شبكة ذي قار
عـاجـل










كم اخشى عليك يا وطني من عدو قاتل ومن صديق جاهل ، كم أخشى عليك يا وطني من الوقوع ما بين المطرقة والسندان ، نعم هذه الخشية مشروعة وواجب ملزم لدى المواطنين الصادقين الاصلاء الذين يجدون ذاتهم بوطنهم وقيم المواطنة التي يتمسكون بها في حياتهم اليومية تصرفا" وسلوكا " ، تحقق مفهوم الولاء الوطني بالممارسة أولاً ، يليها التنظير والشرح بمفهوم بسيط بقدر ما هو عميق ومتصل بعقول الناس وقلوبهم وبالوجدان الجمعي ، أو في صيغة منتهى الجموع حين يكون الفرد والمجتمع شيئاً واحداً ، أو بوتقة واحدة وحين تنتفي الثنائيات المفتعلة التي يرددها البعض بين القيادة والناس ، والسلطة والشعب ، حيث تلك الحدود غير مرئية في العديد من الأوطان ، الولاء شعور يتنامى منذ الصغر إلى الكبر ، ومن المهد إلى اللحد ، ويتراكم عبر تجربة الإنسان والأوطان ، ويزداد ثقة وعمقاً على مرور السنوات والعقود والأعمار وولاؤنا في العراق الغالي خصوصاً إرث تناقلناه عن آبائنا وأجدادنا الرجال الرجال الذين سطروا عبر التاريخ معالم قيم الانتماء والولاء قديما" وحديثا" تكون حاضرة ثورة العشرين الخالدة وما ولد من فكر يعبر عن الإجابة الحقيقية والواعية لحاجات الامة العربية كرد فعل واعي ايماني لإصلاح الواقع الذي اريد للامه تجزئه واستغلال ونفوذ ضاغط على نفوس الجماهير ، وسوف ننقله للأولاد والأحفاد ، أما العلاقة بين الحاكم والمحكوم في أعرافنا وتقاليدنا وقيمنا ، فمنظومة متناغمة ومتسقة مع بعضها بعضاً من المبادئ والمثل والأخلاقيات ، وتدخل فيها المحبة والعاطفة ، كما يدخل فيها ويسهم في تكوينها الاشتغال معاً على تحقيق مصالح الدولة العليا ، بما يخدم الوطن والمواطن ، وبما يؤدي إلى إنجاح قضايا العدل والأمن والاستقرار والتنمية ، وهذا ما حصل على النحو المعلوم ونتج عنه قيام الدولة ، الولاء مفهوم ملموس ومحسوس وهو يتحدد أكثر وأتم كل يوم وكل سنة لأنه يقتبس من الحياة والتجربة قوته وحيويته ، وقدرته على التجدد والاستمرار ، وفي هذه المرحلة بالذات تبرز أهمية مفهوم الولاء بما هو ترابط وتلاحم بين الشعب والقيادة الرشيدة النابعة من الشعب والمرتكزة على قدرات وقوة الشعب لانه مصدر السلطات الثلاث ، بعيداً ممن يحاولون زرع الأشواك كأنهم في بلد آخر.شمس العراق في ظل نظمته الوطني القومي قبل ٢٠٠٣ ساطعة ولن يحجبها كلام يقاس على مقياس المدعين وفق مبدأ خالف تعرف ، وفي ذلك إساءة للذات قبل أن تكون لوطن يشهد له القاصي والداني بالحكمة والوعي والرشد ، وأياديها البيضاء بصماتها واضحة على مستوى العالم بما تحقق من بناء ونمو في مجمل مناحي الحياة الولاء كلي لا يتجزأ ، إنه الولاء الوطني بمفهومه الأشمل والأعم ولاء وانتماء في آن يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه ، والذي استحالة حياة الفرد بلا انتماء ، ذلك الذي يبدأ مع الإنسان منذ لحظة الميلاد صغيراً بهدف إشباع حاجته الضرورية ، وينمو هذا الانتماء بنمو ونضوج الفرد إلى أن يصبح انتماءً للمجتمع الكبير الذي عليه أن يشبع حاجات أفراده والإنسان لا يمكن أن يحقق الشعور بالمكانة والأمن والقوة والحب والصداقة إلا من خلال الجماعة ، فالسلوك الجمعي لا يكتسب معناه إلا في موقف اجتماعي ، فالجماعة تقدم للفرد مواقف عديدة يستطيع من خلالها أن يظهر فيها مهاراته وقدراته ، علاوة على أن شعور الفرد بالرضا الذي يستمده من انتمائه في الجماعة يتوقف على الفرص التي تتاح له كي يلعب دوره بوصفه عضواً من أعضائها والانتماء يسعى إلى توطيد الهوية ، وهي في المقابل دليل على وجوده ، ومن ثم تبرز سلوكيات الأفراد كمؤشرات للتعبير عن الهوية وبالتالي الانتماء يبعث على الولاء له ، واستشعار الفضل في السابق واللاحق والانتماء مفهوم يشير إلى الانتساب لكيان ما ، يكون الفرد متوحداً معه مندمجاً فيه ، باعتباره عضواً مقبولاً به وله شرف الانتساب إليه ، ويشعر بالأمان فيه ، وقد يكون هذا الكيان جماعة ، طبقة ، شعب ، امة ، وهناك علاقة جدلية بين الانتماء والمواطنين حيث ان الانتماء مفهوم نفسي ، اجتماعي ، فلسفي ، وهو نتاج العملية الجدلية التبادلية بين الفرد والمجتمع ، أو الجماعة التي يفضلها المنتمي ، باعتباره ذا طبيعة نفسية اجتماعية ، حيث إن وجود الجماعة أو المجتمع هام جداً كعالم ينتمي إليه الفرد ، حيث يعبر عن الانتماء بالحاجة إلى التجمع والرغبة في أن يكون الفرد مرتبطاً أو يكون في حضور الآخرين ، وتبدو هذه الحاجة وكأنها عامة بين أفراد البشر وعليه لا انتماء بلا حب ، فالحب هو جوهر الانتماء ، ويفضل أن تكون جماعة الانتماء بمثابة كيان أكبر وأشمل وأقوى لتكون مصدر فخر واعتزاز للفرد ، وأن يكون الفرد العضو في جماعة الانتماء في حالة توافق متبادل معها ليتم التفاعل الإيجابي بينهم ، ويعبر عن جماعة الانتماء بالجماعة المرجعية ، حيث يتوحد معها الفرد ويستخدمها معياراً لتقدير الذات ، ومصدراً لتقويم أهدافه الشخصية ، وقد تشمل الجماعة المرجعية كل الجماعات التي ينتمي إليها الفرد كعضو فيها وعلى الفرد أن يثق ويعتنق معايير ومبادئ ، وقيم الجماعة التي ينتمي إليها ومن ثم يحترمها ويلتزم بها ، وعليه كذلك نصرة الجماعة التي ينتمي إليها ، والدفاع عنها وقت الحاجة والتضحية في سبيلها إذا لزم الأمر مقابل أن توفر الجماعة له الحماية والأمن والمساعدة ، وأن يكون توحد الفرد مع الجماعة ضمن إطار ثقافي مشترك ، وتعتبر اللغة والمعايير الثقافية الأخرى عناصر أساسية للجماعة ، ويتحدد مدى الانتماء بدرجة التمسك بها ، وهنا لابد من الإشارة بالولاء العابر للحدود وهو الولاء المؤذي الذي لا يعطي للوطن مكانه في كل مفاصل تحركاته ومن هذا الولاء ولاية الفقيه التي ترى في الأيديولوجية الخمينية هي عاصمتهم من خلال الارتباط بدون العودة الى قربها وبعدها من حاجات الوطن وهل ان القائمين عليها لديهم الالتزام الكامل بحمايتهم والدفاع عنهم ام يرى فيهم أدوات متحركة لتحقيق أهدافه دون ان يخسر من قواعده الداخلية ، والاخوان المسلمين كل أبياتهم تنشد الى الدولة السلامية التي ارضها عموم الأرض الإسلامية بل انهم وجدوا في الفكر القومي والوطني المدافع عن مصالح الامة العربية من اخطر العقبات التي تواجه ايديولوجيتهم وعليه لابد من وئد ذلك وتخطيه باي وسيلة كانت ، والشيوعيين الذين كانوا ينظرون الى موسكو في عهد الاتحاد السوفياتي هي قبلتهم وموطنهم بالرغم من رفعهم شعار نمضي نمضي الى ما نريد وطن حر وشعب سعيد والمحصلة انهار الاتحاد السوفياتي وعلى مستوى الشيوعين العراقيين وجدوا نفسهم تبع الغازي المحتل ليكون لهم مقعد في سلطة الاحتلال وحكوماته اللاحقة ، ولرب هناك من يسأل لماذا لا يعتبر حزب البعث هو من ضمن هذا المنظور أيديولوجية عابرة للحدود ، والجواب بسيط جدا ولايحتاج للتوسع والتبرير للإقناع ان الأيديولوجية العربية الثورية التي انتجت حزب البعث العربي الاشتراكي هي نتاج الحاجة القومية التي حب قبل كل شيء أي حب التراب والانسان والحاجة التي تستجيب للحاجة القومية في التوحد والتحرر والعدالة الاجتماعية أي انها ردت فعل مشروعة لما افرزته الحرب العالمية الأولى من وعد بالفور المسؤوم واغتصاب التراب العربي الفلسطيني وتجزئة التراب القومي الى كيانات للتناقض والحقيقة.

يتبع بالحلقة الأخيرة
 





السبت ١٢ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة