شبكة ذي قار
عـاجـل










هنا، نحن لسنا كتاباً ولا إعلاميين، بل شهود عيان على ما حصل في أحداث صفحة الغدر والخيانة التي نفذتها إيران ومرتزقتها في بدر والمجلس الأعلى وحزب الدعوة ومنظمة العمل الإسلامي، الذين دخلوا من إيران ومعهم قطعات إيرانية من فيلق القدس ومخابرات إيران ( اطلاعات ) ، وتحركت معهم بضعة خلايا نائمة لهذه الأحزاب العميلة تزامناً مع انسحاب الجيش العراقي من الكويت وقيام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربات غادرة، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، للقطعات المنسحبة على طول الطريق الواصل من الكويت إلى الأراضي العراقية، إنها صفحة صممت لإسقاط النظام في العراق، وأوكلت مهمة تنفيذها إلى إيران وأحزابها وميليشياتها التي قاتلت العراق مع الجيش الإيراني لثمان سنوات.

قام الغوغاء بإحراق دوائر الدولة كلها في كل المحافظات التي سيطروا عليها في ظرف أمني استثنائي جداً لم يحصل له مثيل في تاريخ العراق، وأحرقوا المصانع وشركات الإنتاج بعد أن نهبوا محتوياتها وهاجموا بيوت المواطنين وقتلوا مئات الآلاف من الجيش المنسحب مشياً على الأقدام بعد حرق الطيران الأمريكي لآلاف الناقلات والآليات العسكرية، ومن المواطنين العزل والبعثيين المتواجدين في مقرات الحزب التي أحرقت كلها، وتم التمثيل بشكل وحشي بجثث الشهداء، وتم العدوان على بيوت آمنة واغتصاب حرائر عفيفات ماجدات فيها.

باختصار شديد، فإن ما يسمونه انتفاضة هو في حقيقته غزو إيراني في ظرف كان العراق فيه يمر بظروف عصيبة وكارثية، ونفذت فيها أضخم عملية تدمير مخطط ومنظم لم يحصل لها مثيل من قبل.

وبعد تحرك قطعات من الحرس الجمهوري لتحرير المحافظات فر العديد من الغوغاء المجرمين من كل محافظات جنوب بغداد إلى داخل الأراضي السعودية، وتم تجميعهم في معسكر ( لاجئين ) قرب محافظة رفحاء السعودية، وقد ضم المعسكر أفراداً وعوائل، مدنيين وعسكريين، بما فيهم بعض الأسرى العراقيين الذين كانوا بحوزة التحالف والسعودية، وضم المعسكر طبقاً لشهادات متطابقة من داخله الكثير من العراقيين الذين هربوا لاحقاً، وفي السنوات التي شهدت تطبيق الحصار الجائر وما رافقه من أوضاع معيشية قاسية اضطر معها الكثير من العراقيين للهجرة إلى أقطار عربية للعمل، كمثل ليبيا واليمن والأردن مثلاً، ويبدو أن رفحاء قد صار هو الآخر منفذاً للباحثين عن حياة أفضل من التي فرضها الحصار المجرم، وعمل المشرفون على رفحاء ومنافعها مع إيران وأميركا والقوى العميلة الخائنة الأخرى على إطالة الحصار ونتائجه الكارثية، حتى نفذت صفحة العدوان الأهم والأخطر وهي صفحة غزو العراق واحتلال، وبعد أن شاع أن اللاجئين هناك يوطنون في بلدان أخرى بعد تنظيم معاملات لجوء لهم من قبل الامم المتحدة.

ومهم أن نذكر هنا أن الحكومة العراقية الوطنية قد أصدرت قرارات عفو عن الفارين، وعاد آلاف منهم إلى العراق، ولم يبق في المعسكر إلا عدد لا يتجاوز المئتين من الذين نفذوا عمليات قتل واغتصاب ضد العراقيين، يضاف لهم عوائل وأفراد ممن وصفناهم أعلاه من الذين خططوا لاستخدام المعسكر كوسيلة للهجرة خارج العراق.

التعريف الشامل لمن دخل إلى رفحاء هو بعض من غدروا بالعراق وشعبه ومارسوا حرق البنى التحتية في المحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات وقتلوا آلاف الأبرياء ممن دفنوا في مقابر جماعية استخدمت بعد ٢٠٠٣ ظلماً وزوراً وبهتاناً وكذباً ضد النظام الوطني، فهم من أحرق العراق عام ١٩٩١ م حرقاً شاملاً.

وسأقتبس هنا حرفياً جزءاً من مقال شاهد عيان من أهل رفحاء، هو ليس مقال تقليدي بل شهادة للتاريخ من رجل يبدو أنه قرر لسبب أو لآخر أن يترك وتعاف نفسه مكاسب رفحاء الحرام، وهي شهادة تضاف إلى شهادات كثيرة سابقة، لنؤسس عليه للجزء الثاني من هذا الموضوع.

الاقتباس : ( اللاجئون العراقيون بمخيم رفحاء لم يكونوا إطلاقاً محتجزين، ولم يكونوا مسجونين ولم يكونوا مضطهدين، بل كانوا معززين مكرمين، وتحت رعاية إنسانية خاصة من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود الذي قال مخاطباً حكومته ( هؤلاء العراقيون هم ضيوفي وفي قبضة يدي هذه، فمن يستطيع منكم فتح يدي هذه ملوحاً لهم .. هؤلاء ضيوفي وأنا بعد الله حاميهم وراعيهم ).

وبالمناسبة أقول إن مخيم رفحاء لم يعد مخيماً إلا بضعة أشهر ثم قام السعوديون ببناء إسكان محترم ومناسب للاجئين وشبه مدينة سياحية مجهزة بكافة الخدمات المعيشية والطبية والمدرسية وتأمين حرية كاملة للاجئين العراقيين بممارسة طقوسهم الدينية الشيعية، فكانت عشرات مآذن اللاجئين العراقيين تطلق الآذان الشيعي واللطم على الحسين وعلى مدار السنة وفقاً لشعار الشيعة كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء، وكذلك بعض اللاجئين العراقيين يقومون بالتطبير في ذكرى عاشوراء، حيث كان البعض منهم يصنعون السيوف من جفجير الطبخ، قامت السعودية ببناء مدارس ابتدائية وثانوية وجامعة مجهزة بالمكتبات وأرقى الأثاث والتجهيزات ومزودة بالحاسبات، وفيها فروع كليات مثل اللغات والقانون والاقتصاد والعلوم السياسية وتكنولوجيا المعلومات والحاسبات وغيرها، والمملكة قد عينت من بين اللاجئين معلمات ومعلمين ومدرسات ومدرسين وأساتذة وبرواتب كبيرة، ونسقت السعودية مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة بأن تكون الشهادات المدرسية للاجئات واللاجئين العراقيين معادلة ومعترف بها لدى المدارس والجامعات الدولية، في الجانب الآخر قام الشيخ الرفحاوي جواد الكندي وكيل محمد باقر الحكيم بمخيم رفحاء بتأسيس مدارس للحوزة الشيعية لبعض اللاجئين وكلية الفقه سماها بجامعة الكندي، كما قامت السعودية ببناء عيادة طبية لمعالجة المرضى من اللاجئين العراقيين برفحاء، وقد عينت أطباء من اللاجئين وممرضات من اللاجئات وبرواتب فاخرة، وكان مدير العيادة حينذاك الدكتور حسين كمونة وهو لاجئ رفحاوي عراقي من أهل النجف، وكل أطباء العيادة كانوا من اللاجئين العراقيين الرفحاويين مثل الدكتور جمال الفضل ومن أهل النجف أيضاً والدكتور ناصيف وأطباء آخرين وممرضين وممرضات من العراقيين والعراقيات، وإذا كانت حالات المرضى خارج امكانية العيادة فيرسلونهم وباهتمام سعودي وفوراً تنقلهم سيارات اسعاف إلى مستشفى سعودية بمدينة رفحاء، وإذا كانت حالات صعبة فتقوم إدارة مستشفى رفحاء بنقل مرضى اللاجئين العراقيين بالطائرة إلى مستشفى بالعاصمة الرياض.

كان اللاجئون واللاجئات يأكلون مما يأكل الملك وأمراء آل سعود، ويلبسون ما يلبس الملك وأمراء وأميرات آل سعود، ويأكلون لحوم الضأن والسمك البلطي البحراني والرز الهندي البيشاور والجوز واللوز والكشمش وفاكهة الصيف والشتاء في أي وقت من فصول السنة، ويشربون ماءً صافياً غدقاً، ويحتسون مع الهيل أفخر أنواع الشاي السيلاني في العالم ( استرا ) ، وأجود أنواع البن ( القهوة ).

كان اللاجئون العراقيون في رفحاء يفترشون الزوالي الباكستانية ويتغطون ببطانيات الفرو الاسبانية، اللاجئون واللاجئات كانت تأتيهم هدايا خاصة من المملكة، ومنها العقل والعباءات الرجالية والنسائية وقد سمحت المملكة بكل حرية لشيعة الحسا والقطيف بالسعودية أن يرسلوا ما يشاؤون من الهدايا والمساعدات المالية إلى اللاجئين واللاجئات العراقيين والعراقيات برفحاء فكانت تأتي من عوائل الحسا والقطيف هدايا متواصلة بين الحين والآخر، وأموال ضخمة وملابس رجالية ونسائية وحتى مصوغات ذهبية للنساء والأطفال –عوائل اللاجئين.

كان اللاجئون العراقيين برفحاء يتقاضون رواتب شهرية مجزية من السعودية، ومن فضلة رواتبهم يرسلون مساعدات إلى ذويهم في العراق، وكانت جزء من الأموال والمساعدات السعودية تنقل إلى إيران بحجة نقلها كمساعدات إلى أهوار العراقيين، وكانت الأموال تنقل إلى حساب بنكي مصرفي خاص بمحمد باقر الحكيم في لندن.

وفرت المملكة العربية السعودية فرصة للحج والعمرة للاجئين العراقيين برفحاء وعلى نفقة المملكة ذهاباً وإياباً بالطائرات، وكانت المملكة تمنح هدية ( مصرف جيب ) قدره ٣٠٠٠ ريال سعودي لكل لاجئ عراقي يرغب طواعية وباختياره العودة إلى وطنه العراق، وأن يأخذ ما يشاء شاحنة أو شاحنتين أو أكثر توفرها المملكة من مواد غذائية وتجهيزات منزلية وكهربائية ( تلفزيونات ثلاجات طباخات مكيفات مبردات ) وغير ذلك لأهله أو أن يبيعها في العراق ليستفيد من أثمانها، وبنفس الوقت قامت السعودية بتقديم تسهيلات عظيمة لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة من أجل إعادة استيطان اللاجئين العراقيين في الولايات المتحدة وكندا وهولندا والدول الاسكندنافية فنلندا والسويد والنرويج والدنمارك واستراليا ونيوزلندا ) .. نهاية الاقتباس.

وسنكمل مقالنا هذا في العدد القادم من مجلة صدى نبض العروبة بإذن الله، لنضع اليد على حقائق ونجيب على أسئلة صارت تضغط على عقول الملايين من العراقيين وغيرهم حول حقيقة رفحاء وكيف صار منتجعاً ومتنزهاً ونقطة تجميع لأعداء العراق وتغذية لشيعة إيران داخل رفحاء، وانطلاقاً منها إلى إيران وأميركا وأوروبا واستراليا وكندا وغيرها كجزء من خطة تهيئة بيئة غزو العراق واحتلاله إيرانياً، واعتماد ( شريحة رفحاء وتناسلاتها ) لإسناد العملية السياسية، واعتماد بعض عناصرها كبنوك ومصارف لتهريب ثروات العراق بصيغة رواتب باطلة وبصيغ أخرى مافيوية.

رفحاء ليس معسكر لاجئين بل بؤرة تآمر على العراق ..
الاقتباس من مقال للرفحاوي حميد جبر صبر فرج الدلفي العجلي الواسطي، رقم هاتفه
٤٨١٣٨٨٢٧٧ ( ٠٠٦١ ) كما ذكر في المقال الذي تجدون نصه في هذا الرابط.

http://online.anyflip.com/uajdr/sooj/mobile/index.html 

http://anyflip.com/uajdr/sooj





الاربعاء ١٢ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة