شبكة ذي قار
عـاجـل











أَبدأ مقالتي بِمَقْوَلَة للرفيق ألمؤسس أحمد ميشيل عفلق ( رحمه الله ) يقول : ( صدام حسين هدية البعث للعراق ، وهدية العراق للامة العربية ).
يصادف ٢٨ / نيسان / ٢٠٢٠ ، ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين والعرب الشرفاء ،هي ميلاد الفارس المُفَدَّى الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ، إِنَّ ميلاد الرفيق الشهيد مناسبة تاريخية نستلهم منها روح النصر ،لانها مفعمة بدلالة الرجولة والفروسية وليس بدعة على الشعب العراقي أن يحتفل بميلاد قائد فذ ، فإِنَّ شعوب العالم المتطلعة للحرية والاستقلال والعيش بكرامة تحتفل أيضاً برموزها العظيمة وقادتها الافذاذ الذين رهنوا أنفسهم بحياة شعوبهم ومستقبلها.

لذلك الاحتفال بهذه المناسبة مُضَاهٍ الاحتفال بكل قيم الرجولة والبطولة والمعاني الانسانية السامية التي تجسدت بشخص الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ، فى الوقت العصيب والمرحلة الحرجة التي تمر بها الامة العربية التي تعيش أزمة خانقة على كل المستويات جعلتها تقف على أعتاب الذل والهوان فى الوقت الذي يقف فيه مجاهدي البعث فى ساحة العز والشرف والفداء فى العراق مع الشعب العملاق كي يقول أكبر ( لا ) فى تاريخ الانسانية بوجه أعتى قوة همجية فى العالم وهي القوة المحتلة للعراق.كذلك تمثيل قيادتهم المجاهدة فى تحقيق طموحات الشعب العربي فى الدفاع عن كل المقدسات العربية.

إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) إِختصر تأريخ الامة العربية ورجالها العظام فى شخصه ومثل الامة كلها ايضاً فى شخصه وأحيا أمل الامة حتى فى شهادته.لذلك على الامة العربية والعراق أن تفتخر ببطل فَّـذْ مِنْ أبناءها هو ألشهيد البطل صدام حسين ( رحمه الله ) ، لقد نشئ الرفيق الشهيد مواطناً عادياً كملايين أبناء الامة العربية ، يتيماً فقيراً فلاحاً فى قرية منسية فى أرض عراقية عربية يتحكم بها الاجانب ويخيم على اهلها الجهل والفقر والمرض وأخطر مِنْ ذلك كله يخيم عليها الياس مِنْ أنْ تعيد تاريخها المجيد ، إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ذلك المواطن الفتي العادي جداً في ظروف نشأته الغيرعادي ، أَبْدا في طاقاته وآماله حمل احلام أمته وحققها على ارض الواقع وهي وطناً حراً عزيزاً مستقلاً بقراره السياسي ، مفعماً بالعنفوان ممثلاً لصفحة مشرقة حية مِنْ تاريخ الامة المجيدة.

إِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) هو القائد العسكري والسياسي ، كان يتصف بالشجاعة لَمَا لديه مِنْ حِسْ ثوري و وطني ، وكان يحلم أن يكون للعرب قوة عسكرية عالمية وأَن يحرر فلسطين.

وكان الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) إِخْتَصَرَ كل تاريخ الامة الخالدة في عهده وكل رجالها العظام.ففي شخصية الرفيق الشهيد كنا نرى شخصية أبو جعفر المنصور الذي بنى بغداد ، فكانت عاصمة الخلافة بعد أن كانت قرية على دجلة لاتكاد تذكر ، وإنَّ الرفيق الشهيد بنى بغداد التي غابت عَنْ دورها التاريخي فى رسالة الامة بعد أن سقطت على يد المغول واحفاد كسرى ورستم.

وفي عهده كنا نرى فى شخصيته ، شخصية خالد إبن وليد وسعد بن ابي وقاص ، الذان جاهدا الروم والفرس المجوس ، وأعاد الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) جهادهم فى قادسية صدام المجيدة بحيث جعل الفرس الصفويين المجوس يركعون أمامه ويجرع قادتهم السم ، ويموتون في غيضهم.

كما نرى في شخصية الرفيق الشهيد شخصية الخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز ، يتفقدان الرعية في أقصى مكان إنه لَمْ يبقى مكاناً في العراق بدون إستثناء لَمْ يزوره حتى يتطلع على أحوال العراقيين.

ونرى فى شخصية الرفيق الشهيد شخصية البطل العربي الاسلامي صلاح الدين الايوبي الذي قام بتصفية الجبهة الداخلية مِنْ أحفاد كسرى المجوس ، ويقود المعارك مع رجاله ويقاتل بِأخلاق الفرسان لِأنَّ الغاية عنده لاتبرر الوسيلة ، ولكن المبدأ يبررالمعركة. وبذلك أعاد الرفيق الشهيد تأريخ الامة ورجالها العظام ، ليس فى حياته فحسب وإِنَّمَا في أسره وإِستشهادِهِ.وإِنَّ الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) لَمْ يحيى آمال أُلامة العربية في حياته فحسب وإِنما قدم وجوداً ملموساً لِأنَّ هذه الامة لازالت تنجب الابطال ولَمْ تَعْقَمْ رحمها يوماً أن تنجب ابطالاً في حياتهم ومماتهم ، كما أنه شارك شعبه النشأة يتيماً فقيراً محروماً.وشاركهم صنع احلامهم وشاركهم معاركهم المقاومة وشاركهم المعتقل وشاركهم الشهادة على ايدي فرق الموت الصفوية المجوسية وأذنابِهِمْ.

وهنا نذكر مقولة الرفيق المؤسس رحمه الله عندما قال : ( صدام هدية البعث للعراق ، وهدية العراق للامة العربية ) فنعم الهدية ، كما نتذكر قوله أيضاً عندما قال : ( لقد كان محمداً كل العرب ، فليكن اليوم كل العرب محمداً ).وإن الرفيق الشهيد نشئ على هذا واستشهد على هذا ، وان الرفيق الشهيد منحنا تاريخاً حياً مملؤة بالمفاخر والانتصارات ، كما قدم لنا هذا التاريخ حياً معاصِراً.

لذلك الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) سيبقا حاضراً ومنتصراً على أعداء الامة لانه تاريخها الحي الذي أثبت أنَّ رَحْمْ الامة لازال يلد الابطال ، وإن كل فرد مِنْ الامة العربية هو بطل مِنْ ابطالها ومشروع قائد يعيد لها أمجادِها.فعلينا أن نستلهم دروس وعبر مِنْ نضال الرفيق الشهيد وان لا نضيع هذا النصر الذي منحنا الرفيق الشهيد وان لاننزلق إلى حيث يريد العدو ، لقد ضحى الرفيق الشهيد بحياته ليعلمنا آخر الدروس وأعظم الدروس وعلينا أن لاندع تضحيته تذهب إلى حيث يريد العدو ، لقد علمنا الرفيق الشهيد أن نحيا رجالاً وعلمنا أن نواجه الموت رجالاً ، وبهذا يتوضح لنا بِأن الرفيق الشهيد ليس ظاهرة مقطوعة عَنْ سياقِها وليس نبتاً غَريباً في بيئة مغايرة ، بل إِنه مِنْ تراب هذا الوطن العربي ألمناضل وزرعه ، وهو تعبير عن بطولة جماعية للشعب والامة العربية جمعاء ، والابن البار والمعبرعن نضال حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تاسيسه وتصديه وتحديه للقوى المعادية للامة.

لقد تعلمنا مِنْ الرفيق الشهيد الذي تربى فى مدرسة حزب البعث العربي الاشتراكي ، إِنَّ البعثي الحقيقي هو الذي إستوطن ذاته وضميره مبادئ البعث ورسالته وعقيدته الوحدوية الاشتراكية حتى يصل إلى مرتبة وصف خاص جداً وهو ( الانسان الرسالي ) ، لان الانسان البعثي الرسالي يتجرد مِنْ ذاته وينصهر في ذات الامة ، ويترك مصالحه الشخصية ، ويتوحد مع أهداف الامة ، وحين تصل هذه المنزلة الرفيعة تتحقق للبعثي المؤمن بِالله ورسالات السماء ، وخاتمتها المباركة الاسلام الحنيف ، أرفع مراتب الانسانية ويحقق أهدافها الحياتية كلها ليس فى أُطرِها الروحية الاعتبارية فحسب ، بل أيضاً في ضفافها المادية التي تقتضيها الحياة الكريمة بعيداً عَنْ الاسفاف والجشع.

إِذْ نريد أنْ نكتب عَنْ هذا الرجل العظيم الذي يتمثل بالعراق كله لانوفي بِكتابة أوراق عديدة ، وحتى ألف ورقة لانه رمز وشموخ لامة بِأكملها.

لِذَلك أقول في هذا العام ذكرى الميلاد لشهيد الامة العربية تحمل صفات وسجايا صاحبها مِنْ الرجولة والكبرياء والمبادئ والثبات والشجاعة والتحدي والطهر والايمان والجهاد والتضحية بِالنفس ، هذه الذكرى هي ذكرى تَحْـدُ الركب البعثي والجهادي المؤمِنْ بِأستمرار المقاومة حتى تحرير العراق ، مهما غلت التضحيات وطالت المنازلة ، هي ذكرى تأكيد الوحدة الوطنية والانتماء العربي الاصيل للعراق ، كما ألتزم بهما وصانهما وضحى لِأجلِهِما الرفيق المجاهد الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) ورفاقه ومناضلوا البعث وشرفاء العراق ، ونجعل مِنْ ذكرى ميلاد الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) مُحَفِزٌ جديد لتصعيد النضال والجهاد مِنْ أجل تحرير العراق وتطهيره مِنْ رجس الخونة والمجرمين وأذناب المجوس مِنْ الذين باعوا شرفهم وكرامتهم للاجنبي مقابل حفنة مِنْ المال.

رَحِمَ الله ألرفيق ألشهيد صدام حسين ، إبن الامة و وريث تاريخها وأبطالها
ورحم الله شهداء العراق والعروبة والاسلام ، الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس لاجل أن تحيى الامة العربية حرة أبية
المجد والخلود للامة العربية





الجمعة ١ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. أبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة