شبكة ذي قار
عـاجـل











الثورة ليست عنوان فحسب وإنما الثورة صناعة جماهيرية وقرار وعقيدة وإيمان ؟ مستمدة جميعها من طبقات وشرائح متنوعة وإتجاهات ورؤى وطنية مخلصة تعرب عن آرائها ورؤيتها للأوضاع والمعاناة , وليس شرطا بأن يجمعها إنتمائا سياسيا أو تتبنى مباديء أو إديولوجية معينة لغرض صناعة قرار التغيير وإنما الشروط الأساسية ألتي لابد وأن تكمن بجميع القوى الثورية والمناضلة وحسب المنظور الثوري هو أن تتجلى بالثوريين صفة التركيبة الأخلاقية أولا.وثانيا عدم الإعتماد على طبقة واحدة أو وضع الفوارق المهنية أو الحرفية كعامل أساسي.وثالثا بأن تكون وفية لثورتها ووطنها وقيمه.ورابعا أن تكون مستعدة للتضحية في سبيل أهداف ثورتها بعيدة عن البحث وراء المكاسب الفردية والنظرة الإنتهازية وتكتلها وتحالفها.أما التلون في المواقف والرؤى حسب مقتضيات المصلحة الشخصية يعتبر عاملا من العوامل التي تقف بوجه الثورة ومستقبلها ومكتسباتها , والثورة ونجاحها لابد من أن تكون العامل الفاصل بين المعاناة والأنانية المصلحية وبين تحقيق وترسيخ العدالة والحقوق ألتي ناضل الثوريون من أجلها , وليس شرطا بأن تتبنى الثورة أو روادها فكرا سياسيا أو إديولوجية معينه , ولكن لاضررا إن تبنت ذلك لتثبيت أقدامها وتفادي السقوط بخندق الإنتهازية وتسلط أصحاب المصالح على مكاسبها

العوامل المهمة لإندلاع الثورة
بصراحة كتب الكثيرون من الكتاب والمؤرخين عن الكثير من الثورات في العالم وكل ثورة مجدت تأريخ إنطلاقتها.لكنها إختلفت بقادتها وإتجاهاتهم ورؤيتهم وتحليلاتهم للإوضاع والمعاناة , والثورات تختلف بمقاصدها فهناك ثورة إقتصادية لغرض التحول الإقتصادي دون تغيير جذري في النظام وإنما تعديلات في الأروقة الوزارية وهناك ثورة سياسية من أجل أو لغرض التغيير الجذري بسبب عدم كفائة النظام والحاق الأضرار بالوطن أمنيا وإقتصاديا وعسكريا أو قمعيته وإجراميته بقمع الحريات العامة والإضطهاد للقوى القومية والوطنية المخلصة مثلما لحقت تلك الأضرار بالوطن إقتصاديا عسكريا وأمنيا وبقواه المخلصة .. وبما أن نظام سلطة الإحتلال في العراق كان ولازال عاجزا على تحقيق أي تقدم إجتماعي وتعزيز الإستقلال السياسي والإتجاه صوب التطور الإقتصادي والتهاون أزاء القضايا القومية المهمة ومحاولة إنتزاع المطالب والحقوق الجماهيرية وتهديد السيادة الوطنية والإنجراف إلى المنهجية التبعية وعدم تطوير الموارد والإمكانيات المالية لإعادة بناء البنية التحتية وتفاقم الفقر وردائة المستويات المعيشية وإفتقار السلطة إلى الحلول وفشلها ألذريع بإدارة شؤون الدولة ودوائرها ومتابعتها منهجية الإرهاب المتواصل بحق الوطنيين والناشطين والفساد المتفشي بداخل المنظومة الوزارية ودوائرها وتحويل الأموال بصورة غير شرعية والصراع الطائفي المستمر والإقتتال في سبيل المناصب وإستمرار جريان الدماء والإنفاق المالي المغلوط دون دراسة أو تخطيط وتبذير الأموال العامة بسبب المشاريع الوهمية التي أهلكت البلاد ماديا وتفشي الحالة الصحية وإنعدام الإجرائات الوقائية وإنعدام وغياب الامن وسفك الدماء والمتابعات المستمرة للناشطين الوطنيين من قبل الميليشيات العميلة لإيران وإختطاف المواطنين وتصفية الناشطين وتمرير سياسة المحاصصة الطائفية والإعتقالات العشوائية للمثقفين ألتي أجبرت القوى المتبلورة والأكاديمية والباحثين على مغادرة البلاد وعدم إستقلالية القرار السياسي العراقي بسبب الإحتلال الايراني الفاشي الجاثم على صدر الوطن , , فقد قادت جميع تلك العوامل إلى إنتفاضات جماهيرية عديد واسعة.ومنذ اليوم الأول من إحتلال الوطن والحراك الشعبي لم يتوقف على الإطلاق رغم إجرامية السلطة بحق شبابه وسفك الدماء وسقوط الكثير من الشهداء الابرياء ومنذ إلإحتلال عام ٢٠٠٣ ولغاية هذه اللحظة

وليس غريب من أن كل ثورة يجب ان لاتكون منعزلة عن الخندق الذي يمثل رؤيتها وكما هي بحاجة إلى تعبئة جماهيرية لدعم الخندق الرافض لتوجهات وأساليب السلطة ومنهجيتها وقمعية وتهور أجهزتها الأمنية ونهجهاالدموي وخصوصا في العراق الجريح بعد الإحتلال , أمامعاناة القوى القومية والوطنية المناضلة من إجرائات المطاردات والإعتقالات والتصفية ألتي ساهمت بها مرتزقة النظام وميليشياته بدعم من مرتزقة نظام طهران الإجرامية لم تكن سببا بتعطيل مواقف أو أدوار تلك القوى لدعم الشباب الثوري وإنما إجراء إحترازي اتخذ من قبلها لتفادي المخاطر التي قد تحصل وتعطي الذريعة للسلطة الفاشية بإرتكاب الإنتهاكات الدموية بحقهم بحجة الإنقلاب السياسي وتدارك تصعيد الصدامات مع الأجهزة القمعية المنتشرة وحسم نتائجها إلى أجهزتها الأمنية المجرمة وكما ستسقط الكثير من الضحايا وبأعداد هائلة.ناهيك عن تجاوزات أجهزة الأمن وحتى السرية فقد كانت مستمرة على قدم وساق ضد شباب الثورة وإرتكاب أبشع الأساليب بحقها وسفك دماء ناشطيها من قبل مرتزقة النظام الفاشي الإيراني ومن صف صفها من ميليشيات محلية وأجنبية , , وبالرغم من تصاعد المعاناة والإعتقالات والممارسات الدموية إستمرت إلانتفاضات وتصاعدت في العديد من المدن العراقية وشوارعها تنديدا بالسلطة وممارساتها ألتي لم تتوقف بحق أبناء العراق الجريح والمحتل.

وبحكم تصاعد الإنتفاضة الشبابية في الوطن وتجاهل السلطة جميع المطالب والغاء الحقوق والإزدياد في المعاناة وتصاعد العطالة والبطالة وإنتشار الفساد في أروقة الدوائر والدوله برمتها بمن فيها وزارة الدفاع والداخلية والمالية والبنك المركزي وغيرها وعدم إستجابة السلطة رغم إستمرار الإحتجاجات فقد أعلنت الجماهير الشبابية صبيحة الأول من شهر تشرين لعام ٢٠١٩ ثورتها السلمية المباركة والمطالبة ليس بالتعديلات وتحقيق الخدمات ومحاربة الفساد المتفشي فحسب وإنما التغيير الجذري بنظام المحاصصة وإسقاط الحكومة وحل البرلمان ألذي يعتبر بؤرة الفساد وإعادة كتابة الدستور وتقديم الفاسدين إلى المحاكمات وإخراج القوات الغازية بمن فيها مرتزقة النظام الفاشي الإيراني وألذي أنهك العراق إقتصاديا وسياسيا وجعل من الوطن ساحة لتصفية حساباته مع خصومه

وثورة تشرين السلمية المجيدة ألتي أعلنت في الوطن العراق الجريح لم تكن ثورة عفوية مثلما أرخها بعض الكتاب.وإنما ثورة بمعنى الكلمة ثورة بمعانيها وأهدافها ثورة لم يكن لها قادة وإنما قيادتها طبقات الجماهير بكافة شرائحها ومستوياتها وإمكانياتها وطاقاتها ألتي عبئتها بخندق واحد لإنجاح تلك الثورة ألتي سقط من أجلها أكثر من ١٠٠٠ شهيد وشهيدة ثورة تشرين السلمية التي كانت ولازالت وستبقى فخرا لكل عربي وعراقي لأنها ثورة الصمود والتحدي لسلطة فاشية ومرتزقة النظام الفاشي الإيراني .. إنها ثورة الشباب السلمية ألتي أثلجت القلوب وعانقت كبريائهم





الاربعاء ١٥ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة