شبكة ذي قار
عـاجـل










دعونا نتذكر أن من أتى بالخميني الى طهران ليسرق الثورة الشعبية المتأججة بوجه الشاه حينها وينسبها إلى نفسه وينكل بالثوار الحقيقيين قتلاً واعتقالاً وفراراً هي دوائر الاستخبارات الغربية والأميركية.

نعم، الخميني ومشروع ولاية الفقيه الذي نادى به ما هو سوى تغطية للمشروع الحلم بإعادة إحياء امبراطورية فارس لتشمل الوطن العربي أو على الأقل الجزء الشرقي منه، وخاصة بلاد ما بين النهرين، أي العراق وعلى ادعاء أنه ملك تاريخي لفارس!

أستغرب بعض الكتابات التي تصنف "إيران على أنها دولة تنافس "الولايات المتحدة الأميركية" فيما يشبه صراع مصالح بين دولتين "عظميين" والقاعدة فيه شراسة وعدوانية يدفع ثمنه غالياً المواطن العربي المستهدف في رزقه وأرضه وثرواته وأمنه واستقراره واجتثاث المدن والحواضر التي بايعت عروبتها حتى الاستشهاد، وهذا ما حصل في الأمس القريب من استهداف للعراق ومن لحظة أن وطئت قدما الخميني اللص أرض طهران وشعاره بتصدير الثورة وقيامه بالعدوان على العراق وكل الوقائع تم توثيقها من الحكومة العراقية وإيداعها في مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل الدوائر الأممية والعالمية، وغض النظر والمماطلة المقصودة من جانب كل من ذكرناهم ٨ سنوات قاسية مدمرة لتحقيق هدف إنهاء ظاهرة العراق القوي العربي الوطني البعثي الوحدوي الذي يمثل خطراً كبيراً على مخططات الغرب ومصالحه وعلى الكيان الصهيوني، انتهت بانتصار العراق، وتجرع الخميني السم، مروراً بالردة التي حصلت بعد انسحاب العراق من الكويت والحصار الغاشم وصولاً لاحتلاله من قبل الأصيل بعدما عجز عنها الوكيل!

ألم يخطر في بال من يساوي بين إيران الخميني الواصل من فرنسا والذي حل مكان الشاه قبل أن يستولي الثوار الحقيقيين على الحكم، وإعلانه بشكل سريع دولة الولي الفقيه الصفوية وتصدير الثورة خلف ستار تحرير فلسطين والمسجد الأقصى وبين أميركا التي عقدت صفقة معه تنص على حماية نظامه وطموحاته في التمدد في دول الجوار ولكن ضمن حدود التكتيك الذي وضعته دوائر البنتاغون، على أن يضمن لأميركا عدم مزاحمتها على مصادر الطاقة والنفط والنقاط الجيواستراتيجية، تماماً كما هو حاصل الآن في لبنان حيث القاعدة التي بموجبها حصل عقد المتعة بين حزب الله من جهة وكافة القوى السياسية الأخرى من جهة ثانية، تقول هذه القاعدة الذهبية؛ سكوتنا عن سلاحكم مقابل سكوتكم عن فسادنا، تماماً، ما هو سوى تبادل مصالح والطرفان مجرمان بحق لبنان وشعبه.

ونذكر من غاب عن ذهن من ساوى بين الدولتين من حيث القوة والتنافس والصراع على النفوذ في أقطارنا العربية، أن من أنتج نظام الملالي هو أميركا والغرب، ولنتذكر ومنذ عدوان إيران على العراق فإن الشاه كان يعتمد في تسليح قواته على الأسلحة والمعدات الأميركية وبالتالي فإن الجيش الايراني وما يسمى الحرس الثوري ورثوا كل تلك المعدات وبالتالي لا بد من قطع غيار وذخائر وتحديث للآلات!!

يا ترى ألم نتساءل كيف كانوا يحصلون على تلك المعدات في عدوان استمر ٨ سنوات؟

وما زالت إيران كونترا تطفو على السطح، وغيرها مما لم نعلم به وكله يصب في خانة الموت لأميركا والموت "لإسرائيل"!!

هذا إن دل فيدل على أن مشروع الولي الفقيه يفيد المخططات الغربية في إطالة أمد التجزئة العربية بأسلوب جديد قديم وعلى قاعدة فرق تسد، وهي مع الأسف تنجح دائماً بسبب عدم الوعي وتأثير الطبقة الدينية على نفوس وعقول الناس وتؤدي إلى التناحر الطائفي والمذهبي، والمفيد جداً في استمرار السيطرة على مقدرات وثروات أمتنا.

والأهم أن النشاط الفارسي هو دائماً تحت مراقبة أميركا ( Under Control ) ، إن على الصعيد الداخلي أو الخارجي، والشواهد كثيرة وأهمها المشروع النووي الفارسي الذي لم يتم قصفه حتى الآن ومنذ استلام الخميني لإيران!بينما تم قصف المفاعل النووي العراقي "قيد الإنشاء" فوراً!

إذاً، المشروع الفارسي الجديد خطط له الخميني وتبناه الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً، إذ يستحيل أن تفلت إيران من قبضة أمريكا، ولا بأس باستبدال الشاه المنتهية صلاحيته بآخر معمم يخدم أهدافها، وأكرر القول تحت المراقبة وعلى ألَّا يخرج عن السيطرة ( قتل سليماني ) كمثال!وطالما يخدم قواعد اللعبة الاستراتيجية الغربية فنظام الملالي يبقى على قيد الحياة.

صحيح أن نظام الولي الفقيه هو مشروع عدواني خطير على الأمة العربية إلا إنه لو لم "يحظى برضى المخططين الاستراتيجيين" في البيت الأبيض لضمان التفوق والالتفاف على المارد الأصفر الذي استيقظ وبدأ بالتثاؤب متحالفاً مع قيصر روسيا "بوتين" الذي أنفق مؤخراً مليارات لا تحصى لكي ينتج آلات حربية تقع في خانة الخيال العلمي "لما رأينا أصلاً ما يسمى الثورة الإسلامية ولا الولي الفقيه"، الذي يتمدد في أقطارنا بالقدر المسموح به أميركياً، وكان لا بأس بالشاه كحارس بوابة الخليج أميركياً إلا أن الثورة الشعبية التي اندلعت في إيران مطالبة برحيله وتحويل إيران إلى جمهورية اقتضت باستبداله والتضحية به وجلب خميني من فرنسا وقمع الثورة الإيرانية وإحلال ثورة دينية مكانها وشعارها "تصدير الثورة"!والضحية طبعاً الأمة العربية والمستفيد منها الغرب والكيان الصهيوني.

ولمن يتفلسف ويعلي من شأن إيران وجعلها متساوية القدر مع أميركا وطبعاً ليس حباً بأميركا بل لكيلا نشوه الحقيقة والواقع نقول له :

كن على ثقة بعدما يؤدي نظام الملالي دوره كما هو مرسوم له في المخطط الأميركي فحتماً سوف تنتهي صلاحيته وسوف يستبدل بنظام لربما ألعن منه، وهذا مرهون بإرادة الشعوب الإيرانية التي عانت الأمرين من نظام طائفي عرقي استبدادي متخلف يعتدي على جيرانه بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان ساعياً لإحياء مملكة فارس التي مزقها الله بعد أن مزق كسرى الفرس الرسالة التي أرسلها له النبي الأكرم محمد عليه وعلى آله وصحبه السلام ودعا عليه بتمزيق ملكه، لذا فاطمئنوا فإن كسرى لن يعود ..
 





الثلاثاء ٤ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة