شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما أدرك شباب العراق أن وطنهم أصبح بلا هوية وطنية، وأصبح عبارة عن انتماءات طائفية متناحرة، والولاء المطلق للطوائف وليس للوطن، والذي ألغى كل مفاهيم السيادة الوطنية، وفتح الأبواب أمام النفوذ والتدخل الخارجي، وبالأخص الأمريكي والايراني، وأصبح المواطن العراقي الكريم فاقداً لانتمائه الوطني وكرامته التي انتهكت، ووضعه الاجتماعي والاقتصادي الذي يسير من سيء إلى أسوأ، فثار ثورته المشروعة، وأغلق الأبواب في وجه كل من حاول استغلالها، وقال كلمته الحق، ستبقى الثورة مستمرة إلى أن تتحقق كل المطالب، وتتحقق للمواطن العراقي الحياة الحرة الكريمة، والعيش برفاهية وأمان وسلام واستقرار.

لقد حققت ثورة شباب العراق تغييراً مهماً على الرغم من العنف والقمع الذي جوبهت به من قبل القوات الأمنية والميليشيات الموالية للسلطة، فإنها لم تفقد غاياتها المنشودة بشأن المطالب التي خرجت لأجلها، فهي متمسكة بتحقيقها.

لقد حافظ المتظاهرون على سلمية حراكهم الشعبي، وحققوا أكثر من هدف، أهمها إقالة الحكومة ورفض مرشحين لمنصب رئاسة الوزراء منتمين لأحزاب حاولت الكتل السياسية تمريرهم، فقد تحول المجتمع العراقي الذي كان شبه مفكك إلى مجتمع موحد رافض للعملية السياسية وداعٍ إلى اسقاطها، فحققت الثورة ارباكاً واضحاً في العملية السياسية، وتشتتاً في اتخاذ أي قرار.

إن ثورة الشباب تهدف إلى إقامة نظام حكم وطني بعيداً عن التحزب والمحاصصة والطائفية والعنصرية، وتوفير فرص عمل وحياة حرة كريمة لجميع أفراد المجتمع، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعديل الدستور، وإقامة النظام الديمقراطي، وحل جميع الميليشيات المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة، ومحاسبة الفاسدين والسراق ومحاكمتهم محاكمة عادلة.

لقد أجهضت ثورة الشباب السلمية كل مراهنات وخطط الأعداء ومؤامراتهم الخائبة ونواياهم الخبيثة بإجهاض الثورة الشعبية التي عمت كل مدن العراق، لقد تجاوزت تلك الثورة شعارات المطالب والحقوق، إلى مطالب سياسية وهي اسقاط العملية السياسية وأحزابها، لذا يمكن اعتبارها الحركة الأوسع والأهم في مسار الحركات الاحتجاجية التي حدثت منذ عام ٢٠٠٣.





الخميس ٢٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم صدام العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة