شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد المقدمة التي استندت بها على اراء وأفكار الإيرانيين في موضوع الشأن العراقي واخفاق ادواتهم كالعامري والخزعلي والكعبي والولائي وأبو مهدي المهندس قبل مقتله في تنفيذ مهمة انهاء الاحتجاجات العراقية كما يسمونها وحقيقتها الثورة الشبابية العراقية ، ولان مقتدى مغامر ومتقلب يمكن الاستناد عليه ، وهنا أيضا لابد من الوقوف عند معنى مفهومي الانتماء والولاء كي اخاطب الذيول وتعريتهم امام من عميت بصيرته واختل عنده التشخيص بسبب كثافة الاعلام والدجل الهادف الى إعطاء الشرعية الى مثل هؤلاء وتمرير المخطط المرسوم لإيذاء العراق وشعبه واستنزاف موارده المادية والبشرية قتلا وتغيب .. الخ ، فالانتماء في اللغة يعني الزيادة ويقال انتمى فلان إلى فلان إذا ارتفع إليه في النسب وفي الاصطلاح هو الانتساب الحقيقي للدين والوطن فكراً تجسده الجوارح عملاً ، والانتماء شعور داخلي يجعل المواطن يعمل بحماس وإخلاص للارتقاء بوطنه وللدفاع عنه ، أو هو إحساس تجاه أمر معين ، ومن مقتضيات الانتماء أن يفتخر الفرد بالوطن ويدافع عنه ويحرص على سلامته ، لان من لوازم المواطنة الانتماء للوطن حيث ان للمواطنة عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تكتمل حتى تتحقق المواطنة والانتماء للوطن احد هذه المكونات ، وعلى الاغلب تُجمع الأغلبية العظمى من المواطنين على هذا الانتماء باستثناء قله قليلة تخرج عن هذا الاجماع ، الانتماء اصطلاحاً على أنّه الانتساب الحقيقي للوطن والدين فكراً ووجداناً ، واعتزاز الأفراد بهذا الانتماء عن طريق الالتزام والثبات على المناهج والتفاعل مع احتياجات الوطن ، وتتجلّى هذه التفاعلات من خلال بروز الاعتزاز بالوطن والمحبة العميقة له والتي تتجسد عن طريق الانغماس في حمايته والتضحية لأجله البداية الفعليّة لمفهوم الانتماء للوطن ارتبط الإنسان منذ الأزل في المكان والزمان ، حيث إنّ الارتباط بالمكان من خلال وجود ذاته وجسده فيه ، والزمن يحدّد مدى وكميّة هذا الوجود ، ولهذا فإنّه يطلق على هذا المكان اسم وطن ، والانتماء المكاني يسمّى الانتماء الوطني ، ويعتبر مفهوم الانتماء للوطن من المفاهيم المتوارثة التي تولد مع الإنسان ، وذلك عن طريق الارتباط بوالديه وذويه والأرض التي ولد عليها ، إضافةً لهذا فيعتبر مفهوم مكتسب ينمو بشكلٍ أكبر من خلال المؤسسات المختلفة في المجتمع كالمدارس والجامعات ودور العبادة والإعلام والأسرة ، تناول الأدباء والكتاب مفهوم الانتماء للوطن ومضامينه عن طريق كتاباتهم ، والتي يهدفون بها شحن عقل ووجدان الأفراد للانتماء الفعلي للوطن ، ويجب أن يظهر هذا الانتماء في الأفعال والمواقف والأعمال المختلفة التي تهدف إلى حماية هذا الوطن ورفعته وتقدمه ، وتتجسد تلك المواقف في العديد من السلوكيّات المختلفة الصادرة من الأفراد بحيث تعبر عن موقف ورؤيا الفرد تجاه ما يحدث على أرض وطنه ومجتمعه ، يعتبر الانتماء من الاحتياجات الهامة التي تشعر الفرد بالرابط المشترك الذي يربطه بأرضه وبأبناء وطنه ، وسيؤدّي هذا الشعور إلى صقل توجهاته بحيث تتحول إلى توجهات تهدف إلى خدمة الوطن والمجتمع والتفاني والتضحية من أجله ، والمشاركة في إعماره التي ستشعره بقيمته الحياتيّة التي ستنمو مع الأيام والسنين ومن القيم المهمة للانتماء للوطن والتي يجب العمل بها وعدم التغاضي عنها إبراز قيمة الوحدة الوطنيّة وتحويلها لهدف يعمل الجميع على تحقيقها على أرض الواقع والمحافظة على استمراريتها ، فالوحدة الوطنيّة تعتبر من المسلمات في كل الأوطان والتي من شأنها العمل على تقوية المجتمعات والمحافظة على أمنها ورخائها وللانتماء أبعاد حددها الباحثين في علم الاجتماع بثمانية هي {{ الأمان – التوحد – التقدير الاجتماعي – الرضا عن الجماعة – تحقيق الذات – المشاركة – القيادة – الإطار المرجعي }} وبينها جميعاً قدر من الانسجام ويمكن من خلالها دراسة دوافع الانتماء ، والانتماء باعتباره قيمة جوهرية متعدد المستويات بتعدد أبعاد القيمة { وعي ، وجدان ، سلوك } ، فهو { مادي } لحظة عضوية الفرد في الجماعة و { معلن } لحظة تعبير الفرد عنه لفظياً مؤكداً مشاعره تجاه جماعة الانتماء ، و { سلوكي } عندما يتخذ الفرد مواقف سلوكية حيال جماعة الانتماء وقد تكون هذه المواقف إيجابية تعبر عن قوة الانتماء ، أو سلبية تعبر عن ضعف الانتماء ، والانتماء الحقيقي يكون فيه لدى الفرد وعي حقيقي لأبعاد الموقف ، والظروف المحيطة بوطنه داخلياً وخارجياً ، ويكون مدركاً لمشكلات وقضايا وطنه ، وقادراً على معرفة أسبابها الحقيقية وطبيعة هذه المشكلات ، وموقفه منها ، والاكتراث بآرائها ونتائجها ، ويكون المنتمي هنا مع الأغلبية ويعمل لصالحها ، ويؤمن بأن مصلحة الأغلبية والعمل من أجل الصالح العام وسلامة المجتمع ونموه وتطوره ، هو الهدف الذي يجب أن يسمو على الفردية والأنانية والانتماء الزائف هو ذاك الانتماء المبني على وعي زائف ، بفعل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي قد تشوه حقيقة الواقع في عقول المواطنين ، وبالتالي قد تصبح رؤيتهم للأمور والمواقف غير حقيقية وغير معبرة عن الواقع الفعلي

يتبع بالحلقة الثالثة





الثلاثاء ١ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


مواضيع الكاتب زامــل عبــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة