شبكة ذي قار
عـاجـل










يطل علينا هذا اليوم المصادف ٠٦ / ٠٧ / ٢٠٢٠ في صحيفة الشرق الأوسط الصحافي المأجور لحساب سيده الـ ( CIA ) ليدس سماً بين طيات كلامه عن أوضاع ايران والعقوبات التي تفرضها امريكا عليها، ويلمح بإشارات الحرب التي لن تقع لإسقاط النظام الارهابي في طهران، إنما خطوات لتشذيب سلوكه العدواني واللصوصي الذي تجاوز على المصالح الامريكية في العراق تحديداً، وهو الشريك المعتمد عليه بريطانياً وصهيونياً منذ ما قبل عام ٢٠٠٣ وحتى الان في ادارة شؤون العراق وإعادة تشكيل المنطقة العربية كلها جيو - سياسياً.والاختلاف الكائن فقط بين النظام الايراني والادارة الامريكية على غنائم العراق حيث تريد طهران ابتلاع العراق كله ولبنان كله وسوريا واليمن والسعودية ودول الخليج كلها مشمولة بالاجتياح الفارسي ( نفط وغاز ومياه وسلة غذاء ) ، ولا يخدعنكم الصراع الامريكي - الايراني ايها السعوديون وايها الخليجيون .. فإذا ابتلع النظام الايراني نقط وثروات العراق ونقط وثروات السعودية وتم تدويل مكة المكرمة على مسار القدس الشريف، فما الذي يتبقى للأمبريالية الامريكية في العراق والمنطقة؟ افتوني ايها السعوديون؟ وهل تصدقون ان فلم ( خاشقجي ) قد انتهى في دهاليز النسيان؟ انتم مخطأون في ظنونكم اذا ما اعتقدتم ان الملف قد غاب الى الابد عن خزانة البيت الابيض؟ فاصحوا على زمانكم، لان الفلوس والدولارات تنضب والنفط ينضب والاستثمارات تضمر، ولكن ملفات تقسيم السعودية والخليج العربي والمشرق العربي ومغربه على نار هادئة سيحين اوانها، فلماذا الصمت على كلاب الشرق الاوسط وهي تنهش بين فترة واخرى النظام الوطني والقومي العراقي قبل عام ٢٠٠٣ لصالح ذوو ملفات التمدد والتقسيم، وفي مقدمة هؤلاء الكلاب عبد الرحمن الراشد؟

هذا الامر ليس بمقدور الراشد ادراكه لأنه يأخذ بتوجيهات الدس الرخيص من اسياده وما قاله الراشد يمكن تفنيده :

أولاً - يحاول في مقالته البائسة الموسومة ( تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران .. ؟ ) ، أن يدس المغالطات المحفوقة بالغموض بأن العقوبات على طهران هي ذات العقوبات على عراق الشهيد صدام حسين.وهو يحاول في هذا المدخل ان يساوي بين كل من نظام ايران التوسعي والنظام الوطني في العراق .. والأمر في هذا الجانب ان نظام طهران عدواني وتوسعي منذ مجيئ خميني عام ١٩٧٩، أما نظام البعث في بغداد، فهو ليس نظاماً عدوانياً ولا هو توسعياً، ومنهجه الاستراتيجي واضح لا غبار عليه، وهو الوطنية والقومية والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية.اما منهج النظام الايراني الصفوي فهو التوسع الاستراتيجي وتدمير الاقطار العربية وتمزيق شعبها .. فعملية الدس من هذا النوع تعني مساواة بين نظامين مختلفين في الرؤية والمنهج.

ثانياً - إن هدف مجيئ ( خميني ) وإسقاط الشاه عام ١٩٧٩ هو للهيمنة على العراق ومنه لإجتياح سوريا ولبنان واليمن وتطويق السعودية وانهاكها تمهيداً لإجتياحها واخواتها في الخليج العربي لصالح أمن الكيان الصهيوني.وحين حقق النظام الايراني تدمير العراق وشرذم الانظمة العربية بعد ان حطم دعامة الأمن القومي العربي وإنهاء التوازن الاستراتيجي الاقليمي الذي يحمل العراق دعامته الاساسية.وبعد ان افقر العراق وبات على شفى الهاوية، شعر الشريك الأمريكي، وهو على علم بكل ما جرى ويجري، بأن النظام الايراني تجاوز على ( الحقوق الامبريالية الامريكية ) ومصالحها في العراق وتوسع في دائرة الارهاب وتعرضه للمصالح الغربية في المنطقة، تصدت إدارة ( ترمب ) الشريك لهذا النظام بسلسلة من العقوبات الاقتصادية والنفطية والمالية لإرغامه على الرجوع الى سكة العهود التي قطعها في البيت الأبيض والبنتاغون بعد مؤتمر لندن وقبل احتلال العراق وحتى انسحاب امريكا عسكرياً من العراق نهاية عام ٢٠١١ ، وعدم تجاوز الحصة الامريكية الاساسية من كعكة موارد العراق .. فأمريكا لن تشن الحرب على ايران، لأن مهمتها في الشرق الأوسط لم تستكمل بعد لكونها أداة اساسية في الاستراتيجية الامريكية، إنما تريد ان تشذب سلوكها الطماع في اقتسام المقسوم في العراق دون تجاوزات على إقتسام الكعكة .. وامريكا ماضية في مخططها بإنهاء دور السعودية واخواتها في الخليج العربية وبالإتفاق على ما يسميه ( بوتين ) ضرورة الحوار بين طهران والرياض – رغم ان طهران معتدية وتوسعية ومهددة لجيرانها ومحتلة للأراضي العراقية والعربية – اقول للراشد، سبق وحذرناك والسلطة الرابعة في صحيفة الشرق الاوسط من مغبة الاستمرار في هذا الدس الرخيص وتشويه الحقائق ومنها التطاول على نتائج موت نصف مليون طفل عراقي نتيجة الحصار المقروض على العراق الوطني، وهذه حقيقة لا احد يستطيع تكذيبها، وما كلام الراشد عن اليونسكو سوى استغفال إعلامي مبتذل، اتحداه ان ينشر تقرير اليونسكو او حديث احد مسؤوليها الرسميين المعتمدين .. اقول ثانية وثالثة لأصحاب القرار في السعودية وفي مقدمتهم ولي العهد محمد بن سلمان أن يمنعوا هذا الكلب من النباح على الوطنيين العروبيين، الذين دافعوا ويدافعون الآن عن العراق وعن السعودية واخواتها، لأن التاريخ لا تنساه الشعوب ولأن شعب العراق لا ينسى الإساءة ولأن الوجوه ستلتقي غداً أو بعد غد.!!





الاثنين ١٥ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة