شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )

نحن أمة تحيا بصدق قادتها وشهدائها ومناضليها
حزب البعث العربي الاشتراكي امتداد لفكرة الرسالة الدينية المحمدية ، كون الرسالة الخالدة لحزب البعث هي الإسلام , والبعثيين حاملي تلك الرسالة والمبشرين بإعادة الامة الى دورها الرسالي الانساني بين الامم كخير امة اخرجت للناس بل ان كل المعطيات والتاريخ يدلنا على انه لا يمكن ان ينوب احد عن البعثيين في حمل الرسالة.

الرفيق المؤسس احمد مشيل عفلق ينظر الى الإسلام على أنه أساس نهضة الأمة العربية في الماضي، وأن دوره في الحاضر والمستقبل لا يقل من حيث الأهمية عن دوره السابق.ويعلل أن نجاح المسلمين في بناء نهضتهم قديماً بأن نظرتهم إلى الإسلام كانت نظرة تقدمية ، إذ إنهم استقوا من الإسلام روحه الثورية المجددة التي ثارت على الأوضاع السابقة , وكان معجبا بإنجازات الأمة العربية بعد أن نزل عليها الإسلام ، هذه الامة التي استطاعت أن تستوعب حضارات الأمم كلها، وأن تهضمها وتصوغها في حضارة عربية اسلامية تليدة وخالدة، فكان معجبا بالإسلام ، وتعمق فيه وفي محاضرة مهمة ألقاها على مدرج جامعة دمشق سنة ١٩٤٣ بعنوان ذكرى الرسول العربي كانت تؤشر إلى خلفياته.كان لديه احترام واهتمام بالإسلام، لكونه الجزء الواضح الكبير في تعزيز العروبة ، وفي كل الخطب والمقالات كان يرى في الإسلام بعثاً عربياً ورسالة عربية الى العرب أنفسهم أولاً ثم الى العالم ، لا يمكن ان تصور العروبة والقومية تصوراً يغيب فيه الإسلام ، ان العروبة في نظر الأستاذ ميشيل عفلق رحمه الله هي من دون الإسلام مفهوم سلبي ومن دونه تبقى القومية العربية قالباً أجوف فارغاً.انه لا يفهم العروبة ولا القومية على انهما مجرد قضيتين من قضايا الحاضر وحسب، بل ينظر إليهما في امتدادهما التاريخي فالعروبة وعاء يملأه التراث القومي الذي يشكل فيه البعث المحمدي المرجعية والمنطلق ..

يقول مؤسس البعث الاستاذ مشيل عفلق رحمه الله : -
■ في حياتنا القومية حادث خطير وهو حادث ظهور الإسلام .. حادث قومي، وإنساني عالمي.ولا أجد ان الشباب العرب يعطون هذا الحادث حقه من الاهتمام.لا أجد أنهم يدرسونه ويحيطون بكل ظروفه وتفاصيله وملابساته، لان فيه عظة بالغة، فيه تجربة هائلة من تجارب الإنسانية يمكن ان تغنيهم وتغني ثقافتهم العملية والسياسية وكل شيء.

■ "حتى الآن كان ينظر إلى حياة الرسول من الخارج، كصورة رائعة وجدت لنعجب بها ونقدسها، فعلينا أن نبدأ بالنظر إليها من الداخل، لنحياها.كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي، ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل والقطرة إلى البحر.طبيعي أن يعجز أي رجل مهما بلغت عظمته أن يعمل ما عمل محمد.ولكن من الطبيعي أيضا أن يستطيع أي رجل مهما ضاقت قدرته أن يكون مصغرا ضئيلا لمحمد، ما دام ينتسب إلى الأمة التي حشدت كل قواها فأنجبت محمدا، أو بالأحرى ما دام هذا الرجل فردا من أفراد الأمة التي حشد محمد كل قواه فأنجبها.في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها، واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلا لحياة رجلها العظيم.كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا".

■ "فكل أمة عظيمة، عميقة الإتصال بمعاني الكون الأزلية، تنزع في أصل تكوينها إلى القيم الخالدة الشاملة.والإسلام خير مفصح عن نزوع الأمة العربية إلى الخلود والشمول، فهو إذن في واقعه عربي وفي مراميه المثالية إنساني.فرسالة الإسلام إنما هي خلق إنسانية عربية.إن العرب ينفردون دون سائر الأمم بهذه الخاصة : أن يقظتهم القومية اقترنت برسالة دينية، أو بالأحرى كانت هذه الرسالة مفصحة عن تلك اليقظة القومية".

■ "إن أوروبا اليوم، كما كانت في الماضي، تخاف على نفسها من الإسلام.ولكنها تعلم الآن أن قوة الإسلام ( التي كانت في الماضي معبرة عن قوة العرب ) قد بعثت وظهرت بمظهر جديد هو القومية العربية.لذلك فهي توجه على هذه القوة الجديدة كل اسلحتها، بينما نراها تصادق الشكل العتيق للإسلام وتعاضده.فالإسلام الأممي الذي يقتصر على العبادة السطحية والمعاني العامة الباهتة آخذ في التفرنج، ولسوف يجئ يوم يجد فيه القوميون انفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصا إذا ارادوا أن يبقى للأمة العربية سبب وجيه للبقاء".

■ "يجب أن تتحد الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول، لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب".

■ "فالفكرة القومية المجردة في الغرب منطقية إذ تقرر انفصال القومية عن الدين.لأن الدين دخل على أوروبا من الخارج فهو أجنبي عن طبيعتها وتاريخها، وهو خلاصة من العقيدة الأخروية والأخلاق، لم ينزل بلغاتهم القومية، ولا أفصح عن حاجات بيئتهم، ولا امتزج بتاريخهم، في حين أن الإسلام بالنسبة إلى العرب ليس عقيدة أخروية فحسب، ولا هو أخلاق مجردة، بل هو أجلى مفصح عن شعورهم الكوني ونظرتهم إلى الحياة، وأقوى تعبير عن وحدة شخصيتهم التي يندمج فيها اللفظ بالشعور والفكر، والتأمل بالعمل، والنفس بالقدر.وهو فوق ذلك كله أروع صورة للغتهم وآدابهم، وأضخم قطعة من تاريخهم القومي، فلا نستطيع أن نتغنى ببطل من أبطالنا الخالدين بصفته عربيا ونهمله أو ننفر منه بصفته مسلما.قوميتنا كائن حي متشابك الأعضاء، وكل تشريح لجسمها وفصل بين اعضائها يهددها بالقتل فعلاقة الإسلام بالعروبة ليست إذن كعلاقة أي دين بأية قومية.وسوف يعرف المسيحيون العرب، عندما تستيقظ فيهم قوميتهم يقظتها التامة ويسترجعون طبعهم الأصيل، أن الإسلام هو لهم ثقافة قومية يجب أن يتشبعوا بها حتى يفهموها ويحبوها فيحرصوا على الإسلام حرصهم على أثمن شيء في عروبتهم.وإذا كان الواقع لا يزال بعيدا عن هذه الأمنية، فإن على الجيل الجديد من المسيحيين العرب مهمة تحقيقها بجرأة وتجرد، مضحين في سبيل ذلك بالكبرياء والمنافع، إذ لا شيء يعدل العروبة وشرف الانتساب إليها".

■ "قد لا نرى نصلي مع المصلين، أو نصوم مع الصائمين، ولكننا نؤمن بالله لأننا في حاجة ملحة وفقر إليه عصيب، فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر، وغايتنا بعيدة.ونحن وصلنا إلى هذا الإيمان ولم نبدأ به، وكسبناه بالمشقة والألم، ولم نرثه ولا استلمناه تقليدا، فهو لذلك ثمين عندنا لأنه ملكنا وثمرة اتعابنا.ولا أحسب أن شابا عربيا يعي المفاسد المتغلغلة في قلب أمته، ويقدر الأخطار المحيطة بمستقبل العروبة تهددها من الخارج والداخل، ولا يؤمن في الوقت نفسه أن الأمة العربية يجب أن تستمر في الحياة، وأن لها رسالة لم تكمل أداءها بعد، وفيها ممكنات لم تتحقق كلها، وأن العرب لم يقولوا بعد كل ما عليهم أن يقولوه، ولم يعملوا كل الذي في قدرتهم أن يعملوه، لا أحسب أن شابا كهذا يستطيع الإستغناء عن الإيمان بالله، أي الإيمان بالحق، وبضرورة ظفر الحق، وبضرورة السعي كيما يظفر الحق".

شريف حلاوة الأمين العام المساعد لحزب البعث التقدمي الأردني يقول عندما نعود لكتاباته ( احمد مشيل عفلق ) نجد أن حسن البنا ( مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ) لم يكتب عن الرسول كما كتب الأستاذ احمد ميشيل عفلق ..

كان رجال الإسلام يصنفون قديماً الى صنفين اهل الشريعة وأصحاب الحقيقة ..
الصنف الأول هم الفقهاء ..
الصنف الثاني فهم المتصوفة ..

واذا كان لا بد من وضع فيلسوف حزب البعث العربي الاشتراكي في مكان ما في هذا التصنيف فإنه يمكن القول من دون تردد انه يمثل نوعاً جديداً من التصوف لقد احب الأستاذ الراحل احمد مشيل عفلق رحمه الله الإسلام ، احبه حب المتصوف ، ولكن لا المتصوف من اجل خلاصه الشخصي، من اجل نجاة نفسه من آلام الدنيا ومعاناتها، بل المتصوف المتقمص لآلام أمته ومعاناتها، الداعي الى نهضتها وتقدمها ..





الثلاثاء ٩ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة