شبكة ذي قار
عـاجـل










القدس ليست قضية المسلمين فقط، ولا ينظر لها من منظار إسلامي فحسب، وإن كانت هي القضية الكبرى للأمتين العربية والإسلامية، وإنما هي قضية إنسانية تعني بنشر العدل الإلهي وتحقيق السعادة للبشرية جمعاء، لذلك كان اهتمام الإسلام بالقدس من هذه الناحية فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

إن اهتمام الغرب بالقدس والسيطرة عليها ومحاولة مصادرتها وتغيير معالمها وقيام الولايات المتحدة مؤخراً بنقل سفارتها إلى القدس لتأكيد تهويدها تحت عنوان عاصمة للكيان الغاصب إضافة إلى عمليات التطبيع الناعم مع الدول العربية كلها تؤدي إلى فرض سياسة الأمر الواقع، من هذه الأهمية للقضية الفلسطينية والقدس الشريف جاء الدور الكبير لحزب البعث العربي الاشتراكي منذ قرار مجلس الأمن عام ١٩٤٧ بتقسيم فلسطين الذي أدى إلى نكبة عام ١٩٤٨ بتهجير وتشريد الشعب الفلسطيني من أراضيه ببيان موقف الحزب الأصيل من القضية الفلسطينية، واعتبرها قضيته المركزية، إضافة إلى تطوع الرفاق البعثيين للدفاع عن فلسطين.

ولا أحد ينسى أن القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله هو الزعيم الوحيد الذي ضرب الكيان الصهيوني بـ ( ٣٩ ) صاروخ، ولا أحد أكمل الأربعين، نحن البعثيين يحق لنا التفاخر بالدفاع عن فلسطين إضافة إلى الدعم المادي للشهداء والجرحى الفلسطينيين.

ابتدع المقبور خميني يوم القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان وعلى مدى ٣٨ عاماً منذ اندلاع ثورته، ماذا قدمت ثورته للقضية الفلسطينية عموماً والقدس خصوصاً، أنا أتذكر في الحرب العراقية الإيرانية اقترح القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله على خميني إيقاف الحرب والعمل سوية لتحرير فلسطين لأن خميني كان يقول تحرير فلسطين يمر من كربلاء، ولم يوافق على المقترح، لأن كلامه كاذب، والدليل على كذبهم يمكن تلخيص بعض ما قدمته إيران منذ عام ١٩٧٩م للقضية الفلسطينية ما يلي :

- نشر حركات شيعية لنشر الطائفية والانقسام بين الشعب الفلسطيني، ومن أبرز شواهد ذلك تأسيس حركة ( الصابرين ) في غزة.

- دعم الانفصال والانقسام بين الشعب الفلسطيني عبر دعم حماس والجهاد ضد منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة السلطة الشرعية في البلاد.

- دعم حركة حماس المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية في حربها ضد الجيش المصري عبر إمدادهم بالتدريب والسلاح في تنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر.

- سحب الطاقة البشرية الفلسطينية إلى القتال في أراض خارجية، مثل إرسال فلسطينيين للحرب في سوريا ومصر.

- أسهم هذا الانحراف للحركات الفلسطينية عن تركيزها على مقاومة الكيان الصهيوني عبر معاداة دول وجيوش عربية إلى سحب رصيد من التعاطف الشعبي مع فكرة المقاومة الفلسطينية.

- نشر الميليشيات المسلحة المعادية للجيوش النظامية القادرة على حماية بلدانها أمام المطامع الخارجية ومنها الكيان الصهيوني، مثل ما حدث في سوريا وفلسطين والعراق واليمن ولبنان ودعم جماعات مناهضة للحكومات في مصر والسعودية والبحرين.

- أسهم دعم إيران لتأسيس ونشر ميليشيات مسلحة موالية لها ومعادية للجيوش والحكومات الوطنية في نشر حروب وانقسامات سحبت التركيز من القضية الفلسطينية إلى قضايا أخرى مثل سوريا والعراق واليمن ..

- افتعلت إيران حرب ٢٠٠٦ م التي أضعفت قدرة لبنان واستنزفت أمواله لمجرد رفع رصيد حزب الله ونشر التعاطف مع التشيع بتصويره أنه المقاوم ( الأبرز ) للكيان الصهيوني.

- تسعى إيران لاحتلال دول عربية مثل سوريا والعراق واليمن والبحرين بدلاً من المساعدة في تحرير القدس.





الثلاثاء ٤ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زهراء الموسوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة