شبكة ذي قار
عـاجـل











القرن المنصرم شهد في ١٧ تشرين الثاني١٩١٧ جريمة كبرى ارتكبها من لا يملك الأرض سوى انه المحتل لها بإعلانه المشؤوم انشاء وطن قومي ليهود العالم على ارض جذورها وتاريخها ومعالمها عربية تعايش على ترابها أبناء كل الديانات السماوية بروح الالفة والمحبة والتعايش السلمي لا يميزهم شيء ويمارسون حقوقهم وطقوسهم بالكامل وكانت هناك قوى تدعي الحرية وحق تقرير المصير للشعوب مناصرة لهذا السلوك الاستعماري الاستعلائي منطلقة من منطلق انصاف اليهود الذين تعرضوا الى موقف من قبل الحاكم الألماني هتلر لما ارتكبوه من خيانة لوطنهم المانيا وتعاونهم من جيوش دول يراها هتلر بانها عدوة لألمانيا طامعة بارضها وهنا السؤال المنصف الذي يردع كل ادعاءات المدعين - هل اسعاد ديانة على حساب ديانات ومجموعة بشرية على حساب مجاميع بشرية أخرى ؟ - وحقيقة الامر ابعد من ذلك ان كانت الدول المساندة للقرار الاستعماري العدواني الإرهابي ببعده الذي صرح به وزير خارجية بريطانيا العظمى بالفور شرقية وغربيه كان يجمعها رابط واحد وحيد الا وهو عدم تمكين العرب من امتلال ارادتهم وإبقاء وطنهم موحد الرضا وشعبا لان ذلك بالتأكيد سوف يكون حجر عثرة امام اطماعهم وتطلعاتهم الشريرة وخاصة منها الاقتصادية والعسكرية في حينه لما يمتلكه الوطن العربي من ثروات وموقع جيو استراتيجي في الإقليم لانه الجسر الرابط بين قارات العالم القديم كما هم يسمونه أي { اسيا واوربا وافريقيا } فبعد الإعلان تحرك الأشرار بكل قواهم لدفع مواطنيهم من اليهود الى الهجرة الى فلسطين مترافقا ذلك مع تكوين المليشيات الاجرامية التي امتلكت السلاح لتنتهك حقوق أبناء الأرض بالقتل والترويع لترك قراهم ومدنهم والتخلي عن أراضيهم وكحد ادنى القبول بما يحدده المعتدي والمنتهك المدعوم من قبل المحتل وادارته ، هذا المشهد المخيف للشعب العربي لم يقابله النظام العربي الذي نشأ ما بعد معاهدة سايكس بيكو التي قضت فعليا على وحدة التراب والشعب العربي والاتيان بحكام انتجهم دهاليز الجريمة وارتضوا خدمة مصالح دول الاحتلال بالموقع المهين امام الابعاد المتحققة بفعل الجريمة المركبة وعد بالفور المشؤوم وتجزئة التراب الوطني العربي الى دويلات ومحميات متصارعة بذاتها مع غيرها لان المحتل اوجد أسس الصراع من خلال الهدود الوهمية والحاكم المسلط على رقاب أبناء تلك الدولة وهو ليس من أبنائها وبهذا ما ذا سيكون فعل الحاكم بالتأكيد بما يخدم مصالح وخطط العدو الذي سلطه على رقاب الشعب وعليه فان كل الأفعال التي قام بها النظام العربي بالتأكيد لا ترتقي الى مستوى الحدث والاقتدار فكانت هناك أفعال نجدها بالتأكيد تدعم تطلعات قوى الاحتلال والجريمة فتم تشجيع المواطنين اليهود على الهجرة الى فلسطين المحتلة المغتصبة من عصابات صهيونية سلوكها القتل والابادة وصولا الى الإعلان الرسمي بقيام دولة الاحتلال والاغتصاب بمشروعية من الهيئة الدولية التي تم انشائها تحت عنوان إقرار السلم العالمي وحقوق الشعوب والتي اتخذت تسمية عصبة الأمم المتحدة وصولا الى الأمم المتحدة ومجلسها الأمني الذي غايته السامية كبح المعتدي وانصاف الشعوب المعتدى عليها الى يكون العصا الغليظة التي تدمي أجساد الدول والشعوب التي تعشق الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية فكانت الجريمة المتممة للوعد المشؤوم قرار التقسيم للتراب الوطني الفلسطيني ليقر جريمة المجرم المحتل ويعطي احقية العصابات التي تكونت من شذاذ الافاق المجرمون الذي اطلقوا سراحهم من معتقلات النازية ليبلوا بشرورهم ارض فلسطين وشعبها العربي المسالم فتحول أبناء الأرض الى الشتات لاجئين لاحول ولاقوه لهم سوى الوعود والشعارات الرنانة التي يرفعها النظام العربي ويقابلها بالخفاء الاتفاقات السرية والتعامل والوعود والعهود لكيان الاغتصاب والاحتلال حتى وصل الامر الى المكاشفة بدون حياء وخجل من أنظمة تدعي العروبة والإسلام وأخرى ترفع لواء التحرير بحركات بهلوانية ولكنها بحقيقتها متحالفة متعاونة لتحقيق البعد الاجرامي لقوى الشر المتمثل بالثالوث البريطاني الأمريكي الصهيوني الذي أسس كيان الجريمة في فلسطين بمباركة الشيوعية العالمية المتمثلة بصنمها الاتحاد السوفياتي ان كانوا شيوعيين عرب او غيرهم وتسارع أعداء العروبة والإسلام المحمدي الى اعلان البيعة للكيان المغتصب كنظام البهلوي في ايران والتركي الاتتوركي .. الخ ، اما على الواقع العربي فان القلب ينزف دما مكاتب تجارية وتبادل الوفود وايصال المقررات العربية بالسرعة الفائقة الى الصهاينة ليحسبوا لكل طارئ يحصل بفعل انظمه راديكالية كما هم يسمونها يغشون تعاطفها المطلق مع إرادة الشعب العربي فكان الحبيب بورقيبة او الداعين الى ان يكون هناك تزاوج بين المال العربي والعقل اليهودي أي التصالح والتعامل مع الدولة المحتلة للتراب العربي وهناك العلاقات السرية بين ملك المغرب حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر و ( إسرائيل ) في المغرب تحت رعاية الملك الحسن الثاني التقى فيه موشى ديان وزير الخارجية ( الإسرائيلي ) وحسن التهامي نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية ، والأردن والاجتماعات التي شهدتها الغور ، والسعودية وحكام الخليج ، والمهادنة بين النظام المصري ما بعد عبد الناصر رحمة الله وحافظ الأسد وصولا الى حرب تشرين ١٩٧٣ أي حرب التحريك التي أرادها العراق بقرار قيادته الوطنية القومية لتكون حرب التحرير الا ان هذا العشق القومي اجهض بوقف اطلاق النار واجبار القوات العراقية الرضوخ للأمر الواقع لان الساحة لم تكن مهيأة لاستمرار المعركة وقد رافق ذلك أفعال إجرامية الهدف منها تركيع الشعب العربي الفلسطيني ومن ابرزها معركة الكرامة التي وضع المقاتلين الفلسطينيين بين قوتين هدفهما انهاء الدور الفلسطيني الا وهم الصهاينة والنظام الأردني بسكوت حافظ الأسد وقبوله ، والعراق كان لاحول ولاقوه له سوى دعم المقاتلين الفلسطينيين بالمتطوعين العراقيين ليمتزج الدم العربي ويتم الحفاض على المتبقي من المقاتلين الفلسطينيين

يتبع بالحلقة الأخيرة





الجمعة ١٣ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة