شبكة ذي قار
عـاجـل










كان قاسم سليماني "بطلاً إيرانيا" صال وجال في الشرق الاوسط وعمل على اشعال الفتنة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، واسس شبكات تجسس وتهريب وغسيل اموال لتمويل الأنشطة الخبيثة لحكومة الملالي الارهابية.لم يستمع الى العقل والمنطق ولم يهتم سوى باستراتيجية إيران الرامية الى تصدير ثورة الخميني البالية والمناهضة للسلم والامن في العالم برمته.

تحدى سليماني العالم وظن انه انسان خارق لن تستطيع اية جهة الوصول اليه بسبب غروره وما يحيط به من حماية امنية، إضافة الى الهالة الكاذبة التي صورتها له حكومته ومؤيدوه من الخونة.وقد تجاهل بغباء منه إنه أصبح هدفا، ولم يدرك ان التكنلوجيا الحديثة التي يمتلكها أعداؤه ويتقنونها قادرة على الوصول اليه بسرعة البرق.لقد تصور نفسه رمزا "لثورة خميني" وجعل من إيران قوة اقليمية لا تقهر، وأصبح بطلاً قوميا يقود محور المقاومة؛ الا انه في الحقيقة كان قد جعل من نفسه في انظار الدول الاخرى واحدا من أكبر الارهابيين في العالم.لكنه في نهاية المطاف سقط وانتهى وخلف فراغا كبيرا يصعب على إيران سده، وتركها في حالة مزرية مليئة بالمآزق والمحن.

إن رغبة حكام طهران في الانتقام لفقدان رجل عرفوه كرمز وطني ويطلقون عليه اسم "الشهيد الحي" لها مضامين خارجية وداخلية.من منظور السياسة الخارجية يسعى نظام الملالي الى اثبات ان إيران هي القوة الوحيدة القادرة على ان تكون بديلا للوجود الاميركي في الشرق الاوسط.فمنذ مجيء الملالي الى السلطة وهم يسعون االى تصدير ثورتهم لتكون النظام النموذجي البديل للسياسات الغربية.كما ان تصريحات الملالي العدائية ضد الولايات المتحدة وحلفائها تعد بمثابة رسالة تهديد لأميركا ودول الجوار تفيد بان حكومة طهران لا تخاف ومستعدة لمقارعة اقوى قوة في العالم.

رغم كل التهديدات والتحركات التي شنتها إيران، الا ان ردة فعلهم تجاه مقتل سليماني لم تتناسب مع الحدث!بل تؤكد ضعف الملالي وحكومتهم الخبيثة وأنها لا تعبر فعليا عن إرادة ثورتهم وتصريحاتهم منذ مجيئهم للحكم مرورا بمعركة القادسية الثانية.وما هذا الموقف الا دليل قاطع على قوة الضربة التي تعرضت لها المؤسسة الامنية الايرانية التي كانت تتمجد بالثورة وقوة سليماني.

بعد مقتل سليماني إتخذ حكام طهران موقفا اتسم بالتراجع والتفكير الشديد على الرغم من تهديداتهم ورعونتهم في التصريحات والوعيد.فقد أدركوا قبل غيرهم مدى ضعفهم وعدم قدرتهم على التصدي لأكبر قوة في العالم.وهذا يعني ان قراراتهم ستكون مدروسة بعناية كبيرة لكي لا يقع الفأس في الرأس، ولن يفيدهم الندم بعدئذ!

لقد أدركت ايران، ان اي تصعيد ضد المصالح الاميركية سيكلفهم كثيرا وستكون عواقبه وخيمة، خصوصا وان الاميركان قد عززوا من قواتهم العسكرية في المنطقة لغرض تقليص دور ايران والحد من نفوذها في العراق ولبنان وسوريا واليمن.وانهم زادوا من حدة العقوبات الاقتصادية التي اصبحت أكثر تأثيرا على الشعب المغلوب على امره منذ مجيء الملالي للحكم.

لم يبق امام إيران الا ميليشياتها وذيولها في المنطقة، والذين تلقوا بدورهم ضربة عنيفة للغاية بمقتل سليماني وابو مهدي المهندس ويرغبون بالانتقام لهما حفظاَ لماء الوجه.إن تخوفهم من انتقام الاميركان قد جعلهم يعيدون كل حساباتهم، ولم يعد احد منهم يجرؤ ان يظهر على الملأ مطالباً بالانتقام.فما الذي سيفعلونه لتطييب خواطرهم بعد مقتل هؤلاء المجرمين؟ بالتأكيد سيكون مزيداً من قتل الأبرياء والاعتداء على كافة الحرمات، والإمعان بالفساد والسرقات.

من الامور التي تثير الانتباه وتدعو الى القلق وضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وصول قادة من حزب الشيطان اللبناني مؤخرا الى بغداد بهدف توحيد المليشيات وذيول إيران وتطبيق المخططات التي اقرتها حكومة الملالي لردع المتظاهرين وإنهاء ثورة الشباب التي باتت تهددهم وتهدد اسيادهم في إيران.

بناء على ما تقدم، لا بد من وقفة شجاعة ومصيرية لتوحيد صفوف جميع القوى الوطنية المناهضة للحكم في العراق وسرعة العمل والتفاعل مع المحيط الاقليمي والعالمي تفاعلا ايجابيا لمساندة ثورة الشباب بكل السبل المتاحة بما فيها الكفاح المسلح ضد أعداء الوطن والشعب.





الجمعة ٢٠ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة