شبكة ذي قار
عـاجـل











يرزح العالم بأسره هذه الاّونة تحت وطأة ونير الرهبة والخوف والذعر والهلع من وحش صغير فتاك لا يرى بالعين المجردة , حصد من الأرواح حتى هذه اللحظة أكثر من عشرة اّ لاف إنسان , وأضعاف أضعاف هذا الرقم ممن أصيبوا بهذا الوباء بين إصابة متقدمة ومتوسطة وطفيفة , ولا زال يسري في أوصال الإنسانية كما النار في الهشيم لا يقوى عليه كل ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية من علوم وتكنلوجيا , مما دفع منظمة الصحة العالمية إعلانه ووصفه بالجائحة الأممية التي أصابت المعمورة من مشارقها الى مغاربها , وفرضت على دولها كافة إتخاذ حزمة إجراءات قاسية وصلت حد العزلة والحصار ومنع التجوال والترحال , ووقف كل الأعمال والأشغال التي تسببت خلال أيام معدودات فقط بخسائر مادية وإقتصادية فادحة تقدر بمليارات الدولارات , وأوقعت دول تعد متقدمة مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا في حالة من التخبط والهستيريا وعدم القدرة على إحتواء الوباء وتفشيه , وقدرة جهازها الصحي على إستيعاب الأعداد الهائلة من الإصابات , مما رفع من وتيرة الوفايات أثار معها الهلع والفزع بين الناس بصورة غير مسبوقة.

إن هذه الأجواء الرهيبة والمليئة بالخوف وحالة الفزع والهلع وما رافقها من إجراءات العزل والتطويق ووقف الأعمال الى مستوى الشلل التام في مناحي الحياة كافة , والتي تعيشها شعوب العالم قاطبة هذه الأيام بفعل وحش كورونا , عاشها ويعيشها بكل تفاصيلها الشعب العربي الفلسطيني منذ ما يزيد على السبعين عاماً خلت , جراء وحش الإحتلال الصهيوني الذي مارس بحقه وبعد إحتلال أرضه كل صنوف ووسائل القمع والترهيب والقتل والتعذيب والحبس والتطهير العرقي والحصار والإغلاق والتجويع ومنع التجوال والحركة التي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف شهيد ونصف مليون جريح وما يزيد على المليون أسير حرب وقرابة السبعة ملايين طريد وشريد ونازح في مخيمات اللجوء المنتشرة في أصقاع المعمورة.

وبكل تأكيد إن ما يعيشه شعبنا الفلسطيني اليوم من عزل في البيوت وإغلاق وحصار وتطويق للبلدات والمدن خشية تفشي وتمدد وباء كورونا , يذكره بأيام عصيبة مرت عليه طيلة سني الإنتفاضة الأولى ١٩٨٧ - ١٩٩٣م , ومثلها سني الإنتفاضة الثانية من العام ٢٠٠٠ - ٢٠٠٥م بسبب الخشية من رصاص الإحتلال الطائش والمنهمر بشكل عشوائي على رؤوس المارة وحتى أولئك الذين أصيبوا وهم على شرفات منازلهم , إضافة لكل أنواع القنابل ومنها المحرم دوليا والتي إنسكبت كالمطر فوق منازل الاّمنين في بيوتهم وسوتها بالتراب ليقضي من تحت أنقاضها من الأطفال والشيوخ والنساء ممن لا حول ولا قوة لهم شهداء في عليين بالتزامن مع صمت دولي مطبق ومريع وغير مبالي إزاء حجم وهول جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي العنصرية المرتكبة جلها بحق الشعب العربي الفلسطيني.

إن ما تعانيه البشرية اليوم جراء وباء فايروس كورونا يجب أن يذكرهم بمأساة ومعاناة شعب يرزح تحت نير الإحتلال وجرائمه لأكثر من سبعين عاماً واّن الأوان أن ينعم هذا الشعب بالحرية والأمن والإستقرار وحق تقرير المصير والعودة وحقه الأكيد في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.





الثلاثاء ٣٠ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة