شبكة ذي قار
عـاجـل











 

بسم الله الرحمن الرحيم


 

حزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي
قيادة قطر العراق


 

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة      ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة    حرية    اشتراكية

تأميم النفط كان الشرط المادي لبناء العراق العظيم

تمر اليوم الاول من حزيران ذكرى تأميم النفط العراقي في ١ - ٦ - ١٩٧٢ بعد عقود من السيطرة الاجنبية عليه وعلى موارده التي كانت تذهب الى الشركات الاحتكارية بينما كان الشعب العراقي محروما منها ويعاني من فقر وامية بلغت نسبتهما ٨٠% من السكان وهو ما انتج التخلف والمرض ،فكان طبيعيا ان يضع الحزب في مقدمة اهدافه تأميم النفط انسجاما مع مبادئه واهدافه وحرصا منه على ان تكون ثورته في ١٧ - تموز ١٩٦٨ تجسيد حي لارادة الشعب، فكان التأميم الخطوة المادية الاولى على طريق اعادة بناء العراق والانسان ووضع الاسس الضرورية لنهضته الحديثة وانطلاقه في عالم لاحياة فيه الا لمن يعمل ويخطط ويعي قوانينه السائدة.

كان العراق بلدا غنيا لكن شعبه كان فقيرا بغالبيته الساحقة ويعاني من مشاكل التخلف الثقافي والعلمي، وما ان قامت ثورة ١٧ - ٣٠تموز حتى نفذت برنامجا ثوريا لتحديث العراق وتحرير اقتصاده باستعادة ثروته فكان التأميم هو الخطوة التاريخية المفصلية التي حققت للعراق وشعبه اعز الاماني المؤجلة والتي كانت القوى الوطنية تناضل طوال عقود من اجلها وفي مقدمتها بناء عراق حر شعبه مرفه ويسخر ثروته الوطنية لخدمة اهدافه في التقدم العلمي والاجتماعي، وتبلور في الاوساط الوطنية معيار عملي لوطنية الاحزاب وهو استعادة الثروة الوطنية فمن يستعيدها يتجاوز الشعارات ويضع نفسه في طليعة من يحارب قوى الاستعمار.

لقد سجل بأحرف من نور في تاريخ العراق بان التأميم كان خطوة شجاعة في عالم كانت تسيطر فيه القوى الاستعمارية التي صادرت النفط العراقي بقوتها الغاشمة وكانت بالمرصاد لاي محاولة لاستعادة الشعوب ثرواتها الوطنية من المستعمر، وكانت تجربة مصدق في ايران التي شهدت تأميم النفط الايراني مثالا لارهاب بقية الدول النفطية ومنعها من استعادة ثرواتها الوطنية بالتأميم، فما ان امم النفط الايراني حتى دبرت المخابرات الامريكية انقلابا ضده اطاح بسلطته والغى التأميم،ولكن حزب البعث العربي الاشتراكي تحدى قوى الاستعمار وشركاته الاحتكارية وامم النفط واعد نفسه والشعب العراقي لمرحلة صراع مرير من اجل الانتصار الذي تحقق بعد صمود الشعب والقيادة الانتصار في اذار ١٩٧٣.

وبعد التأميم سخرت قيادة الثورة موارد النفط لتنفيذ ثورة شاملة في كافة مناحي الحياة فبنت الاف المعامل الحديثة وتحققت ثورة صناعية وفرت الاحتياجات الوطنية الاساسية ونهضت الزراعة وتحقق الاكتفاء الغذائي ، وصار العراق بلدا متقدما قضي فيه على الامية والفقر تماما وازدهرت الثقافة والفنون والعلوم وتوسعت التكنولوجيا الحديثة مدنيا وعسكريا وانتشرت الجامعات في المحافظات واقيمت الاف المدارس في القرى والارياف، ووصلت الكهرباء لابعد نقطة في العراق، ولم تعد هناك قرية الا وفيها مركز صحي، وتمتع ابناء العراق بالطب والتعليم المجانيين والخدمات الزهيدة وهكذا استحق العراق وصف مجتمع الرفاهية والتقدم.

وهذه الانجازات التقدمية لم تقتصر على شعب العراق بل فاض خيرها على الاشقاء العرب وعلى دول في العالم الثالث في تأكيد عملي لعقيدة البعث القومية والانسانية والاشتراكية فقام بتقديم منح مالية ضخمة لها ومدها بخبراته وقدم لها الدعم الفني وحمى من تعرض من الاقطار العربية للتهديد الاحنبي وبنى المعامل والمستشفيات ومحطات التلفزيون فيها، وبكل هذه التحولات استحقت ثورة ١٧ - ٣٠ تموز لقب ثورة الانجازات الجذرية التقدمية والتي اثبتت ان وجود حزب ثوري لديه ستراتيجية وطنية انمائية قادر على قهر اصعب التحديات.

ووقف العراق بصلابة مع كافة القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين وقاتل بجيشه العظيم الذي حوله من جيش باربعة فرق الى جيش يملك اربعين فرقة مسلحة بأحدث الاسلحة، فكان طبيعيا ان يعود العراق مبدعا وقويا ومهابا كما كان عبر تاريخه المشرف.

ونتيجة لتقدم العراق وانجازاته التقدمية تضاعف تأمر القوى المعادية وسخرت كافة امكانياتها لاعادته الى مرحلة ماقبل الثورة وواجه سلسلة عمليات تأمر متعددة الاطراف دولية واقليمية انتهت بغزو العراق فكان اول خطوة هي تدمير العراق القوي عمدا وحرمان شعبه من عصر الرفاهية والاستقرار،ولكن النظام الوطني ترك للشعب العراقي ما يفخر به وهو الاف المدارس والجامعات والمستشفيات وطرق ستراتيجية وبنى تحتية شاملة حديثة.وكل تلك الانجازات دونت في تاريخ العراق ما لايمكن محوه وهو ان النظام الوطني طبق شعاراته ولم تعد مجرد شعارات، وشواهد انجازاته لايمكن محوها رغم ما تعرضت له من تخريب وتعمد اعادة العراق ل ( عصر ما قبل الصناعة ) تنفيذا لتهديد وزير الخارجية الامريكي، وهو الحال الكارثي الذي نعاني منه الان.

لقد كان واضحا لدى قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ان الاستقلال السياسي ليس هو الهدف الرئيس بل هو خطوة على طريقه وان الاستقلال الحقيقي هو الاستقلال الاقتصادي والذي يجعل الاستقلال السياسي فعالا وحقيقيا.ان ذكرى التأميم الخالدة تعزز في نفوس ابناء العراق الاصرار على تحرير العراق واستعادة ثرواته من اجل اعادة بناءه وتوفير كافة مستلزمات العيش الكريم لشعبنا بانهاء كوارث التجويع المتعمد وتلويث البيئة وتسميم الانهار وتدمير الزراعة والصناعة والفساد، وما الانتفاضة الباسلة لشعب العراق الحالية والتي انطلقت يوم ١ - ١٠ - ٢٠١٩ ومازالت مستمرة الا تعبير عن اصرار الشعب على عودة العراق عظيما مستقلا مرفها قويا ومستقرا يحفظ لشعبه حقوقه كاملة ماديا ومعنويا.

ليكن تأميم النفط تذكرة لنا بان النضال الصلب والارادة الفولاذية والتضحيات الغالية هي مفاتيح النصر.
المجد والخلود لابطال التأميم وفي مقدمتهم الاب القائد احمد حسن البكر والقائد الشهيد صدام حسين.

قيادة قطر العراق
١ / ٦ / ٢٠٢٠





الاثنين ١٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة