شبكة ذي قار
عـاجـل











هذه ثلاثة وسبعون عاماً مرت بالتمامِ والكمال، على الولادة العسيرة، هذه السبعة عقود ونيف، على مسيرة نهر من العطاء والدم الطهور، هذه عقود طوال على حلم عربي صرف، ولدَ في صدور فتيةً آمنوا بالأمة العربية ، وبالأنسان العربي ، ومضوا الى اعواد المشانق يتسابقون، منشدين نشيد الشعوب التائقة للحرية والتحرر، والخروج من ربقة الاستعمار ونير الجاهلية والجهل، يهتفُ البعثيون في ارجاء الأرض كلها بلا خوف من جلاد ، ولا تردد من حبل غليظ يقصم الرقاب، ولا تراجع تحت سوط جلاد متوحش، ولا ميليشياوي حاقد يهتفون بكل حماسة وعزم : ( أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ).

أنها واحدة من حكايات امتنا العربية الخالدة وأسطورة من أساطير البقاء العربي الشامخ الذي لا يقتلعه طوفان ولا تكسره ريح صرصر، ولا تمحوه عواصف عاتية، ولا تعلو على صوته أصوات الغربان الناعقة، أنها حكاية حزب عتيد وعنيد، مضى ويمضي في طريقه الباحث عن تحرر الامة العربية وسيادتها، وصيانة الإنسان العربي وكرامته، وحفظ الإنسان وإنسانيته، حزبُ لم تلده أروقة الغرف المظلمة ، ولا بطر الباحثين عن فضاءات لتمضية الوقت، ولم يولد في أروقة البروج العاجية، حيث تتطلع النخبة ( الشريفة ) لتمثيل نفسها عبره، أبداً، أنها خلاصة نضال امة سحقتها قرون من الاستعمار والقهر والإذلال والنهب، وحركت مشاعره الملتهبة، صرخات الوجع والفقر المدقع والجور والجوع والاستتعباد والاقطاع الذي تركه الاستعمار بكل اشكاله خنجراً في صدور ابناء امتنا العربية المبتلى.نعم من هذه العذابات، جاء حزب البعث العربي الاشتراكي

استجابةً خالصة للدوافع القومية والآمال القومية التي كانت تجيش في قلوب الشباب العربي وفي روح الجماهير العربية، وفي معاناتها ولم يفعل الأشخاص أكثر من ان اجتهدوا ليترجموا ذلك ويعبروا عنه بقدر ما توفر لهم من صفاء في الفكر، ومن صدق في الشعور ومن تجاوب مع روح الأمة وتاريخها وبقدر ما كان يربطهم من حب عميق بأمتهم، لان الحب كان الدافع الأعمق لهذا الحزب،

ان البعث الخالد هو استجابة للهم القومي وميثاقاً للشرف العربي الذي استحال الى تنظيم نضالي قلما يلاق حزب من الاحزاب العربية ما لاقاه "البعث العربي" من صعوبة النشأة والبداية.وتعرض التنظيم على وجه البسيطة لمخاضات مثله، أو نكسات مثلما تعرض، منذ أولى خلايا الحزب، كانت المحنة، والى يومنا يعيش الحزب محنته الكبرى، ويناضل ويناور، ويقود مقاومة شرسة ضد قوى استعمارية خطيرة وقوية تساندها كل قوى الظلام.

ومازال حزب البعث العربي الاشتراكي يعيد ويبتكر، ويصنع ويبدع، ولا يزال مؤمناً بقيمة عليا فقط، دونها تسقط كل القيم، وتحتها ينصهر الجميع، فهو حزب للفقراء ومسلوبي الحقوق والإرادة، حزبُ عماده الجماهير الكادحة اينما وجدت ، وتتلخص فلسفته في هذه الكلمة : ثقة الأمة العربية بنفسها، واعتمادها على قواها، ومعنى ذلك ان البعث العربي الذي يريد أن يكون طليعة هذه الامة عليه أن لا ينشد أية مساعدة، وأية قوة خارجية عن نفسه وعن ذاته.لقد قام حزب البعث العربي الاشتراكي على هذا الأساس، على هذا الشعور، على هذا الواقع، على هذه العقيدة.

أن قصة حزب البعث العربي الاشتراكي لا يمكن أن تختزل بسطور، ولا بكتاب، قصة حزب ( أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ) ، لكننا سنمر عبر سلسلة من الحلقات اليومية على استذكار هذا الحزب الطليعي، وسنكتب عن حضوره الوطني والقومي ، ومآثره المجيدة، لنعيد التذكير بنضاله القومي الناصع العزوم.في وقت عز فيه الصوت القومي واغتربت فيه الذات العربية والوطنية اغترابا لم تعهده من قبل هذا الذي يحدث ابدا .. نعدكم باننا سنضيئ على محطات الحزب بكل جرأة ومصداقية .. فانتظرونا





الاحد ١٢ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة