحتلال.

عاد بعدها بخفي حنين، أو حتى الخفين لم يحصل عليهما، مع نفس خطه الأول، وبما أن الاستراتيجية مازالت رطبة بلسانه فقد توافق هذه المرة، مع النطيحة والمتردية، ليجد لنفسه ملاذاً شرعياً من جهة وملاذاً آخر احتياط في حالة فشل الأول ونجاح الثاني، وبهذا يكون قد طبق الانتهازية وعدم الثبات على المبادئ.

هناك من يخطط بخبث ولؤم لشيء بعيد وهو منتفع بالشيء القريب الذي أوصله للنجومية، ينظر للأمور بشخصنة واضحة ويتحدث بلسان عربي مبين، ولكنه في الخفاء والسر، يتعامل مع العدو الأجنبي، كل ظنه أنه قد نجح في تلك المؤامرة الخبيثة الدنيئة ضد المبادئ وضد الوطنية وضد العروبة.

يقول الله تعالى : ﴿ إ ِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ صدق الله تعالى، ومثل هؤلاء قد غيروا أنفسهم ولكن نحو الباطل ضد الحق وضد الشرعية الوطنية، وسيخيب الله مسعاهم، والرجال لهم بالمرصاد، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ.

ختاماً فإن الاستراتيجية أو علم التخطيط بصفة عامة هي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو هي فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، وفي نفس الوقت فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب، وتعكس الاستراتيجية الخطط المحددة مُسبقاً لتحقيق هدف معين على المدى البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها، هي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التخطيطات والإجراءات الأمنية في استخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير.

ومفهوم الاستراتيجية عموماً : هي مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول.





الخميس ١٨ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يونس ذنون الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة