شبكة ذي قار
عـاجـل










هل يعجبكم حال أبناء العروبة اليوم ؟
مشردون في الشتات، ويعيشون في ضياع وتيه ومستقبل مجهول.

منذ ٢٠٠٣ وإلى اليوم لم نعد نسمع أصوات أبنائها، كما كانوا في ساحاتها وشوارعها يصفقون ويهتفون بفرح وأمل، لا نسمع اليوم إلا حشرجات وشكاوى آلامهم من الظلم السياسي والاقتصادي الذي سبب لهم الفقر والجوع والعوز والقهر.

كنا في الزمن الجميل نتباهى بكبرياء وفخر وعزة وشمم ونقول : لبنان سويسرا الشرق!.

أما اليوم فنسمع ونشاهد، والألم يعتصر نفوس أبنائه وهم يشدون أكثر فأكثر من الأحزمة على بطونهم الخاوية؟

وأصبح أكبر همهم كيف يوفرون ويتدبرون أمور حياة أطفالهم وعوائلهم، بعد أن هربت الابتسامة والضحكة والفرحة من نفوسهم قبل وجوههم بسبب الإسلام السياسي للبرامكة.

في بلاد الشام باتت صباحات أهلها حزينة كئيبة، تقرأ في وجوههم الحيرة والاستغراب من الظلم نتيجة الواقع الاقتصادي المزري، ما جعل البعض ينسى أو لايهتم بأن يلقي عليك التحية، لأنه يشعر بصدمة ما حل بهم وبأفول شمس الأمل.

حيث لم يعودوا يشربوا فنجان القهوة الصباحية، لأن مزاجهم تعكر بقوة، تركوا الاستماع لأغاني فيروز في الصباح الشامي الجميل نتيجة الظلم والقهر الذي أوقعه عليهم " سيف قيصر"؟

أهل شام أحفاد البطل يوسف العظمة أهل الصدور العامرة بالإيمان وحب الوطن، أهل شام العروبة الذين صنعوا ميثاق الجمهورية المتحدة، بين شكري القوتلي وجمال عبد الناصر في ٢٢ فبراير / شباط ١٩٥٨.

أيتها العروبة ماذا أصابك؟
ها هم أبناؤك يذبحهم العثماني بأيدي اللصوص والحرامية والقراصنة الكبار من أجل الهيمنة على ثروات ليبيا كما فعل الطليان.حالنا في عراق القادسيتين عراق الشهيد صدام حسين، حال لا يشبه إلا نفسه، فقد دخل بغداد للمرة الثانية، البرامكة أحفاد ابن العلقمي وابن الطوسي ومغول العصر هولاكو، ولكن الرشيد لم يكن موجوداً؟

لكن شباب العراق امتلكوا خزيناً كبيراً وواسعاً من كنوز الوعي الوطني والقومي والعروبي في الجامعات والمعاهد العلمية والثقافية التي شيدها النظام الوطني طيلة ثلاثين عاماً مما ساعدهم على الثورة والنهوض من تحت الركام، كالعنقاء في الزمن الغابر، ليشعل ثورته، ثورة تشرين العظيمة المباركة وليطرد غيوم الظلم والاستسلام ويمسك خيوط شمس الأمل، ويثبت للتاريخ أن العراق فعلاً "جمجمة العرب"، ومنه ستنطلق فيالق سعد والقعقاع بن عمرو.

أيتها العروبة : إن أبناءك البررة في تونس الخضراء انتفضوا بالروح العروبية، فسحقوا بأقدامهم أفاعي وعقارب بني عثمان من خلال "الإسلام السياسي الماسوني" الذي بدأ يتحرك باستراتيجية عثمانية استعمارية ظلامية جديدة لتحرق أبناءك في المغرب العربي.

أيتها العروبة : أين تلك الأقلام التي كان يكتب بها أبناء العروبة في مصر، وتطبعه أنامل الذوق الرفيع الراقي والجميل في بيروت الضاحكة الزاهية، ليقرأه أحفاد الرشيد وصدام حسين ليزدادوا قوة وصلابة ومناعة ضد أمراض الغرب الرأسمالي الصهيوني الذين صنعوا لأمتنا أمراض التجزئة والتخلف والاستغلال.

كانت تيارات نقية من القومية والعروبة تغذي نفوس وأجسام رجال العراق الأشاوس بالصحة وقوة الإيمان والمتانة والمنعة، لأنهم وعلى مدى التاريخ هم أهل للملمات والمهمات.

أليس هم حراس البوابة الشرقية للأمة العربية؟ أليست سيوفهم هي التي نحرت وفصلت رأس "رستم" عن جسده في معركة ذي قار؟

أليس فرسان العروبة الذين أسقطوا المدائن عاصمة الفرس العريقة، فكانت إيذاناً بانهيار إمبراطورية الشر الفارسية المجوسية؟

أليس فرسانهم الذين طاردوا ملك المجوس يزدجر وأرجعوا ما هرب به من ساحة المواجهة مما خفَّ وزنه وغلى ثمنه؟

أليس فرسان العراق الأبطال من تصدى للهمجية المغولية الخمينية ومزقوها شرق ممزق، خلال ثماني سنوات وأرغموا دجالهم وساحرهم الذي علمهم السحر على تجرع كأس السُمْ الزعاف، كأس عار الهزيمة التي أدخلتهم التاريخ من أوسع أبوابه؟





الثلاثاء ٢ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إياد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة