شبكة ذي قار
عـاجـل











تمكنت الثورة خلال شهورها الثلاثة الأولى من تحقيق ما لم يحققه نظام الاحتلال خلال سبعة عشر عاماً مضت، من زرعه الأفكار الخبيثة من أجل تهديم النسيج الاجتماعي للعراق وتفكيكه وتفتيته.

يجوز القول إنه تمكن من إنجاح مخططه لبعض الوقت، بواسطة أدوات جنسيتها عراقية وولاءاتها أجنبية، والسبعة عشر عاماً الماضية كافية لتقييم التجربة التي جاء بها المحتل الأمريكي وسلمها للمحتل الإيراني الأخطر وباءاً عل العراق والعراقيين طيلة القرون الماضية،

وبعد محاولة المحتل الأمريكي ومعه الخبث الفارسي العميق من زرع الفتن وعلى رأسها الطائفية اللعينة ونخر عظام هيكل الدولة العراقية والفشل الكامل في إدارة الدولة وتفضيل المصالح الشخصية على مصالح الشعب، يقف الشعب العراقي بعظمته وتاريخه الشامخ رفضاً لهذه المخططات الإيرانية والأمريكية.

العائق الوحيد أمام الشعب العراقي، وهو نفسه عامل نجاح الثورة وانتصارها، هو وحدة الشعب العراقي ووحدة كلمته بعد نبذ الطائفية والعنصرية والمناطقية حيث نجحت ثورة تشرين بذلك، ويحتاج هذا الأمر إلى التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، وعلى الشعب أن يقول كلمته كفى فرقة، وكفى زرعاً للأحقاد والضغائن التي زرعتها الأحزاب الموالية لإيران وأمريكا.

لقد حاول أشباه الرجال من ذيول المحتلين من الغل والتشويه المتعمد للإساءة للنظام الوطني، وإظهار صورته أمام العالم وأمام الشباب العراقي الذي لم يتعرف جيداً على تلك الحقبة العظيمة من تاريخ العراق، وإظهاره بغير حقيقته، ومحاولة طمس الحقائق وطمس الإنجازات العظيمة التي تراها عيون العراقيين شاخصة أمامهم يومياً.

وفي مقارنة بسيطة للعقول السليمة سوف لن تجد هناك تكافؤ بين النظام الوطني ونظام العمالة وذيول الاحتلال، وقد نظلم الوطني فيها، فإنجازاته شاخصة بشهادة الذيول الذين يسكنون ويعملون ويسيرون ويتعالجون ويدرسون على منجزاته العظيمة، التي عجزت أيديهم عن صنع إنجاز واحد طيلة السنوات الماضية، لذا فأصبح حقاً على كل عراقي أن يتجرد من كل المسميات أمام الوطن، وأن ينقي الأنفس، ويبني النفوس الراقية المسامحة من أجل بناء الوطن، وأن يحكم العقل والضمير في أناس بنوا دولة عظيمة وقفت شامخة بشجاعة فائقة أمام كل المخططات الاستعمارية الخبيثة، وكانت تبني بيد وتقاتل في الأخرى.

العراق للعراقيين، ليس من حق أحد أن يلغي طرفاً على حساب طرف آخر، وعلى الجميع أن يشترك في بناء هذا الوطن، ولدينا تجارب عالمية كثيرة في هذا المجال، منها تجربة الاتحاد السوفياتي، وألمانيا، ويوغسلافيا، إن محاولة اقصاء أي طرف مهما كان فكره وانتماؤه تعني فشل آخر قادم، وعلى العراقيين الاستفادة من الدرس الماضي، والمضي نحو التقدم بروح وطنية عالية وبأخلاق عربية وإسلامية كبيرة، لأنها المخرج الوحيد لبناء البلد وازدهاره.





الاربعاء ١١ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العساف الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة