بسم الله الرحمن الرحيم

قد يعتقد البعض ان الظروف الصحية لوباء كورونا قد ينعكس على نشاط الثورة ويقلل من فعاليتها وهذا اعتقاد خاطيء لان الثورة لم تأت لمعالجة حالة طارئة يمر بها العراق بل جاءت لمعالجة كارثة سياسية واقتصادية واجتماعية كانت وليدة الاحتلالين الامريكي والايراني والتدخلات الأجنبية الأخرى التي تحاول أن تحصل عل حصتها من الكعكة العراقية التي أصبحت مغرية للجميع ، فالثورة الان تتحمل مسؤواية وطن سرقه المحتلون واسسوا قاعدتهم الاستعمارية لضم هذا البلد وربطه بعجلتهم من حيث السيطرة والقرار واستغلال الثروات ، ومن الطبيعي ان مثل هذا الوباء لابد ان يؤثر على الاداء العام لكل المؤسسات والتشكيلات لانه يصيب المواطن الذي هو مادة العمل في جميع مفاصل الدولة وكذلك الثورة والقائمين على فعاليتها ومثلما قلنا في اليومية الماضية ان تنسيقيات الثورة اتخذت كافة التدابير اللازمة التي تحفظ للثورة مسارها ومحطات الانطلاق الى فعاليات جديدة في التصعيد والمواجهة والحفاظ على ساحاتها كمقرات ثابتة تعد رأس الوجود والتنظيم والمحافظة على خطط الاتصال بكافة الناشطين ومن يلتحق بهم إلى سوح الاعتصام والتظاهر ، ولهذا فلا قلق على موقف الثورة لأنها منعت وسائل التأثير عليها سواء جراء تفشي وباء كورونا او بفعل الخطط والتآمر عليها من قبل الحكومة وأجهزتها القمعية ، فالثوار بالإضافة إلى واجباتهم الاساسية في ادامة الزخم ومحاصرة العملية السياسية الايلة الى السقوط فان شبابها ورجالها ونسائها حريصون على اداء دورهم الوطني في حصر الوباء والاحاطة به وعدم انتشاره من خلال الارشادات التي يقدمونها للعوائل والسكان المدنيين والتعاون مع الفرق الطبية لدرء الخطر عن المواطنين وهي وسيلة أيضا لتعزيز علاقة الثورة بالشعب واعتماد هذه العلاقة في ادامة زخم الثورة وخاصة بعد انحسار الوباء وهو وباء لابد ان ينحسر وتنتهي دورته الاعتيادية بعون الله، وقد يكون الوباء سببا في تسريع اسقاط العملية السياسية بسبب الفشل الذريع الذي منيت به نتيجة لتخبطها وعجزها وأصرت هل على بقاء المنافذ الحدودية مفتوحة وخاصة مع إيران التي تعد ثاني دولة موبوءة بهذا المرض في العالم على حساب المواطن العراقي.

٢٣ / ٣ / ٢٠٢٠