شبكة ذي قار
عـاجـل











ايها الرفاق والرفيقات ،
ايها الاخوة والاصدقاء.تحية العروبة والنضال

تحية نوجهها اليكم من قلوب غامرة بالحب لكم ولجماهير شعبنا المعطاء ، في مناسبة عزيزة علينا ،اعتدنا احياءها بفعاليات سياسية وشعبية وتنظيمية ، حالت الظروف الاستثنائية دون ذلك، التزاماً باجراءات الوقاية التي تَوَجب تطبيقها حرصاً على السلامة العامة.ونحن اذ نخاطبكم بالمحاكاة عن بعْدٍ وانتم اقرب الينا من حبل الوريد ، فلأننا حرصنا ان لاتمر هذه المناسبة دون التواصل معكم ولو عبر وسائل التواصل ، لان المناسبة هي الاهم ، كونها تؤرخ لميلاد حركة نضالية ، انبثقت من رحم الامة في لحظة مخاض قومي، و شكلت هوية نضالية لمن انضوى في صفوفها ، ورافعة لكفاح الجاهير العربية لإنهاء استلابها القومي والاجتماعي.ان السابع من نيسان لثلاثة وسبعين سنة خلت ، والذي نتظلل به بكل دلالاته النضالية، لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الامة العربية المعاصر ،لأنه اليوم الذي كان ايذاناً بانبلاج عصر عربي جديد ،ويوم الاعلان عن تأسيس الحزب ،الذي ارتقى بحركة النضال العربي الى مستوى الفعل المنظم ، الذي اطلقته كوكبة من المناضلين العرب ، التأمت في غوطة دمشقية ،تحت شعار : امة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة.بعد نيفٍ وسبعة عقود على ميلاد البعث ،تستحضر الظروف بكل معطياتها الذاتية والموضوعية التي احاطت بانبثاق الحركة التاريخية التي اجابت على تساؤل من نحن.؟

وعليه اجابت بوضع الاطر التنظيمية لضبط ايقاع العمل المنظم ،وصاغت باختصار مكثف عناوين الفكر السياسي القومي التقدمي ، الذي يحاكي الوضع العربي انطلاقاً من واقعه ،عبر ثلاثية الوحدة والحرية والاشتراكية ، والتي شكلت اهدافاً للحركات التحررية العربية التي تناضل لأجل وحدة الامة وتحررها وتقدمها.ان المرحلة التي تعيشها الامة العربية الان ، هي ،كما المرحلة التي كانت تعيشها عشية الاعلان عن تأسيس البعث ، حيث تتداخل مؤثرات الصراع في داخل الوطن العربي مع مؤثرات الخارج ،مما جعل ويجعل تقدم الامة ونهوضها ، يُواجه بتحديات عوائق الداخل التي تشكلت عبر عقود من الزمن ،واتضحت مشهدياتها مع قيام النظام الاستعماري الجديد بثنائية قطبيته او احاديتها ، وتحديات تدخل الخارج الذي تدرج صعوداً الى مستوى العدوان ،واخطره الذي عبر عن نفسه بالاحتلال الاستيطاني في فلسطين.

وهذا مافرض على القوى العربية التحررية والحزب في طليعتها، خوض مواجهة على جبهتين : جبهة اعداء الداخل ومعيقي توحدها وتقدمها ، من كان منهم في مواقع السلطة او خارجها والذين ينضوي في اطارهم قوى التخريب والترهيب المجتمعي والتكفير الديني ، وجبهة اعداء الخارج المتعددي المشارب والمواقع.ان هذا الصراع الذي تخوضه الامة اليوم، والذي دخلت عليه عوامل جديدة ،بعد التحولات الكبرى التي شهدها العالم بعد وقوعه تحث تأثير القطبية الدولية الاحادية ، بدأ يرخي ظلاله الثقيلة على الوطن العربي من خلال المحاولات الرامية لاعادة تشكيل وانتاج نظام اقليمي ،تكون "اسرائيل "وايران وتركيا من مرتكزاته الاساسية ، ويحاكي مصالح الامبريالية النيولبيرالية على حساب حضور وفعالية المكون القومي العربي.وضمن سياقات هذا المخطط ، تطرح صفقة القرن ،ويستمر التغول الايراني التدميري في العمق القومي ، وتتنامى وتيرة الدور التركي من خلال تدخله العسكري في اكثر من ساحة عربية ،بحيث بات يلاقي الدور الايراني ،وكلاهما يكملان نتائج المشروع الصهيوني ، في استنفار العصبيات الطائفية والمذهبية ، ويساهمان في احداث تغيير ديموغرافي وتفريغ سكاني عبر عمليات تهجير جماعي كتلك التي تعرض لها ومازال شعب فلسطين.ايها الرفاق ، ايتها الرفيقات.

ان هذا الذي تعرضت له الامة العربية وما زالت ،ماكان ليصل الى هذا المستوى من الخطورة ، لو لم تتراجع الصيغ العملية للعمل الوحدوي ، ولو لم ينخفض منسوب الحرية في العمل السياسي ، وتتعطل معه آليات العمل الديموقراطي ، وتتحول وظيفة الدولة من دولة رعايةاجتماعية ودولة حشد الجهد في مواجهة مهددي الامن القومي العربي ، وادارة الصراع معهم ، الى وظيفة امنية تمارس القمع ضدالحركة الشعبية ،وتديرها منظومات فسادسياسي واداري واقتصادي وارتهان للخارج الدولي والاقليمي.

كما أن ماوصلت اليه الامة من تدهور في اوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،ماكان ليصل الى هذا المستوى الخطير من الضعف والتشظي في البنى المجتمعية العربية ، لو لم تتعرض المواقع والقوى الوطنية العربيةالتي تحمل مشروعاً للتحرير والبناء الوطني في مواقع السلطة او خارجها لهجوم شامل لاسقاطها ،بغية احداث فراغ سياسي وفكري وتعبوي في البنيان القومي وطنيا واجتماعياً ،تمهيدا لاعادة املائه بخطاب مشروع سياسي ،يكون نقيضاً لمضمون المشروع القومي الوحدوي التحرري بكل ابعاده السياسية ومضامينه الاقتصادية والاجتماعية والتقافية.ايها الرفاق والرفيقات.لقد اعتادت الحركات الثورية والحزب منها ،ان تجري مراجعات لمسيرتها النضالية لتقويمها بكل اخفاقاتها وانجازاتها، كما بالوقوف امام السلبيات التي شابت عملها، والايجابيات التي تبلورت في سياقات عملها.

واذا كان المجال لايتسع للاطلالة الشاملة على المسيرة النضالية للحزب منذ التأسيس وحتى اللحظة ،فإن مايجب التوقف عنده ، هو ان الحزب الذي اعطى مساحة واسعة في خطابه السياسي لقضية الوحدة وهذا امر طبيعي ،لأن الوحدة كانت وستبقى هدفاً اسمى ، لم يعط المساحة ذاتها لقضية الحرية وهي التي تلت الوحدة في اهداف الحزب.من هنا ، وفي هذه المناسبة ، مناسبة حلول الذكرى الثالثة والسبعون لتأسيس حزب الثورة العربية ،فإنه بقدر الاهمية التي تولى للنضال الوحدوي نظراً لطبيعة الصراع القومي الذي تخوضه الامة ضد اعدائها ، فإن استحضارقضية الحرية في صلب الخطاب القومي وآليات العمل، بتعبيرات الديموقراطية الشعبية ، أي ديموقراطية الرغيف والاستشفاء والتعليم والسكن ،كما بتعبيرات الديموقراطية السياسية ،التي تحكمها قواعد التعددية السياسية وتداول السلطة واحترام الحريات العامة وحقوق الانسان ، هو الذي يمكن الجماهير من تفجير طاقاتها ، بعيداً عن كل اشكال التعليب والمصادرة لحقها الطبيعي في الاختيار السياسي ،وممارسة الرقابة والمحاسبة على الاداء السلطوي.

فالعودة الى الجماهير ، هي عودة الى البدايات التي انطلق منها الحزب ،يوم اعلن عن نفسه في يوم ربيعي تفتحت فيه شرايين الارض العربية وسرى الدم في عروقها ليبقى قلب الامة ينبض بالحياة رغم كل الامراض والنوائب التي اصابت الجسم العربي.ايها الرفاق ايها الرفيقات.اننا وفي هذه المناسبة ، والامة تمر بمرحلة مفصلية في حياتها ، نرى ان تجاوز الظروف الصعبة التي تحيط بواقع الامة والدخول الى معطى مرحلة جديدة ، يملي الدخول اليها بتجاوز ماشاب المسيرة من سلبيات ،والبناء على الايجابيات بروحية الانفتاح الوطني ، على قاعدة الموقف الذي يحمي الدولة الوطنية ومؤسساتها الارتكازية واعادة هيكلة المجتمع على قاعدة التعددية والديموقراطية كناظمٍ للحياة السياسية، وحتى يبنى الاجتماع السياسي العربي، بناء ديموقراطياً ،يمكن الجماهير من ممارسة دورها في تكوين السلطة ، واستعادة دورها الذي تعرض للاستلاب.وهذا الذي شهدته العديد من ساحات الوطن العربي من حراك شعبي ، وبعضه تم اختراقه واحتواءه وقمعه ،وبعضه استطاع انجاز تحولات سياسية تغييرية ، و بعض مازال على توهجه النضالي ،كما في ساحات لبنان والعراق والجزائر ، هو علامة مضيئة في الفضاء العربي الذي حجبت انواره ظلامة قوى العدوان من الخارج القومي، وقوى الارتهان والتبعية والقمع والتخريب والتكفير من الداخل العربي.

وعليه فان القيادة القطرية في ذكرى التأسيس للحزب ، اذ توجه التحية للانتفاضات الشعبية في الوطن العربي ، ترى في هذه الانتفاضات تعبيراً عن نبض الحياة المتجدد في الامة ، خاصة ان الشريحة العمرية الابرز في الحراك ،هي من جيل الشباب بكل الحيوية التي يتمتع بها ، وهذا مايبشر خيراً كي يبنى عليه في الدخول عصر التحديث العلمي وثورة المعلوماتية، بالعقول القادرة على استيعاب المتغيرات الايجابية ،وتوظيفها في العمل على وضع استراتجية عربية للتنمية المستدامة ، تحاكي مصالح الجماهير وحقها في توفير مقومات الحياة الكريمة والامن الاقتصادي والاجتماعي.

وانسجاماً مع ثابتةٍ اكد عليها الحزب ، وهو يعيد التأكيد عليها ، لأن الجماهير كانت وستبقى مكمن القوة في الامة ، و الاتكاء عليها هوالعامل الاساس في تر جيح موازين القوى ،ولهذا اكد القائد المؤسس : أننا نكون حيث تكون الجماهير ، وان الكفاح الشعبي بحسب معطى ساحاته ،مسلحاً كان او ديموقراطياًسلمياً ، هو السبيل الوحيد الذي تستطيع الشعوب من خلاله الوصول الى اهدافها في التحرير الوطني والتحرر السياسي والاجتماعي.ان هذه ثابتة تحكم قاعدة الصراع مع العدو الصهيوني ، كما حكمت ثورة الجزائر واليمن، وكلها اعتمدت اسلوب الكفاح المسلح.

واذا كانت الثورات التحريرية تعتمد اسلوب الكفاح الشعبي المسلح لتحقيق اهدافها بانهاء الاستلاب القومي وتحرير الارض من الاحتلال ، فإن الانتفاضات الشعبية ضد منظومات الفساد والمحاصصة لانهاء الاستلاب الاجتماعي ،بدأت تفرض نفسها بقوة على الواقع السياسي في اكثر من ساحة عربية.

واذا كان بعضها لم يستطع الوصول بحراكه الى احداث التغيير الوطني الديموقراطي ، فإنها استطاعت ان تعري المنظومات الحاكمة وتحاصرها وتكشف عقمها وفشلها في توفير المناعة الوطنية والمجتمعية للشعب ،.

هذا ما كشفته الطريقة التي تعاملت معها المنظومة السلطوية في لبنان بكل اطرافها مع الازمة السياسية والمالية ،التي ارخت عبئها على الواقع اللبناني من جراء التثقيل السياسي والاقتصادي الذي ينوء تحته ،والذي ادت تفاعلاته الى انطلاق انتفاضة ١٧ تشرين.

واذا كانت الظروف الطارئة التي تولدت عن تفشي وباء الفايروس الكوروني املت على قوى الانتفاضة اخلاء الساحات والميادين ، الا انها ستعود وبزخم شعبي اقوى، بعد زوال الاسباب التي ادت الى تجميد الحراك الشعبي مؤقتاً ،لان الاسباب التي فجرت البركان الشعبي مازالت قائمة ، وان الانفجار الشعبي حاصل ،طالما بقيت الدولة واقعة في قبضة القوى السلطوية ،التي تمعن فساداً ونهباً للمال العام ومحاصصة فئوية وطائفية تتقدم اولوياتها في الغنم السلطوي، واخرها تجميد التشكيلات القضائية وتمرير التعيينات ،على اولوية الاهتمام بتوفير بمستلزمات الامن الاجتماعي والمعيشي والتي هي مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى وقبل أية جهة اخرى.في هذه المناسبة التي نتوجه فيها بالتحية الى الرفاق و الرفيقات والى كل الاخوة والاصدقاء وكل ابناء شعبنا الصامد والصابر على معاناته ، ونتمنى للجميع السلامة العامة والخروج من هذه الازمة بأقل الاضرار الممكنة ، نطمئن الجميع بأن حزب الرسالة الخالدة باقٍ في ساحات النضال وفي التصاقه بالجماهير المنتفضة والمقاومة ،رغم قرارات الاجتثاث والمحاصرة والتضييق عليه ، وحيويته النضاليةلا يستمدها من قرارات سلطوية ،بل يستمدها من حيوية الامة التي نذر نفسه لاجلها ،وقدم التضحيات الجسام وقوافل الشهداء الذين خضبوا ارض العروبه بدمائهم الزكية ، في فلسطين والعراق ولبنان وكل ارض عربية تعرضت للاحتلال، حتى تبقى راية العروبة خفاقة في سماء الامة التي حملت رسالات حضارية للانسانية وهي تختزن بذاتها كل عناصر الانبعاث المتجدد.تحية للرفيق القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق وكل الرفاق الذين ساهموا في تأسيس الحزب واطلاقه الى رحاب الامة.تحية لشهداء الحزب والامة ،وعلى رأسهم شهيد الحج الاكبر الرفيق الامين العام للحزب القائد صدام حسين وكل الرفاق القياديين الذين سقطوا وهم يقاومون الاحتلال.تحيةللرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام للحزب ، القائد الاعلى للجهاد والتحرير ، وللرفيق المناضل علي الريح السنهوري الامين العام المساعد وللرفاق في القيادة القومية للحزب وكل الرفاق المناضلين على مساحة الوطن العربي الكبير.تحية للرفيق المناضل المرحوم الدكتور عبد المجيد الرافعي نائب الامين العام للحزب وكل الرفاق المناضلين في لبنان الذين نفتقدهم ونتذكرهم دائماً في هذه المناسبة المجيدة.تحية للانتفاضات الشعبية في لبنان والعراق والسودان والجزائر ولقواها المحركة والقائدة لها ، وخاصة القوى الشبابية التي تجسد امل المستقبل ، والعنصر الحاسم في اضفاء الحيوية على الحراك الشعبي بتعبيراته الديموقراطية.تحية لثورة فلسطين ومقاومة العراق وانتفاضة الاحواز ،وتحية لشهدائهم والحرية للاسرى والمعتقلين في معتقلات العدو الصهيوني وسجون السلطة المليشياويةفي العراق وفي اقبية انظمةالقمع والعمالةوالاستبداد ، والحرية لسجناء الرأي ولاطلاق سراحهم فوراً.تحية لكم ايها الرفاق وانتم تنخرطون بكل امكانا تكم في الفعاليات النضالية، في اطار ات العمل الوطني المشترك وفي المجموعات الحراكية وفي مد يد العون لمن انقطعت سبل تحصيل قوتهم اليومي، وقد ابليتم بلاء مميزاً على كافة الصعدوالمستويات ، وعهداً على الاستمرار بالنضال لتحقيق اهداف الامة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

عشتم ، عاش البعث العظيم ، عاشت الامة العربية.

ورددوا اينما كنتم وتواجدتم : امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في السابع من نيسان / ٢٠٢٠





الاثنين ١٣ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة