شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد ولد البعث من مخاض الأمة العسير في مجابهة القوى الاستعمارية والاستعباد والاحتلال والتجزئة والتخلف والأمية، فكان تعبيراً عن نبض الشعب الحي وأصالة الأمة وقدرتها على التجدد والنماء.

لقد كان ميلاد البعث تحولاً نوعياً بالغ الأثر في وعي ابنائها، بل تعبيراً أصيلاً مبدعاً وخلاقاً عن الولادة الحية المتجددة للأمة، فكان البعث قومياً في تنظيمه الثوري الذي مثل رداً واعياً على التجزئة، وكان ديمقراطياً مركزياً في حياته الداخلية ومنفتحاً تماماً في علاقته الحية والعضوية بالجماهير معبراً بذلك عن أصالة إيمانه بهدف الحرية.

وكانت بنيته من العمال والفلاحين والطلبة والكسبة والمثقفين الثوريين تعبيراً أكيداً عن طبيعته الوطنية والقومية وتركيبته الشعبية وايمانه الراسخ بالاشتراكية كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية.

وكانت ممارساته النضالية تعبيراً حياً عن إرادة الأمة العربية وقدرتها على النهوض والتجدد، فأسهم اسهاماً مباشراً في تصاعد المد القومي العربي طيلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، فساهم مساهمة فعالة في صنع أول وحدة في تاريخ العرب المعاصر بين مصر وسوريا عام ١٩٥٨م وأسهم في انبثاق جبهة الاتحاد الوطني في العراق عام ١٩٥٧م التي مهدت لانبثاق ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨م، وقاوم الانحراف القاسمي الديكتاتوري في العراق والانفصال بين مصر وسوريا عام ١٩٦١م مواصلاً نضاله المرير مفجراً ثورة الثامن من شباط ( عروس الثورات ) عام ١٩٦٣م في العراق، وبعد شهر من ذلك التاريخ فجر البعث ثورة الثامن من آذار عام ١٩٦٣م في سوريا، وحقق ميثاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق في ١٧ نيسان عام ١٩٦٣م واعاد العراق الى حاضنته العربية وامته المجيدة.بيد أن ثورة الثامن من شباط الفتية بسبب توجهها الوطني والقومي الأصيل تعرضت إلى الاغتيال في ردة الثامن عشر من تشرين الثاني السوداء عام ١٩٦٣م والتي قاومها البعث ومناضلوه بصلابة نضالية منقطعة النظير أفضت إلى انبثاق ثورة ١٧ تموز عام ١٩٦٨م التي حققت منجزات عملاقة لا يتسع المجال لذكرها.

وهاهم البعثيون الأصلاء أبطال ثورة تشرين يقدمون الشهيد تلو الشهيد بفكرهم الخلاق وجهادهم المتوثب ومساهمتهم الفعالة في تفجير الثورة واستمراريتها لتكون الفصل الحاسم النهائي في تحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والصفوي وأذنابهم وإنهاء العملية السياسية برمتها وقيام حكم الشعب التعددي الديمقراطي الحر المستقل.

سيظل البعث قائداً لمسيرة النضال الوطني والقومي، معبراً عن ضمير الشعب ونبضه الحي بفكره الخلاق الأصيل المتجدد ورسالته الإنسانية الخالدة وجهاده المتوثب الظافر وحتى تحقيق أهداف الأمة العربية التاريخية في الوحدة والحرية والاشتراكية.





الخميس ١٦ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة