شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن صفقة القرن مخططا نازيا وفاشيا جديدا وإنما مخططا صهيونيا أمريكيا لمحوا الوطن وتدمير الأمة وشعوبها , مخططا إضافيا لتدمير ماتبقى من الأمة تأريخا وكيانا ومصيرا والذي أصبح في مهب التغييرات لنشر أذرع الأخطبوط الصهيوني في بلاد العرب .. وليس غريبا أو جديدا على الأمة وشعوبها من عدم نزاهة الدور الأمريكي فقد ولد هذا الدور وترعرع بأحضان اللوبي الصهيوني وسيبقى إن لم يستفيق العرب , ولكن الموجع أن كثيرا من العرب يبحثون عن الحلول وحتى اللذين إستفحلت بهم عبادة التبعية عبادة خرجت عن الأصولية والمنطقية خرجت تدافع عن القضية بلباس وزي عربي وبوجه غربي وقناع صهيوني مباركة من دعوات حاخامية غير آبهة بمستقبل الأمة وقضيتها ومصير شعب ينحر كل ثانية ودقيقه , أما من إبتعد عن الأحاسيس الوطنية وإنزلق في مصب العملة ذات الوجهين تفوح منه رائحة الخيانة للقضية تارة يصرخ وتارة يختار طرق ملتوية للوصول إلى الحل بواسطة قطار الذل والخضوع والخذلان لايمكن أن يكونوا إلا خنجرا مميتا بخاصرة الأمة وأبنائها.

ولكن طبيعة تعامل العرب مع القضايا المصيرية إختلفت تمام الإختلاف عن غيرها , وبدل من التعبئة وتهيئة ماتتطلبه خنادق المواجهه لدفع درك المخاطر عن شعوبها يلتجأ العرب إلى صرخ العرب وأجتمع العرب وقرر العرب وأخذ العرب وأعطى العرب وتنازل العرب وأنسحب العرب وخسر العرب , ولكن في االمطاف إختلف العرب وإبتعد العرب عن العرب وإتفق العرب على أن لايتفقوا مع العرب وهذه هي أحد مأساة العرب .. وبدل من أن يكثف المجهود لدعم أمة العرب.راح البعض من العرب يوجه الطعنات والإتهامات التي كانت وستبقى جرحا بقلب العرب

في الحقيقة إننا لانبحث عن الدلائل أو عن الحقائق , فحقيقة تضامن بعض العرب إتفق مع مصالح الصهيونية وأبعادها ومآربها ومنافعها وتوسعها , والدليل هو إبتعاد العرب عن وحدة المصير والقاسم المشترك والمصالح المتبادلة وعدالة القضية الأساسية وحقها الشرعي الذي يطرحها التأريخ.أما الحالة التي تمر بها الأ مة ويمر بها العرب حالة لاتبشر بالخير ولايحسد عليها أي عربي لأنها حالة التردي والتفتيت والتقاعس وتراشق التهم والإتهامات , وأوضاع دامية مزقت بها شرايين الأمة وأختفت الكثير من المطالب ودفنت الحقوق ونحرت الأشواق والحنين للتضامن والتكاتف وأصبح الصوت المناهض للهيمنة صوتا محرما بل ممنوعا لأنها تشكل خطرا كبيرا على مصالح القوى الخاضعة لقرارات الغرب , كما إستفحلت الأمراض جسد الامه وجسم العرب وتركت دون علاج بالرغم من خطورتها.

وما زاد الطين بله هو سوء التشخيص لأسباب عديدة منها النقص في الرؤية والثاني الركاكه في الموقف والثالث الإعتماد على صيغ غير عملية أو موضوعية والرابع الاستخفاف بمطالب الجماهير وتطلعاتها والخامس الإبتعاد عن المقومات الضرورية لغرض التعبئة والتحضير والمقاومة ناهيك عن تبذير الأموال والإنشداد إلى معسكرات الغرب والشرق وإغراق البنوك الغربية والشرقية بالأموال العربية دون العودة إلى التخطيط الاقتصادي المدروس الذي يتماشى مع مصلحة أمة العرب أما الخيانة والعمالة فقد تسابق عليها الكثيرون بعروض مختلفة منها رؤوس المناضلين العرب واللذين رفضوا الرضوخ للتطبيع والمعاهدات والإتفاقيات على حساب شرف أمة العرب وكرامتها وتمزيق حقوقها بعدالة القضية الأساسية ومحاولة إغراق جماهير الأمة بأحواض الإذلال والتبعية خدمة لرغبات المعسكرين الغربي والشرقي وللمصالح الصهيونية , ولكن وما هو أشد ألما إن الوسائل ألتي إتبعها الكثير من القادة العرب وأستعان بها الكثير من المسؤولين كانت مفزعه بدلا من أن تكون مبدعة وأستعان الكثير منهم بالموساد الصهيوني لغرض الإطاحة بالوطنيين والقادة المخلصين والأفياء لوطنهم مثلما اطيح بسيادة العراق عام ٢٠٠٣ وقادته الميامين ووقف العرب موقف المتفرج بل ساهم قسما منهم بنحر اأناء الوطن , وما هو مدمي ومؤلم للغاية أن التخاذل العربي على مستوى الحكومات آخذا بالنمو نحو الأسوا والدليل على ذلك خذل العراق من قبل الجامعة العربية الفاشلة بإحدى إجتماعاتها حيث اتخذ قرار عدم التدخل بالحرب ألتي اعلنت على العراق وكأن العراق بلدا لايعنيها وخارج خارطة أمة العرب وحرب لاتعنيها والشعب العراقي الذي يذبح هويته ليست بغربيه .. والحرب التي أعلنتها الصهيونية تعني العراق وشعبه فقط مع أن العراق أحد مؤسسي الجامعة العربية ومناصرا للشعوب المضلومة وموقفه البطولي والشريف إتجاه القضية العربية الفلسطينية وشعبها المناضل.نعم وهكذا هم العرب ولن يستفيق العرب وإن إستفاق العرب فسوف يستفيقوا على الوسادة الصهيونيه ولحافها وسرير أمريكا وأجراسها





الجمعة ٦ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة