شبكة ذي قار
عـاجـل











۞ مفهوم الولاء .. وحقائقه الثابتة.

۞ مفهوم الولاء المزدوج.

۞ الولاء للوطن أولاً وأخيراً.

۞ معايير الوطنية .. ومعايير السيادة الوطنية.

 

أولاً - هنالك مُسَلَماتْ ثابتة يعرفها الكثير من الناس على مستوى الداخل والخارج ، ويتغاضى عنها البعض لأسباب ، وهم بهذا يخالفون الحقائق والمسلمات التي تؤمن وتعمل بها الدول والشعوب على حد سواء ، ومن هذه المُسَلَماتْ ، أن الولاء للوطن هو الأساس لهوية الإنتماء للوطن ، والوطن في مفهومه العام يتكون من الأرض والشعب واللغة والقيم الاجتماعية والحضارية .. وكلها تتلخص بمسلمة لا تعلو عليها أخرى كالدين والمذهب.

 

الوطن هو الجامع الشامل لكل أفراد المجتمع الذين يعيشون على أرضه يترعرعون ويكبرون في أحضانه يتنفسون هوائه ويستعذبون جماله ويتغذون بخيراته ويشربون مياهه ويتغنون بمآثره وتراثه وبعمف حضارته ويعتزون بجذورهم الاجتماعية وانتسابهم لعائلاتهم وعشائرهم وشعبهم وبإرثهم الثقافي والحضاري .. وكل هذا يشكل أحد أهم عناصر القوة في مجتمع الدولة ، ومنه يتبلور الولاء للوطن ويصبح قامة هائلة من الأبداع والبناء والتضحيات.

 

فالولاء للوطن يُعَدُ الأساس لأي انتماء وطني - فمن ليس له ولاء وطني ليس له ولاءً قومياً بالضرورة - وإن هويته هي الهوية الوطنية وليست الدينية أو المذهبية .. هي هوية قومية متطابقة مع المقومات التي يتأسس عليها كيانه الوطني ، وهي الأرض والشعب واللغة والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة والتراث وعمق الحضارة .. تلك هي جذور الانتماء للوطن التي هي كما أسلفنا اساسية وما عداها ثانوي لا يشكل هوية الانتماء للوطن كالدين والمذهب .. مثلاً :

حين يسألك أجنبي ، من أين أنت ؟ ، وما هي هويتك أو جنسيتك ؟ ، من الصعب أن تجيب ، أنا سني أو شيعي أو كاثوليكي أو بروتستاني أو أرثودوكسي ، إلخ ، إنما تجيب ، أن عراقي ، وآخرون يجيبون ، نحن مصرييون ونحن سورييون وأردنييون وخليجييون وفرنسييون وبريطانييون وهنود .. إلخ .

 

ولا أحد يجيب حين يُسأل عن جنسيته وهويته وانتمائه فيجيب ، أنا بوذي أنا يهودي أنا مسلم أنا صابئي ، فالأديان والمذاهب لا علاقة لها بالهويات والانتماءات الوطنية والقومية .. فهي لا تمثل الانتماء القومي ولا الوطني ، حيث جاء بهذه البدعة الفرس الصفويون حين سيسو المذهب وسيسو الدين وألغوا القوميات الأخرى وباتوا يعملون على تدمير كل ما هو قومي أو ينتمي إلى العروبة ، وليس ذلك غريب طالما تشرب الفرس الصفويون بالحقد الأعمى على العرب منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام وحتى الوقت الحاضر .. يقول أحد أهم شعرائهم ( مصطفى بادكوبه ئي ) أمام جمهور كبير من الإيرانيين قبل بضعة سنوات :

 

إذا كنت إنساناً أيها الإيراني

ومن عرق فارسي

يجب عليك أن تترك الحج

وأنت من عرق إيراني

عار عليك

أن تذهب إلى الحج

أليس لديك شيء من عزة النفس ؟

عار عليك ..

يا رب خذني إلى أسفل السافلين

أيها الإله العربي

شريطة ، أن لا أحد عربياً هناك .. !!

أنا لست بحاجة إلى جنة الفردوس

إن كلام غاندي ، وأشعار هوغو

أشرف من مزاعم جاء بها القرآن .. !!

***

هذه هي الثقافة الفارسية المجوسية التي تطفح بالكراهية والحقد على العرب وعلى الإسلام وعلى القران ورموز العرب والمسلمين .. وسياسات حكوماتهم هي انعكاس لهذا القيح الذي ينز من ألسنتهم وسلوكهم في كل عصر .. فليطلع المخدوعين من العراقيين وخاصة قواعد الحشد الشعبي ، بنهج النظام الفارسي الذي يقوده علي خامنئي وذيوله في العراق.

 

نعود إلى موضوع الولاء للأجنبي والولاء المزدوج .. الأول خيانة وطنية تحاسب عليها قوانين كل أنظمة العالم السياسية بما فيها النظام الإيراني ، فكيف يسمح في العراق لولاء لدولة أجنبية هي إيران ؟ ، إن الولاء المزدوج هو في حقيقته ولاء لدولة أجنبية وفي الوقت نفسه ولاء لدولة أجنبية أخرى ، مثل الولاء إلى ايران والولاء إلى أمريكا ، أو الولاء لإيران والولاء إلى بريطانيا بحكم الجنسية المكتسبة التي حاز عليها الكثير من القادة في العملية السياسية .. فنسبة ( ٩٩% ) منهم يمتلكون جنسيات بريطانية وأمريكية وألمانية وإيرانية وغيرها وجوازات سفر أجنبية .. فولائهم المزدوج للدول التي اكتسبوا جنسياتهم بقوانين وتشريعات ويخضعون كـ ( مواطنين ) لتلك القوانين والتشريعات ويتابعون من قبل السفارات الأجنبية وخاصة السفراء والقناصل الأجانب ( فحيدر العبادي بريطاني الجنسية ويخضع لمسائلة السفارة البريطانية ووزارة خارجتها ) و ( برهم صالح بريطاني الجنسية ويخضع لمسائلة السفارة البريطانية ووزارة خارجيتها ) و ( عادل عبد المهدي فرنسي الجنسية ويخضع لشروط اكتسابها أيضاً ) .. هؤلاء أمثلة ساطعة على الولاء المزدوج ويخضعون لشروط اكتساب جنسياتهم الأجنبية ، فيما يعملون على تلبية وتنفيذ الأوامر والتعليمات الإيرانية ، فقيادة العملية السياسية الفاشلة والمأزومة معظمهم يحملون جنسيات أجنبية وولاءاتهم ولاءات مزدوجة ، فهم في عرف القوانين الوطنية خونة ، وفي عرف القانون الدولي من مرتكبي الخيانة العظمى .. فكيف لهم أن يحكموا العراق ويحكموا الشعب العراقي ؟.

 

أما قادة ميليشيات الحشد الشعبي ( هادي العامري ، وقيس الخزعلي ، ومقتدى الصدر ، والامي ، والولائي ، والكعبي ، والفياض والخراساني وغيرهم ) ، فهم يعلنون صراحة ولائهم لدولة أجنبية هي إيران ولقائدها ( علي خامنئي ) ، ويعملون ، بعد أن غادروا التقية الفارسية ، بوضح النهار على تنفيذ أوامر طهران بقتل الشعب العراقي الذي يطالب بحقوقه المشروعة ويطالب بوقف نزيف القتل والسلب والنهب لثروات البلاد والعباد والاستهتار بقيم السماء والأرض .

 

معايير الوطنية ، ومعايير السيادة الوطنية كيف نراها ؟

الوطنية هي أن يكون الولاء للوطن ولا وطن سواه أبداً ، كما أن الوطنية لا يعلو عليها دين أو مذهب مهما كلف الأمر .. الوطنية للوطن والدين لله .. يمكن للمواطن أن يكون مسيحياً أو مسلماً ، سنياً أو شيعياً ، ولكن ذلك لا علاقة له بالوطنية ، فالوطنية شيء والدين والمذهب شيء آخر ، فلا يجب أن يسود المذهب على الوطنية ولا أن يعلو الدين على الوطنية ، والوطنية تؤكد الانتماء للوطن لا الدين أو المذهب ، والوطنية تستوجب العمل الوطني وفي خدمة الوطن والتضحية في سبيله ، والتي تسمى ضريبة الدم الوطنية التي يضحي الجندي بروحه من أجل الوطن .. وترتبط معايير الوطنية بالسيادة ، فلا سيادة بدون وطن حر ومستقل ، ولا استقلال وطني بدون وطنية لا تخضع لشروط الأجنبي وتنحني لإملاءاته أو تنفيذ أوامره كما نرى كيف ينفذ الحشد الشعبي وقادته الذيول أوامر طهران وأوامر علي خامنئي .. الوطنية والسيادة الوطنية لا تستجيب لأوامر الأجنبي مهما كانت العلاقات واسعة ومتشابة ، فهناك دائماً معايير اسمها الوطنية والسيادة الوطنية .. فهل نجدها في حكومة المنطقة الخضراء وفي العملية السياسية المأزومة والطبقة السياسية الحاكمة وفي الأحزاب السياسية الموالية لدولة أجنبية هي إيران ؟! .

 

الوطنية نجدها في ساحة التحرير ، وفي ساحات الانتفاضات في المحافظات وفي شوارع المدن والقرى والقصبات وفي بيوت العراقيين .. وطنية صافية نقية تؤسس لنظام وطني يحكمه أبناؤه الكرام مهما تكن قومياتهم ودياناتهم شريطة أن يتحلى كل واحد منهم بالنزاهة والكفاءة والوطنية .. هذه هي المعايير الأساسية للاختيار !!.





الجمعة ٢٨ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة