شبكة ذي قار
عـاجـل











بعد ساعات من صدور هذا العدد من مجلة صدى نبض العروبة لهذا الأسبوع تَحل الذكرى المشؤومة السابعة عشر لبدء الغزو الأمريكي الامبريالي الصهيوني الفارسي الطائفي للعراق، والذي انطلق وهو يحمل شعارات وأهداف كاذبة مزورة ملفقة للتغطية على حقيقته وعدوانيته الغادرة، ومن بين تلك الشعارات تحقيق أمن واستقرار إقليمي وعالمي أفضل.
إن ما تحقق من الغزو والاحتلال، كحقيقة ثابتة لا يتجادل فيها حتى قادة أميركا وأولهم الرئيس الأمريكي، هو ولادة بيئة للإرهاب، تنتقل من صيغة إلى صيغة، وتغول إيراني نتج عنه احتلال العراق، وسيطرة إجرامية متوحشة لمليشيات إيران وأحزابها، وتفشي الفساد بشكل غير مسبوق في أي بلد في العالم، وتحول العراق إلى شبه دولة تحكمها المافيات والمليشيات وتتصارع فيها الإرادات السياسية المتناقضة والتي تجعل من مصير العراق مصيراً مجهولاً.

لقد نتج عن الغزو استشهاد أكثر من مليونين ونصف المليون عراقي، والعدد مازال يتصاعد، ونتج عنه تدمير للبنى الاقتصادية والاجتماعية، وتدهور مريع للخدمات البلدية، وانهيار منظومات الصحة والتعليم التي بناها شعبنا العراقي ودولته الوطنية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ثورة تموز المجيدة ( ١٩٦٨ – ٢٠٠٣ ) ، حيث تم تدمير وإيقاف آلاف الشركات الانتاجية والمصانع، ودمر القطاع الزراعي تدميراً شبه تام، وتوقفت كل مظاهر التنمية، وأُحيل مئات الآلاف من أبناء القوات المسلحة والموظفين إلى مهنة البطالة بعد حل الجيش وتطبيق قوانين اجتثاث البعث، ونزح ملايين العراقيين في الداخل تحت تهديد السلاح، وفقدان الأمن والأمان، وهاجر ملايين آخرين بعد تهديد حياتهم وعوائلهم وقطع أرزاقهم.

وكان من بين أخطر ما نتج عن الغزو هو تنمر نظام ولاية الفقيه الفارسي، والذي تصرف تحت التخويل الذي منحته أميركا علناً لأزلامه وذيوله وعملائه، وضمناً في اتفاقات سبقت الغزو وأخرى تلته، أدى إلى احتلال العراق وسوريا ولبنان وأجزاء من الخليج، وصار شبح الحرب يهدد المنطقة برمتها، فضلاً عن الحروب التي ظلت مستعرة من سنة الغزو وإلى يومنا هذا بصيغ مختلفة.

إن أول من يعاني ويكابد من السلوك الإيراني الإجرامي إلى جانب الشعب العراقي هم الأمريكان في فقرات خرجت عن أطر السيطرة وفلتت إلى ساحات تكلف أميركا الآن الكثير من سمعتها وتجبرها على مواقف وقرارات يمكن أن توصف بأنها مجبرة عليها.

إن ثورة تشرين الأول ٢٠١٩ م السلمية هي واحدة من صيغ مقاومة شعبنا الأبي ضد الاحتلال الإيراني الذي مكنته أمريكا من رقاب شعبنا وضد الفساد وانسداد أفق الحياة وتهديد وحدة العراق الذي تمارسه الأحزاب والقوى الطائفية المحلية وتلعب بمساراته دول مجاورة وأموال سياسية وإجرامية.

نحن نمتلئ يقيناً وتفاؤلاً بأن الذكرى الجديدة لحصول الغزو والاحتلال ستشهد نهايته إن شاء الله، وسينتصر شعبنا، ويعود عراقنا حراً أبياً عربياً.





الثلاثاء ٢٢ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة