شبكة ذي قار
عـاجـل










يمر العراق اليوم بأخطر مرحلة من تاريخه الطويل والممتد لآلاف السنين، وكدولة تأسست عام ١٩٢١.

لا بد أن نتذكر مقولة المجرم بوش الابن، لعنهما الله، قبل احتلال العراق عندما قال سنرجع العراق إلى ما قبل القرون الوسطى، واعتبر أن حربه هي " حرباً صليبية"!

دون الدخول بموضوع الحرب الصليبية الذي اعتذر عنه "البيت الأسود" لاحقاً واعتبره أنه غير مقصود، والبعض أكد تطبيق ما قاله بوش الأرعن بإعادة العراق لقرون إلى الوراء، وفي مقارنة للعراق بين اليوم والقرون الوسطى، سوف نظلم تلك المرحلة لما كان لها من أثر في أصالة العراق والعراقيين والتزامهم الوطني والديني والعشائري.

أما ما يمر به العراق من حالة فوضى إدارية وتخبط قرارات وتسيد الجهلة والمتخلفين والعصابات للقرار ومحاربة الوطنيين الشرفاء والعلماء، وضياع لحقوق العراق في جميع المجالات وهدر ثروات العراق وإيقاع العراق بمرحلة يكون فيها النظام مجرد جابي ضرائب، والثروات تدار من قبل العصابات، وربط العراق شيئاً فشيئاً بإيران حتى تمتصه مصاً سيكون ذلك خاتمة دولة اسمها العراق، لاسيما وقد انتشر فايروس كورونا في المجتمع العراقي نتيجة الفشل الصحي وفشل إدارة الدولة، وهو سائر نحو انهيار الدولة بأكملها.

المجتمع العراقي اليوم ليس نفسه في القرون الوسطى، اليوم الجميع ضائع بلا حاضر ولا مستقبل، وعماد هذا المجتمع وهم الشباب الأكثر ضياعاً، فلا رادع لهم ولا موجه لا من أسرة ولا من مدرسة ولا من مؤسسات حكومية تحتضنهم، وسقطوا في مستنقع الرذيلة والمخدرات، إلا من رحم ربي من العوائل التي حافظت على أصولها وعاداتها الاجتماعية وتربيتها الدينية والأخلاقية.

سياسياً، العراق هو من أفشل دول العالم وأكثرها ضياعاً للتقدم وهدراً للثروات، ولا أمل في التغيير إلا بثورة شعبية عارمة، يشارك فيها العراقيون بكل قوة في الساحات وبلا رجعة إلى بيوتهم إلا بتحقيق النصر وطرد طغمة العمالة والفساد، وهو الأمر الذي نشعر أنه أيضاً صعب التحقيق في ظل الصراعات الطبقية والحزبية ومحاولات الدولة والأحزاب لكبح جماح الثورة ووضع العراقيل والتلاعب فيها.

محاربة الوطنيين الشرفاء والاتهامات الجاهزة لأي محاولة في النهوض بالثورة من قبل الثوريين أنفسهم شكلت أيضاً عاملاً كبيراً لإحباط الثورة وعرقلة تطورها ضد النظام الحاكم، وأعطت النظام الراحة بالتنفس دون اكتراث لمطالب الشعب.

اليوم جميعنا نتساءل وجميعنا نريد حلولاً، والجميع ضائعون تائهون، ولا يمكن وضع التحليلات والتوقعات المناسبة في ظل ظروف غاية في التعقيد، وحتى لو نجحت الثورة وطردت النظام الباغي الطاغي الحالي، فهل يا ترى سيتفق العراقيون على نظام جديد بعيداً عن التبعية والطائفية دون النظر إلى المصالح الحزبية الضيقة؟

الجميع ينتظر، وإنَّا هاهنا منتظرون .. ونسأل الله التوفيق والخلاص لهذا البلد العريق.





الثلاثاء ٩ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عساف الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة