شبكة ذي قار
عـاجـل











أما الولاء في اللغة هو الوفاء والأخلاص والمناصرة والتأييد ، وهو في القاموس السياسي مبدأ اخلاقي يشكل محور كل الفضائل الوطنية ، أو هو الواجب الوطني الرئيسي بين الواجبات كلها ، من هنا يتخطَى الولاء المفهوم النظري البحت فلا يعود مجرد دفاع لفظي عن الوطن ، بل يستوجب التعبير عنه بالأفعال وذلك للسير بالوطن نحو تحقيق الآمال العريضة الواعدة التي يصب في صالح الشعب لتحقيق الرفاه الااجتماعي والعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد ، وهنا نرى الشباب العراقي الذي لم يخوض معترك السياسة وتقلباتها ظهر بالمظهر الرائع بدفاعه عن وطن باحثا" للوصول اليه بثورة تشرين ٢٠١٩ ، وهنا يطرح في هذا المجال السؤال المحوري هل يستحق الوطن الذي يجتمع فيه الناس والتاريخ والثقافة والآمال أن يوليه ساكنوه ولاءهم ؟ ، الجواب نعم يكون بمقوَمات التضحية في سبيل حماية استقرار الوطن وكرامته وسيادته لذلك اعتبر الولاء أولوية في علاقة المواطن بوطنه ، اذ يجعله أكثر قربا منه ، يعمل بالأخلاقية المتنوَرة بالقيم لتحقيق مفاهيم الأخاء والايثار والأحترام المتبادل والسلوك الفاضل الداعم للتآلف والتعاون ، وهذا بالذات هو السلوك الحضاري الذي يستطيع الحفاظ على التماسك الوطني وتآزر المواطنين وتواددهم ، أنَ الولاء هو القيمة العليا السائدة التي ينبغي أن تكون متحكَمة في وجدان الناس بمختلف مشاربهم ، والامكانية العظيمة التي تجعل المجتمعات قادرة على تحقيق غاياتها ، وهذا يعني بذل الجهود من أجل رقي الوطن من خلال تحويل المؤهَلات المتاحة الى طاقات إيجابية ، وتبدو نتائجها في التقدَم والأزدهار والحصانة ، إن الولاء للوطن يكون مطلقا أو لا يكون فالسائد مجتمعيا" هو الخلط بين الولاء للوطن ومؤسساته وبين الولاءات الرديفة البديلة كالولاء للطوائف والأحزاب والأشخاص كالقبيلة والعشيرة وبلدان ما وراء الحدود ، حتى أنَ بعض السياسيين والأنتهازيين في هذا المجال يمكن وصفهم مجازا" يعيش في جزر معزولة عن الوطن ويتعامل معه انطلاقا من ولائه الضيَق أنَ هذا البعض المتزيَن بالوطنية هو في الحقيقة متصدَع الوعي الوطني ، وتغلب عليه عصبية متخلَفة تجعله يعادي الجماعة الوطنية والدولة وهذه نجدها بوضوح عند الأحزاب والحركات والتيارات الدينية السياسية ، وهذا سلوك خطير من شأنه أن يدمَر مكوَنات الوطن من خلال هدم الأسس التي تبنى عليها منظومة الولاء الوطني فيعمد الى تشويه صورة الوطن بدافع النكاية السياسية أو الرغبة في تحقيق منفعة ذاتية او نشر ثقافة لا تتجانس مع ما هو قائم ويسلك بعضهم مسلك تحقير بعض مؤسسات الدولة لأن المكلفين بأدارتها لا يجارونه في تطلَعاته أو لأن وجود هذه المؤسسات يمكن له أن يعطَل اساليب هذا البعض الملتوية ويجهض محاولاته الأنقلابية وهذا بين الدور الذي تلعبه المليشيات المتخذه من الحشد الشعبي عنوان لفرض ذاتها تحكما وانتهاكا" للقانون والمؤسسات الدستورية ان كان على مستوى اختراق الدستور والقوانين والانظمه ، ومن اجل البيان والتوضيح الادق إن الأنتماء الى الوطن لا يشكَل في الضرورة دليلا على الولاء له ، فاقتناء بطاقة الأحوال المدنية ، أو { البطاقة الموحدة } أو شهادة الجنسية العراقية لا يعني حتما أنَ حاملها قد تولَدت عنده ثقافة الترابط أو قد نشأ عقد بينه وبين وطنه لا تزول بنوده بحكم المصلحة أو الظروف لذلك فمعيار الألتزام بالولاء للوطن يتمظهر في السلوك الذي يترجم بمشاعر الأعتزاز بالأنتماء للتراب الوطني بالمسميات المفروضة على أبناء الامه حاليا بمسميات قطرية نتاج سايكس بيكو ، ويصل الى حدَ القبول من مظاهر الولاء الوطني حماية سمعة الوطن فهل يتناغم الخطاب السياسي الراهن في عموم التنظيمات السياسية التي فرضت مابعد الغزو والاحتلال عام ٢٠٠٣ على مستوى العراق مع هذا التوجَه ، ولا سيَما خطاب المدَعين هذه الحماية ؟ ان مضامين خطابهم تتمحور حول التجريح لا النقد ، والأهانة لا التصحيح ، واشاعة الكراهية لا الوئام ، وتشويه صورة الدولة لا ما اتفق عليه الناس من قيم جامعة أي الحرية والأمن والعدالة ، فبدا أصحاب هذا الخطاب حاقدين على الوطن وذوي أحساس وطني واجتماعي ضعيف يعكس سلبية تدميرية لا تمتَ للولاء بصلة فهل بدا أنَهم نهجوا في سياساتهم منهج الحفاظ على الأمن الأجتماعي وعلى الأستقرار السياسي والأمن ي، وتمسَكوا بثوابت الوطن وقيمه ، ولم يدفعوه الى أتون ألأضطرابات ؟ ألم يعمل خطابهم على أثارة الضغائن وأشاعة أجواء الأنقلاب على الدولة ؟ هل ساهم خطابهم في غرس الروح الوطنية في جماهيرهم من خلال توجيه توعويه يرشد الى الحق والتزام حدَ القانون ؟ لقد قام هؤلاء باستبدال الولاء للوطن بالولاء لمصالحهم الباهتة أو لأهدافهم المشبوهة وبالتالي ليس من مانع عندهم في تدمير الوطن الذي ارتضاه أهله رسالة يمكن اعتمادها مرجعا لفهم الولاء الصحيح ، أوليس حريَا بالوطن أن ينبذ هؤلاء الزنادقة ؟ ، اما الولاء فإن المواطنين قد تختلف به وحوله فهناك من هو موال للنظام في ذلك البلد وهم الذين يطلق عليهم الموالاة وهناك المعارضون لنظام حكمهم والذين يحملون افكارا وتصورات اخرى عن نظام الحكم وشخصية الحاكم وهم المعارضة وعندما يكون الطرفان منتميين لهذا الوطن فإنه يتسع للموالاة وللمعارضة حيث ان كل منهما يقف في الموقف الذي يرى به مصلحة وطنه ، ولكن عليهما العمل ضمن اطر القانون ومن غير الخروج عن الثوابت وألا تسود حالة الفوضى والاقتتال كما هو حاصل الآن في العديد من الدول العربية ذات النظام السياسي المستقر نوعا" ما

يتبع بالحلقة الرابعة





الاثنين ٧ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة