شبكة ذي قار
عـاجـل











بعد عدة أَيام قليلة تأتي الذكرى ( ٧٣ ) لتأسيس حزبنا ألعظيم حزب البعث العربي ألاشتراكي وسط ظروف وتحديات كبيرة تواجه أَلامة ألعربية مِنْ خلال ألمخطط الصهيوني الامبريالي الصفوي المجوسي ، ألمتواصل بِأساليب وصيغ متعددة مِنْ العدوان والحصار والاحتلال والارهاب ألدولي يستهدف تفتيت ألوطن العربي وتجزئته مِنْ أجل السيطرة عليه ونهب ثرواته.لذلك يعتبر تأسيس حزب البعث ميلاد للامة العربية ونقطة تحول حاسمة لا فى التاريخ السياسي للامة العربية فحسب بل فى حياة حزب البعث العربي الاشتراكي أيضاً ، وتعتبر نقطة بداية جديدة فى الحياة السياسية للامة العربية ، كما عبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الامة العربية ، إِنه لاتحترف السياسة الني تتميز بالمراوغة والتلاعب على الالفاظ ومشاعر الناس ، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أُمتها وهي ألطليعة ألنضالية ألمتقدمة فى معارك الامة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري ، لهذا فهي ألتي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية ، لذلك يتطلع البعثيون إلى أن يتحول السابع مِنْ نيسان مناسبة للتلاقي والتواصل والحوارالمناسب ، لذلك ضرورة فتح الحوار مع الثوار التحرير مِنْ الشباب ، ومِنْ هذا اليوم ألمجيد يخرجون شرفاء العراق مثل الرماح مِنْ وسط هذا العفن الحالي ، فالحاضنة العراقية الوطنية باتت جاهزة لاحتضانهم لكي يقودونها ألى بَرّْ ألامان بكرامة وعزة نفس وهوية وطنية جامِعة ، لذلك نقف معهم فى خندق واحد وهو خندق الشعب العراقي بجميع فئاته وطوائفه وأعراقه ، مثلما وقفنا دائماً ، وبذلك حققت ثورة الشباب فى العراق تغيراً مهماً وهو ما يتعلق بالجانب الاجتماعي والمبدإِ والطائفي ، فقد تحول المجتمع مِنْ غياب ردة ألفعل تجاه ألطبقة ألحاكمة إِلى مجتمع كامل رافض للمشهد السياسي بكل تفاصيله ، وتؤكد على أنَّ ثورة ألشباب تهدف إِلى تكوين نظام حكم جديد وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لجميع الافراد بشكل عادل وإتهاء الطائفية ، على الرغم مِنْ ألعنف الذي جوبهت به الاحتجاجات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية أُخرى ، وتسبب فى قتل المئات وإصابة ألآلاف فضلاً عَنْ إِعتقال ألْآلاف مِنْ الاخرين ، فإِنهم تفقد بريقها بشأن المطالب الكبرى التي خرجت لاجلها وهي متمسطكة بتحقيقها.

لَذلك فى أول تَحَدِ شعبي واسع تفجر بركان غضب ألعراقيين مجدداً مِنْ ساحة ألتحرير ساحة ألعز والشرف مِنْ بغداد وعدد مِنْ المحافظات ، يعتبر يوم الاول مِنْ تشرين الاول إِنتفاضة للتعبير عَن رفض إستمرار تردي الخدمات والاوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد ألنخب السياسية ، وفشل الحكومة فى إداء واجباتها تجاه الشعب والبلد ، وعلى أثر ذلك تنوعت شعارات وهتافات المتظاهرين و منها ( نازل آخذ حقى ، نموت عشرة .. نموت مية قافلين على القضية ، الشعب يريد إِسقاط الاحزاب ألفاسدة و بالروح بالدم نفديك يا عراق ) ، وغيرها مِنْ ألشعارات ألتي تعبر عن الهم الوطني بعيداً عن الطائفية والمناطقية والحزبية.

لذلك نقول ثورة تشرين الاول لعام ٢٠١٩ فى العراق سواء حققت أهدافها أو لَمْ تحققها ، وهي ثورة الشباب ، لا ثورة الاحزاب ، ثورة جيل لم يعيش ١٤ تموز ١٩٥٨ ولا ٨ شباط ١٩٦٣ ولا ١٧ تموز ١٩٦٨ ، جيل لم يشهد ثورة الخميني ولا الحرب العراقية الايرانية ولا احتلال الكويت ولا انتفاضة آذار الشعبانية ١٩٩١.إِنه جيل لم يقراء رأس ألمال ، ولا في سبيل البعث ، وإن ثورتهم ليست ثورة صدريين ، ولا شيوعيين ولا بعثيين ولا اتباع مرجعية عليا ولا غير عليا ، شباب لم تغسل أدمغتهم لا ايديولوجيات سياسية سابقة ولا أيدولوجيات دينية لاحقة ، وعلى هذا الاساس يقول فكتور ماري هوكو الكاتب والشاعر وروائي فرنسي : ( الثورات ليست إبنة المصادفة بل إبنة الضرورة ) لكن هذه الضرورة لا تتحول إلى ملموس واقعي مكتمل ومحقق على الارض دون إطار سياسي ذي حد إدنى مِنْ التنظيم القيادي.

واليوم وبعد مرور ٧ اشهر على إنطلاق الحراك الثوري العراقي فى الاول مِنْ تشرين الاول عام ٢٠١٩ الساعي إلى إحداث تغيير راديكالي فى النظام السياسي ، فإنه مايزال مشتتاً بين تصنيفات متعددة ، غير قادرة أو غير راغبة بالتنسيق السياسي المنظم فيما بينها ، ليس المقصود بالهيكلية التنظيمية ظهور إستقطاب حزبوي أو عقائدي تقليدي إِذ يبدو هذا أمراً لايتفق مع التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي والنفسي للحراك ، فضلاً عن إنه قد يغدو سبباً للانشقاق والتفتت بل يقصد به بروز أُطر تنسيقية قيادية بين بؤر الحراك المتنوعة بصيغ إئتلافية ، أو جبهوية تسمح بتلاقح الرؤى وتوحيد الخطاب بما يبلور قطبية سياسية مرنة للحراك ذات مشروع محدد المعالم بمطالبة وخياراته وقراراته بمواجهة القطبية القابضة على السلطة ، إن الثورة تندلع بوصفها سيكولوجية كاملة ومكتملة ، متشوقة للتغير الحتمي ، وهذا ما حدث ، لكنها تظل منقوصة مالم تتحول بمرور الوقت إِلى مسك الارض عبر إِطار تنظيمي ، ولو مؤقت يضمن لها قدرة المناورة وإتخاذ القرار لكي تشكل بديلاً مجسماً أَمام الابصار ، لا فكرة صادمة أو ضرورة مؤجلة فحسب ، ولكن تجد نوايا المحتجين طريقها إِلى الواقع وينتقل فعلهم الاحتجاجي إِلى فرض الخيارات ، فلابد أن يجري ألتوافق العام بين فئاتهم الميدانية ذات الرؤى المتباينة لِأنضاج سترتيجية غبتدائية موحدة تتحدد فيها الخطوات الاجرائية الواقعية لانجاز التغيير السياسي ، بما يشكل خياراً شعبياً ومجسداً يمكن الدفاع عنه سيكولوجياً ضد مشروع السلطة الذاهب إلى التسويف والتدليس ، وهكذا تبدو الثورة التي إنطلقت عمرها المستقبلي للتو تجسيداً لكتلة تاريخية وطنياتية عابرة للطبقية والعقائدية والهوايات الفرعية ، شديدة العنفوان فى دمائها وخطابها وغضبها وأهدافها الجذرية وسعة التمثيل التي تمتلكها ، كما تتميز بقدرتها إحداثيات التظاهر والاعتصام مكانياًوزمانياً ، والترويج الاعلامي فى مواقع التواصل الاجتماعي ، وتوفير الامدادات الغذائية وتامين الخدمات الطبية واللوجستية للمحتجين ، لكن فى الوقت نفسه تبدو الثورة غير قادرة بعد على إطلاق هيكليتها التنظيمية للتمهيد لاعلان عصر سياسي جديد.

والان وبعد مضي ٧ أشهر على الثورة المباركة حان وقت أن يلعب البعث دوره الريادي لقيادة ثورة الشباب نحو تحقيق أهدافها ىالمنشودة ، وبما أن حزب البعث إِنطلق منذ مسيرته الاولى مِنْ مبدأ النضال مِنْ أجل تغيير الواقع العربي مِنْ خلال العمل الجماهيري لواسع ، وقد أدرك الحزب أن رسالته تكمن فى بعث الامة العربية مِنْ خلال تغيير واقعها وكان ينطلق مِنْ فكرة أن التغيير لايمكن أن يتم دفعة واحدة ، وإنما مِنْ خلال عمل دؤوب للانجازات الديمقراطية والتقدمية والتي يمكن أن تبلغ ذروتها بالتغيير الشامل.

وقد أدرك حزب البعث أن نضال اليومي يحتاج إلى مشاركة أوسع فئات الجماهير الشعبية ، وان ضرورة حشد أكبر قدر ممكن مِنْ القوى خلف الاهداف الكبرى مِنْ الوحدة والنهوض والتحرر والتقدم ، يحتاج أولاً وقبل كل شيئ إلة اللقاء اليومي المباشر مع الجماهير ، ثم إلى إقامة صيغ تنسيق الحد الادنى مع قوى الاخرى التي تلتقي كلياً أو جزئياً مع هذه الاهداف كما تحتاج إلى الارتقاء باشكال هذا التنسيق ، والتعاون لى صيغة تحالفات جبهوية متقدمة تستند إلى منهج عمل محدد تتصدى هذه القوى مِنْ خلاله للتخطيط للمراحل القادمة والدفاع عن مصالح الامة بالاىساليب التي تتجاوب مع الظروف المتغيرة.

وهكذا نرى أن ضرورة تشييد التحالفات السياسية الجبهوية تنشأ باستمرار مِنْ أجل تحقيق إنجازات تراكمية فى مواجهة الطغيان ، ومنع الاستفراد بقوى التغيير ، أو عزلها ، أو اخراجها خارج نطاق الفعل السياسي الجماهيري ، ومِنْ أجل إنجاز مهمة التغيير ، ونشر الوعي الفكري فى صفوف الجماهير ، تمهيداً للتغيير الشامل الذي يحقق نهوض الامة وتحررها و تقدمها و وحدتها ، وهكذا تبقى منارة البعث عالية يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان ، وتنير الطريق للاجيال العربية لتحقيق أهدافها فى الوحدة والحرية والاشتراكية ومِنْ أجل بناء وطن واحد يأخذ مكانه فى صدارة الامم المتحضرة.

ودمتم ولرسالة أمتنا الخلود





الاحد ١٢ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أَ.د. أَبو لهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة