شبكة ذي قار
عـاجـل











الفن تعبير جمالي عن المعاناة الأنسانية ، والفنان انسان وشخصية متميزة بجوهرها وأبعادها وتصوراتها وقدرتها التعبيرية ، وهو يندفع الى التعبير الفني انما يدفع بالفعل الى التعبير عن نفسه وعن ما يخالجها من الوان المعاناة وتميز الخواطر والمشاعر الحساسة وكل ما يتفوه به وجدانه في موقف من مواقفه الحياتية ومن لحظة من لحظات سعيه كفرد اجتماعي يتمتع بقوى الاحساس والفكر ، وكل ذلك وما يتفرع عنه ويتداعى على اثره من رؤى في أجواء النفس هو موضوع التعبير الفني ، وبالتالي فان هذا الفن الجميل لا ينفصل عن الطبيعة والمجتمع لأنهما يشكلان مصدرين مهمين للتعبير الفني.فالفنان في جوهره أنسان يستوعب الاشياء الموضوعية حوله ، فيحيلها بصياغات ذائقية الى الوجود عن طريق الفن ، ولأجل أن يحافظ الفنان على موضوعيتها يتطلب الامر منه الاقتراب من الواقع وقرائته واستيعابه .. فالفن كما يقول ( بيكون ) هو الأنسان مضافاً الى الطبيعة ، ويقول ( روجيه غارودي ) : " أن الفن والطبيعة شيئان مختلفان لايمكن ان يكونا الشيء نفسه ، ونحن نعبر بواسطة الفن عن مفهومنا لما نعتقده في الطبيعة ".كما أن الفن والثقافة الثورية يعرفها الدكتور الياس فرح هما " فلسفة النهضة العربية ، وبالتالي فأن الفن انعكاس للفكر العربي الثوري الذي يتسم بالتجدد والتطور اللذين هما السبيل الى الخلق والابداع " .. من هنا نعلم علم اليقين بأن الامة العربية هي شغوفة بالمعرفة وكذلك حبها للحقيقة ، وكذلك ان الامة العربية متمسكة بالقيم الانسانية ، لذا فان العلاقة بين الفن وتاريخ الامة العربية ( الفكري والحضاري والانساني ) تأخذ شكل العلاقة المستمرة المتطورة المتفاعلة ، والعلاقة مثل هذا النوع التفاعلي هي مشابه للعلاقة بين العلم والحضارة ، لذلك تيرز الضرورة الى تاكيد العقلية العلمية الثورية المبدعة لتقود وتطور هذه العلاقة الحية الفن والفكر والحياة ومفرداتها التطبيقية للحياة .. لذا فان حزب البعث العربي الاشتراكي ومن خلال أدبياته يعمل ويناضل من اجل ايجاد ثقافة في الوطن ، وطنية وقومية حرة شاملة وعميقة وانسانية في مقاصدها ، وبالتالي فأن مفهوم البعث للفن هو وحدوي وتحرري واشتراكي بمعنى ادق" ربط الفن ربطاً موضوعياً بمشكلات الامة العربية وهموم المواطن وقضايا الانسان في كل ارض المعمورة ".ولكون الفنان كالسياسي كما أشارت مقولة القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله ( الفنان كالسياسي كلاهما يصنع الحياة بصيغ متطورة ).حيث اصبح من الطبيعي أن يكون مفهوم الالتقاء الطوعي الداخلي بين نظرة الاديب ونظرة الفنان ونظرة السياسي ، ذلك الالتقاء الذي يجعله شخصية متكاملة تكاملاً حقيقياً وان يكون انسان حقيقي لا ان يكون مقلداً ، فالثورة هي ( فن مادة بناء المجتمع ) وكما ان الثائر والمناضل ينطوي على فنان في داخله والثورة تتضمن ( نظرة فنية ) الى الحياة ، فان كل فنان ينطوي على بذرة التغيير والتطوير ، فهو مشروع انساني لا يتجاوز ذاته الا اذا التحم بحركة الواقع الفعلية كشرط اساسي لأتحاد الفنان بالثائر في ضميره ووجدانه وعقله .. خلاصة الكلام ( المنطقي والواقعي ) والذي يجري الآن على ساحة الثورة في العراق ، ثورة الاول من تشرين ، ثورة الشباب المتعطش للحرية من خلال الفنان الثائر والذي يلتحم مع شعبه لصياغة نظرية تحرير العراق من الاحتلال والغازي والخارجين على القانون ، عليه فان الفنان العراقي الاصيل تلاحم وتعاضد مع هذه الثورة الشابة ، ثورة الحق ضد الباطل واخذ يبدع من خلال المسرح والفن التشكيلي والاغنية العراقية الوطنية ومن خلال الموسيقى والشعر والكتابة ، وجميع هذه الفنون تصب ببودقة واحدة الا وهي بودقة الثورة العراقية الشبابية الكبرى التي اندلعت على أرض العراق لتغيير خارطة ما اراده الاوغاد المحتلين والغزاة أن يشوهوا الحقيقة الناصعة لشعب العراق.لقد صدحت حناجر شباب ساحات الثورة العراقية في بغداد وجميع ساحات المحافظات العراقية من خلال الكلمة الصادقة والفلم الوثائقي والاغنية الوطنية والمسرحية الهادفة والموسيقى والشعر والادب ، حتى أستمع العالم كله الى صوت العراقي الحر الابي الذي يرفض التدخل الاجنبي.




الاثنين ٧ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حارث الحارثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة