شبكة ذي قار
عـاجـل











ما زال شعار حزب البعث العربي الاشتراكي الميزة الفريدة التي تميزه عن بقية أحزاب الوطن العربي، معبراً من خلاله عن استراتيجية مبكرة ومتقدمة في فهم الواقع العربي، فقد نص المبدأ الثالث من المبادئ الأساسية لدستور الحزب، الذي أقره المؤتمر التأسيسي في السابع من نيسان عام ١٩٤٧م، على ( أن الأمة العربية رسالة خالدة، تظهر بأشكال متجددة ومتكاملة في مراحل التاريخ، وترمي إلى تجديد القيم الإنسانية، وحفز التقدم البشري، وتنمية الانسجام بين الأمم ).وحدد دستور البعث مضمون الرسالة في نقطتين :

أولاً : الاستعمار وكل ما يمت له بصلة، عمل إجرامي يكافحه العرب بجميع الوسائل الممكنة، وهم يسعون ضمن إمكاناتهم المادية والمعنوية لمساعدة جميع الشعوب المناضلة في سبيل حريتها.

ثانياً : إن الإنسان مجموع متضامن في مصلحته، مشترك في قيمته وحضارته، فالعرب يتغذون من الحضارة العالمية ويغذونها، ويمدون يد الإخاء إلى الأمم الأخرى، ويتعاونون معها على إيجاد نظم عادلة تضمن لجميع الشعوب الرفاهية والسلام والسمو في الخلق والروح.

إن مفهوم الرسالة الخالدة التي يحملها البعث ذو محتوى إنساني تقدمي، ودعوة للتحرر والقضاء على التخلف، وإقامة حياة عربية تستفيد من التطور الحضاري الإنساني، وإلى جانب ذلك النضال ضد الاستعمار في أي مكان من العالم، ومساندة حركات التحرر العالمي، والمشاركة في تحقيق التقدم والرفاهية لكل شعوب العالم، إنه نضال من أجل بناء عالم ينتفي منه الاضطهاد والظلم والاستغلال، كما تنتفي منه الحروب، ويسوده السلام.

وتتميز رسالة البعث الخالدة بعراقتها، وتطويرها الخلاق المبدع لشتى مجالات الفكر الإنساني من فلسفة وعلوم وآداب، وبدور الأمة الحضاري التطبيقي مع أمم الأرض، وقد تجلت في الدعوة إلى الحياد الإيجابي، وهو ما أثبت الهوية التقدمية لفكر الحزب، حيث استطاع من خلال الممارسة أن يُسقط عن فكرة الرسالة الطابع الغامض، ويحولها إلى واقع وممارسة نضالية يومية، كما تجلت في التفاعل مع الحضارات الأخرى تفاعلاً خصباً، لأنها تمتلك إرثاً حضارياً قومياً، تُعطي وتُقدم في نتاج العقل البشري، وتُخضع المعطيات العملية لواقعها وحياتها وتبلورها حسب مقتضيات الحال.

إن ما أنتجه الوعي العربي من قيم وفكر وما قامت به هذه الأمة على مسرح الحياة من أعمال إنسانية أدت إلى تطور الكثير من قوانين الحياة والعلاقات المجتمعية، كما أن النضال اليومي لشعبنا العربي ضد الامبريالية والصهيونية وأدواتها، من أجل تحرير أرضنا العربية المحتلة، جعلها أمة ذات رسالة خالدة.

إن تجديد القيم الإنسانية والارتقاء بها إلى درجة الكمال هي رسالة دائمة لأمتنا العربية، وهي الرسالة التي يحملها البعث منذ تأسيسه، وتبدو واضحة في انفتاحها على شعوب العالم، انطلاقاً من أن التقدم البشري لا يقوم على فكر أمة واحدة، وإنما هو تفاعل وتمازج بين أفكار الأمم المتقدمة، فتتلاقح الأفكار والنظريات لتأخذ مساراً تاريخياً، فتنضج وتخرج للبشرية جمعاء، إن حفز التقدم البشري لا يعني خلقه من العدم، وإنما تطهيره وإغناءه بمضامين جديدة منحها عقل الأمة الواعي وخلدتها روحها المتجددة، وهو ما يعني أن خلود الرسالة هو خلود متجدد بشكل إبداعي متطور، يدرك أن حركة المجتمع هي حركة تصاعدية وإلى الأمام، لا تعرف الاستسلام ولا الوقوف.





الاربعاء ١٥ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة