شبكة ذي قار
عـاجـل










مع صدور هذا العدد من مجلة صدى نبض العروبة الغراء نكون قد دخلنا النصف الثاني من شهر رمضان الفضيل، وصار من المفيد أن نتذاكر كلنا، الصائمون وغير الصائمين، ونجيب على أسئلة تعطي لصيامنا أو لإيماننا بالصيام بعض معانيه ودلالاته التي بلغناها أو تلك التي نأمل ونرجو أن نبلغها.

البداية، مع التوقف عند الفرق بين الصوم وبين الصيام، فالذين مارسوا عملية الصيام وهي الإقلاع عن الأكل والشرب وباقي الممنوعات المعروفة، هل مارسوا الصوم؟ وهو الإقلاع عن قول وفعل كل ما هو منكر في شرع الله سبحانه وسنن الأنبياء والرسل؟

إن لم نفعل فلا فائدة من الصيام، ذلك لأن الغرض الأساسي من الصيام هو تحقيق الصوم، ولعلنا لا نغلط إذا وسعنا تعريف الصوم ليشمل كل ما نقوم به طيلة حياتنا وليس لشهر واحد، هو رمضان فقط.

ثم، مع ممارسة الصيام هل توقف كل منا عند استحقاقات عامة تخص العائلة الصغيرة والمجتمع المكون للبيئة التي نعيش بين جنباتها والوطن كحالة أشمل والأمة كعنوان هو الأعرض الذي لا مناص من الإيمان به وباستحقاقاته شأننا شأن الهنود والصينيين والروس وغيرهم.

وقد تكون واجبات العائلة أمراً شخصياً بدرجة ما، غير أن استحقاقات الوطن والأمة هي شأن عام وتأديتها ولو بأدنى الحدود يعد فريضة من فرائض الصوم، ذلك لأنه يرتبط بثوابتنا الإيمانية والأخلاقية والوطنية والقومية.

رمضان يلقننا دروساً في الإنسانية، إن لم نتمثلها بعمق فنكون كمن لم يمارس الصيام وهو متمكن ومالك لاشتراطاته، رمضان يقربنا من فهم الذات وعجائب الخلق الرباني، وقد يكون هو الفريضة الأعمق والأوسع في غاياتها الربانية المادية والوجدانية على حد سواء.

أوطاننا محتلة ومرهوبة، وشعبنا فقير معدم جائع، ومن لا يصدق فليراقب برامج الفضائيات التي تتاجر بفقر أهلنا وحاجتهم وتفضحها على الهواء، وصيامنا وصومنا يتطلب أن نثور ونغير ونقلب الموائد ونوعي وننور، وأن يكون نومنا في رمضان أقل بكثير من حاجة أجسامنا لكي نبصر أوسع مساحة وندرك أبعد ما يمكن إدراكه.





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة