شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد مرور أكثر من سبعة عشر سنة على الغزو والاحتلال والعراق يعاني من مأزق كبير يزداد يوماً بعد آخر، إن انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية نهاية عام ٢٠١١ ترك الساحة مفتوحة أمام النفوذ الإيراني، وشرع الأبواب أمامه للامساك بزمام الأمور والسيطرة كلياً على الملف الأمني في العراق، فقد توسع النفوذ الإيراني من خلال وكلائه وعملائه وانتشار الميليشيات الموالية له، فأصبحت إيران تتدخل في كل مفاصل ومرافق الدولة وحتى في صنع القرار، ومنذ ذلك الحين والشعب العراقي يعاني الأمرين ..

لقد نفذ صبر العراقيين، وخاصة شباب العراق الفئة الأكثر تضرراً، فخرجوا في انتفاضتهم الشعبية الواسعة التي انطلقت من ساحة التحرير وعمت محافظات الفرات الأوسط والجنوب.لقد عبر المتظاهرون فيها عن رفضهم القاطع للتدخل الإيراني في الشأن العراقي والسلطة العميلة الفاسدة الموالية له، وكانت أولى متطلباتهم هي اسقاط العملية السياسية برمتها ..

لقد حاولت إيران عن طريق عملائها في الداخل اجهاض انتفاضة شباب العراق التي خرجت منذ تشرين الأول الماضي، وسخرت الميليشيات التابعة لها بقتل المتظاهرين بالقنص والرصاص الحي والغازات وشتى الوسائل، لأن تلك الاحتجاجات هي تهديد لطهران ولنظامها وعملائها ووكلائها في الداخل.

إن النفوذ الذي كافحت من أجله إيران لكسب التأييد الشعبي في جنوب العراق طيلة سبعة عشر سنة أوقفته انتفاضة الشباب العراقي في أسابيع، وأظهرت تراجعاً قوياً وغير متوقع لملالي طهران وعملائهم، خصوصاً في الجنوب والفرات الأوسط الذي كانت تعتبره تحت سيطرتها.

إن أرض السواد التي تكالب عليها الجراد الأصفر منذ سنوات وعاث بها وفتك بخيراتها أذهلته وأصابته بصدمة كبيرة من خلال انتفاضة أهلنا في الجنوب والفرات الأوسط، والتي أفشلت كل مخططاته العدوانية الخبيثة وأفعاله المشينة ضد تلك الأرض المعطاء وشعبها العروبي الأبي.





الثلاثاء ٩ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة