شبكة ذي قار
عـاجـل











في هذه الايام المشرقة حيث ينتفض شباب الامة في العراق ولبنان وفلسطين وقبل ذلك في السودان والجزائر حاملين دمهم على أكفهم لتحرير الأرض والإنسان مدافعين عن حرية الامة واستقلالها ، ومن اجل ابقاء راية العروبة حية خفاقة نستذكر اليوم اياماً مشرقة في تاريخنا العربي المعاصر تحققت فيها انتصارات مجيدة تتزود من عبقها الاجيال الصاعدة العزيمة والثقة لمواصلة كفاحها الضروس دفاعاً عن عروبة الامة وحقها في الحياة الحرة الكريمة.

فعلى الرغم من أن هناك أحداثاً وملاحم جرت في بقعة معينة من الوطن العربي ، لكن امتد اشعاؤها ليضيء لنا على امتداد الوطن الكبير ، إما لأنها كانت دفاعاً عن وجود ومصالح ومستقبل الأمة وبجهد مشترك ، أو انها أدت في نتائجها وانعكاساتها إلى حماية المصلحة القومية وتعميق التلاحم العربي فصارت معالم وأياماً مشرقة في تاريخنا العربي نستلهم منها القيم والدروس ونتزود من تفصيلات مجرياتها بشحنات من العزم لتجدد فينا روح الوفاء والإقدام والتضحيات في معاركنا الراهنة في مواجهتنا لأعداء الأمة من قوى الشر والعدوان حماية لمصالح الأمة وخياراتها ودورها الرسالي الانساني.

برنامج أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر يسلط الضوء على هذه الأحداث ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في التلاحم النضالي بين أبناء العروبة.من هذه الأيام الخالدة في تاريخنا العربي المعاصر هي قصة نضال :

جميله بوحيرد وعمليات ٣٠ أيلول ١٩٥٦
قصة تحرير وطن

جميلة بوحيرد مجاهدة السلاح، الأسطورة التاريخية التي تمثل رمزاً من رموز الثورة في الجزائر و ايقونة الكرامة العربية و الإنسانية التي تجسد النزوع نحو الحرية والاستقلال عن أي نفوذ اجنبي.

قصة جميلة بوحيرد لا تبدأ مع اندلاع ثورة تحرير الجزائر عام ١٩٥٤، بل تعود في الواقع إلى عام ١٨٣٠، عندما غزت فرنسا ذلك البلد العربي واحتلته.وعلى مدى العقود الخمسة اللاحقة، كانت معظم أراضي الجزائر الخصبة قد صودرت ومنحت لمستوطنين فرنسيين وصل عددهم إلى ربع مليون في الوقت الذي كان فيه الشعب يتعرض الى الابادة بشتى المذابح و العمليات الاجرامية.وكانت لمذبحة سطيف التي سقط فيها أكثر من ٤٥٠٠٠ شهيدا أبلغ الأثر في اذكاء الوعي الوطني وتصعيد وتيرة العمل المقاوم ، فالمحتل الفرنسي لن يمنح شعب الجزائر حريته مالم يقاتل من اجلها وينتزعها بقوة السلاح.

في ذلك المناخ ولدت جميلة بوحيرد في حي القصبة بالجزائر العاصمة سنة ١٩٣٥.وهي تنتمي إلى عائلة وطنية ، وكانت امها تحدثها باستمرار عن استقلال الجزائر.وتذكر ذات مرة، وكان عمرها اثنى عشر عاماً، أنها عادت من المدرسة وقرأت في درس التاريخ : " أسلافنا هم الغالوا" ( أي شعب الغال الذي ينتمي إليه الفرنسيون ) ، لم تتحمل أمها هذه العبارة فقالت غاضبة : هذا كلام الاستعمار، وأنت تقرئينه لأنه مفروض، لكن يجب أن تعلمي أن الجزائر هي وطنك والاسلام هو دينك ).

بالاضافة إلى ذلك كانت مرحلة طفولة جميلة تمثل واحدة من أنشط مراحل الحركة الوطنية، حيث تقول جميلة : " كنت أتابع عن كثب الاجتماعات الوطنية، وهكذا كبرت مع الأفكار الوطنية، أخوالي كانوا ضالعين في الحركة الوطنية، وأحدهم سجن، وعذب وكان عمره ستة عشرة سنة فقط .. "

وتستعيد المناضلة صورة من أيامها المدرسية عندما كان يقف التلاميذ في كل صباح ويهتفون ( فرنسا .. أمنا ) كانت جميلة تهتف ( الجزائر أمنا .. ).وفي يوم اخرجها المعلم الفرنسي ووبخها وضربها صائحاً قولي فرنسا أمنا .. وكانت تصر وتقول ( الجزائر .. امنا ).

بعد ذلك بدأ يتبلور الوعي السياسي والوطني لدى المرأة الجزائرية، لذا فان وعي جميلة ونضجها الفكري، واستعدادها النفسي للنضال قد تطور.

انطلقت الثورة الجزائرية ( ١٩٥٤ - ١٩٦٥ ) واصبحت واحدة من أقوى حركات النضال ضد الاستعمار.وكانت العملية الأولى في الأول من نوفمبر ١٩٥٤، عندما هاجم فدائيو جبهة التحرير الوطني قوة في جبال الأوراس الشرقية.وقد لقي الكفاح المسلح دعماً كبيراً في المناطق الريفية و في المدن حتى أصبحت احياء العاصمة مناطق شبه محظورة على قوات الاحتلال.وكانت المظاهرات العارمة تندلع في المدن حيث كان المتظاهرون يتصدون لقوات الاحتلال بصدورهم العارية غير عابئين بالموت.

حين بدأت العمليات المسلحة ضد القوات الفرنسية ، اختارت تلك الطالبة اليافعة أن تنضم إلى الثورة فالتحقت بصفوف العمل المسلح وشرعت في تنفيذ العمليات الفدائية لمقاومة المحتلين.فكانت جميلة من المتطوعات الأوائل اللواتي استجبن لنداء ياسف سعدي قائد المنطقة المستقلة للتجنيد في مجموعة فدائية حيث تم اختيار المتطوعات وفق مقاييس دقيقة هي الشجاعة والجرأة، والنفس الطويل وقوة التحمل.ويمكن تشخيص أهم الصفات الفدائية التي تجسدت في جميلة من خلال اعترافات جاك ماسو رئيس جهاز المخابرات الفرنسية في كتابه : ( معركة الجزائر" a rae Battae d’Ager : " ) الصادر عام ٢٠١١.

" لقد حملت المرأة الجزائرية القنابل ووضعتها في الأماكن المناسبة وأصبحت جماعتها تشكل شبكة حقيقية فاستطاعت بكل سهولة أن تصل إلى الاهداف التي تريدها دون إثارة انتباه العدو ، وبصفتها مسوؤلة عن الاتصال تمكنت من تنفيذ مهام نوعية كثيرة .. "

بدأت جميلة بوحيرد العمل مع الثوار وعمرها عشرون سنة، وكانت آنذاك طالبة في معهد الخياطة والتفصيل .. وعملت في فريق فدائي نسائي مكون من ثلاث فتيات عُرفن تاريخياً باسم جميلات الجزائر، وهن : جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا وجميلة بوعزة".وكان اتصالها الأول بجبهة التحرير الوطني يرجع إلى اليوم الذي أسندت فيه لمختار بوشافة مهمة تجنيد امرأة للعمل كضابط اتصال ، ثم تطورت مهامها الى العمل الميداني المسلح فتولت تنفيذ العمليات الفدائية ضد المحتلين الفرنسيين واصبحت أمينة سر لياسف سعدي المسؤول الأول عن خلايا جبهة التحرير الوطني بالجزائر العاصمة والتي كانت تضم ١٤٠٠ فدائيا، ويشمل هذا العدد مجموعة من الفدائيات كانت جميلة بوحيرد اشهرهن.

عمليات ٣٠ أيلول ١٩٥٦
قامت السلطات الفرنسية عام ١٩٥٦ بالعديد من العمليات الدموية في الاحياء الشعبية ،ومنها حادثة تفجير قنبلة في قلب منطقة القصبة أسفر عن هدم مجموعة من المساكن.وكانت الحصيلة البشرية حوالي خمسين شهيدا ومئة جريح.وكان هذا العمل الاجرامي سبباً مباشراً لتصعيد المقاومة الوطنية والعمليات الفدائية ضد الاحتلال.وكان من بين أهم العمليات الفدائية التي اشتهر بها اسم جميلة بوحيرد تلك التي وقعت بتاريخ ٣٠ أيلول ١٩٥٦ والتي شاركت في تنفيذها مع زهرة ظريف وسامية الأخضري في قلب الأحياء الأوروبية في العاصمة ، كان من نتائج العملية أن اوقعت خسائر جسيمة في صفوف العدو فقد اسفرت العملية الفدائية عن سقوط حوالي خمسين قتيل قتيلاً وجريحاً.

وفي الفترة نفسها ، كانت جميلة بوحيرد تشارك بتعبئة النساء والتوعية العامة ضد المحتل الاجنبي فشاركت بشكل فعال في ما عرف لاحقاً بإضراب " الثمانية أيام".

فقد بذلت جميلة بوحيرد مجهوداً كبيراً من أجل إنجاح ذلك الإضراب.وحسب شهادة زهرة ظريف كانت هي وجميلة وحسيبة بن بوعلي ينظمن لقاءات واجتماعات مع النساء الجزائريات في أسطح العمارات بقصد توعيتهن وحثهن على مواصلة الكفاح.وتقول زهرة أن جميلة هي التي كانت تتكلم بحماس بيننا، وأنهن نجحن في مهمة تعبئة تلك النسوة.كما ويشيد قادة المقاومة الجزائرية بأهمية العنصر النسائي خلال ذلك الاضراب حيث قالوا : "إن دور المرأة أصبح مهماً أكثر فاكثر فهن من يشرح للناس وهن من يؤازر وهن من يأوي .. ".ولذلك تنبهت السلطات العسكرية الفرنسية للدعم الذي كانت تقدمه المرأة للمجاهدين،وأصبحت تلك المرأة مستهدفة مثلها مثل الرجل، كما أصبحت جميلة بسبب بطولاتها وتفجيرات ٣٠ سبتمبر ١٩٥٦ و إضراب الثمانية أيام المطاردة رقم ( ١ ) من قبل سلطات الاحتلال الفرنسية.فعرضت القوات الفرنسيه مكافأه ضخمة في تلك السنه قيمتها ( ١٠٠ ألف فرانك فرنسي ) لمن يساعد في القبض على جميله بوحيرد التي اصبحت شوكة في خاصرة الاستعمار.

وبعد مطاردة دامت ٣ سنوات تم القبض عليها بعد مواجهة ادت الى اصابتها برصاصات في كتفها فسقطت على الارض جريحه تنزف.وهنا بدأت رحلتها القاسية مع السجن و التعذيب.

تم ايداعها السجن وجرى تعذيبها والضغط عليها ، وعلى مدى ثلاث سنوات بايامها ولياليها استخدم الجلادون مختلف الوسائل القسرية واساليب بالغة الوحشية والإيلام من بينها، الصعقات الكهربائية واطفاء اعقاب السكائر في جسمها وتعليقها من شعرها وقد اخفق الجلادون في انتزاع الكلام منها أو الاعتراف بأي اسم من اسماء الخلايا الفدائية أو تبدي ندما على عملها الفدائي امام فريق التعذيب وبروحها الوطنية المفعمة بيقين الايمان بالنصر.رفضت الاذعان لمطالب الجلادين

وتحملت بشجاعة وبكل كبرياء الضغط النفسي والتعذيب الجسدي ، وبقيت صامدة حتى النهاية .. كانت احيانا تغيب عن الوعي جراء شدة التعذيب وحين تستفيق ، ترفع صوتها بالهتاف وهي تردد : الجزائر أُمُنا ".

محاكمتها فرصة لمحاكمة فرنسا
حين فشل الجلادون في انتزاع أي اعتراف منها، تقرر محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام بتاريخ ١٥ تموز ١٩٥٧ وتحدد يوم ٧ آذار ١٩٥٨ موعداً لتنفيذ الحكم.وأثناء المحاكمة وفور النطق بالحكم رددت جملتها الشهيرة :

"اعرف انكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".

لم يستسلم المحامون والنشطاء الأحرار ، بل جعلوا الكلام عن التعذيب يأخذ بعداً دولياً و من محاكمتها فرصة لمحاكمة فرنسا الاستعمارية وأساليبها وذلك في إطار جهود المقاومة الشرعية المناهضة للاستعمار.وتقول زهرة ظريف بأنه نادراً ما ارتفع في تاريخ أمتنا صوت بقوة صوت جميلة بوحيرد، مسمعاً لكفاح الشعب الجزائري.وما جعل جميلة تصبح رمزاً عالمياً ، هو أن تكتب الصحافة الدولية برمتها عن شجاعة وكرامة هذه المرأة التي وقفت لوحدها أمام جلاديها، وهي مرتدية لباساً بألوان العلم الوطني صارخة في وجه أعدائها " أنا جزائرية، وليس لكم الحق أن تحاكموني، نعم أنا مسؤولة عن كل ما فعلت، نعم أنا مستعدة لأن أموت، نعم سأحمل السلاح من جديد فور استرجاع حريتي لأفعل ما فعلته من قبل."

كانت صرخة جميلة تلك في قاعة المحكمة المكتظة بحشد من المتشددين الذين كانوا يطالبون برأسها وهم يصيحون " الموت لجميلة ".وتضيف زهرة بأن جميلة استمعت إلى قرار المحكمة القاضي بإعدامها برأس مرفوع وهي تغني النشيد الوطني "من جبالنا".وبادرت القيادة الثورية للمقاومة الجزائرية لايصال صرخة جميلة في المحكمة فبثت نداء إلى كل الجزائريات للانضمام للثورة ومساندتها.

بعد مضي ٢٧ سنة تتذكر جميلة ذلك اليوم فتقول : " كان أجمل يوم في حياتي،لأنني كنت مقتنعة بأنني سأموت من أجل أروع قصة في الدنيا، ثم إنها لحظة تميز وحظوة ،إذ بشكل آلي يفصل الانسان انتماءه عن الحياة ويشعر بأنه ينتمي إلى الموت ".وتقول بأنها وزميلاتها عندما عدن من قاعة المحكمة إلى السجن، وصرخ الإخوة السجناء يسألونهن عن مضمون الحكم، أجابت جميلة وزميلاتها بالنشيد الذي كان ينشده المحكومون بالاعدام : " الله أكبر .. تضحيتنا للوطن ".وتقول زهرة في ذلك أن البلاد برمتها تابعت محاكمتها التي أصبحت على إثرها جميلة رمزاً للتضحية في العالم اجمع يحتذى به للكفاح ضد الاستعمار والكفاح من اجل التحرير.

هذا وقد أثار حكم الاعدام ضد جميلة وزميلاتها عاصفة في الرأي العام العالمي، واصبحت تلقب " بــالشهيدة الحية " حيث تحولت إلى رمز لثورات التحرر فى افريقيا والعالم العربى خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وحركت بوحيرد الرأي العام العالمي لصالح الثورة الجزائرية.فثار العالم كله واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الإستنكار من كل أنحاء العالم.وقد ساهمت في ذلك الحكومات العربية في مصر وسوريا والعراق وغيرها فقد قام على سبيل المثال وزير خارجيه العراق ( محمد فاضل الجمالي ) بالتدخل بكل مايستطيع باعتباره من مؤسسي ( الأمم المتحده ) وله تقدير عال واحترام عند جميع الزعماء والرؤساء ونجح في اقناعهم بالضغط على فرنسا واقنع لجنة حقوق الانسان في الامم المتحده لعقد اجتماع عاجل من اجل ( جميله بوحيرد ) قائلا : " اذا اعدمت جميله فما الداعي من قيامنا بتأسيس الامم المتحده اصلا".! ! ! وفي النهايه رضخت الحكومه الفرنسيه واستبدلت حكم الاعدام بالسجن المؤبد حيث قضت جميلة تقريبا ٦ سنوات في السجون الفرنسيه ..

لقد عزز صمود جميلة معنويات الشعب الجزائري و أثرت تأثيراً ايجابياً على الرأي العام الفرنسي والدولى، في حين انعكست آثار تلك القضية سلبياً على معنويات المستوطنين الأوروبيين في الجزائر، وعلى سمعة المحتل أمام العالم مما ساهم لاحقاً بانتصار الثورة.وبعد تحرير الجزائر عام ١٩٦٢، صدر عفو عنها وخرجت من السجن لتعانق الحرية.وبعد استقلال الجزائر نالت جميلة بوحيرد التقدير والتمجيد حيث استقبلتها الجماهير العربية مع زهرة ظريف في أكثر من عاصمة عربية في سوريا والعراق ومصر والكويت.واصبحت مواطنة شرف في سوريا والعراق.كما أشاد ببطولتها وشجاعتها الكتاب والمؤرخون والمخرجون السينمائيون وكُتبت فيها ما يقرب من ٤٥٠ قصيدة في الوطن العربي.وتتميز جميلة بتواضعها وصمتها رغم الشهرة التي نالتها واستقبالها من قبل اكبر الزعماء والقادة في الوطن العربي والعالم حتى ان الزعيم الصيني ماوتسي تونج قال لها عام ١٩٦٣" إذا لم تتحدثي عما قمت به، فسيأتي آخرون ليتحدثوا بدلا منك عما لم يقوموا به ".
لقد اصبحت جميلة بوحيرد من أبرز المناضلات من أجل الحرية في القرن العشرين فقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى أنه لا تكاد مدينة أو بلدة عربية تخلو من شارع أو مدرسة يحملان اسم هذه المناضلة الاسطورة.

مكتب الثقافة والاعلام القومي
١ / ٤ / ٢٠٢٠





الاربعاء ٨ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة