أرست ثورة مايس التحررية / ١٩٤٢بقيادة الضباط الأحرار الطريق لانتفاضة ١٩٤٨ عندما خرج الشعب مندداً ورافضاً لمعاهدة بورتسموث ، والتي اعقبتها انتفاضة العمال والطلبة في تشرين الثاني / ١٩٥٢ ضد النظام الملكي والمعاهدة الإنكليزية العراقية وقد اقترنت هذه الثورة بقيام ثورة يوليو في مصر ، وفي إيران كانت ثورة مصدق ضد الشاه ، وكانت الانتفاضة تهدف إلى إجبار النظام الملكي على التنازل وقيام النظام الجمهوري وتأكيد استقلال العراق التام عن بريطانيا ، وما أشبه ثورة الشباب في الأول من تشرين الاول / ٢٠١٩ مع ثورة تشرين الثاني عام / ١٩٥٢ فكلاهما انتفضوا ضد الاحتلال الاجنبي وضد الفساد المالي وضد القهر والاضطهاد والقوة المفرطة وحرمان الناس عن حقوقهم وسلب حرياتهم ، والعامل المشترك الآخر بينهما ان النظام الملكي كان مرتبطاً وخاضعاً لسياسة بريطانيا ومن خلال معاهدة عام ١٩٣١ والتي قيدت العراق وجعلته مستعمرة بريطانية ، اما النظام الحالي فهو مرتبط بأمريكا وايران ومسلوب الإرادة والقرار الوطني ويدور في فلكهما ويرتبط مع امريكا بموجب معاهدة " صوفا " سيئة الصيت التي قيدت العراق إلى أمد غير محدود ، فطلاب العراق وطالباته وعماله ونقاباته وشعبه كانوا مادة ثورة تشرين / ١٩٥٢ ، وطلاب وطالبات العراق وشبابه ومن ورائهم شعب العراق كانوا مادة ثورة الاول من تشرين الاول ، فهذه هي طبيعة العراقيين وطريقتهم في التعامل مع الأحداث وخاصة عندما يتعرض الوطن إلى الاحتلال الاجنبي او تتسلط عليه زمرة ضالة من الطغاة والمستبدين والقتلة وسراق المال العام ، واذا كان هناك من يعتقد ان ثورات العراق تنتهي ويتم القضاء عليها فهو واهم ، فالثورة مستمرة وتمتلك مقومات المواجهة ولابد ان تنتصر الثورة ويتحقق شعارها " نازل آخذ حقي " وإعادة وطن مسروق واسقاط النظام السياسي الفاسد.
١٠ / آذار / ٢٠٢٠