شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كان متوقعا بأن الأوضاع ستنزلق داخل الوطن إلى غاية من الخطورة حيث وجد ت أمريكا أن ليس من مصلحة بلادها ترك تواجد النظام الإيراني على أرض العراق مما تعتبره تهديدا لمصالحها.وكما وجد النظام الايراني ليس من مصلحة بلاده أن تكون أمريكا قريبة منها وقواتها مما يعتبر تهديدا لتواجدها وإستفزازا لمصالحها داخل العراق وتهديدا لأهدافها التي رسمتها مابعد الإحتلال وأبعادها داخل العراق السياسية والاقتصادية والعسكرية وتهديدا لها , وهذا بالتأكيد ماأراده كلا الطرفين لتصفية نزاعهم وحساباتهم القديمة ومحاولة كل طرف منهم الغاء وجود الطرف الآخر بأساليب جديدة متصارعة قاربت على الاقتتال على أرض الوطن الجريح دون العودة الى أمنه واستقراره وماتمليه عليهم وماتقره الأعراف والقوانين الدولية وتحمل مسؤولية وخطورة تعريض العراق وأبنائه ألى دمار الحروب وويلاتها والخراب والكوارث التي ستنتج عن تلك الصراعات التي تحولت بسرعة فائقه إلى صراع عسكري بعد حادثة مقتل قاسم سليماني ومن كان بصحبته.ومن الملاحظ أن كل طرف من تلك الاطراف المعنية يحاول الإستنجاد بانصاره داخل الوطن لتبرير تواجده للدفاع عن مصالحه العسكرية والاقتصادية , فايران تستنجد بمن مهد لها طريق إستباحة الوطن من عناصر محلية تعاطفت مع نظام طهران ومثلت منهجيتها ومصالحها وكانت قريبة منها سارعت لتأمين حصتها من إمتيازات ومكاسب بعد الاحتلال.أما نظام طهران فقد سارع بتحقيق الأهداف وعناصره بعمليات عسكرية ومدنية إنتقامية لغرض ألاستئثار من الوطن بسبب الحرب التي خسرها نظام المعممين التي سعوا اليها وأوقدوا نيرانها , بعكس تطلعات العراق آنذاك السلمية بإحترام حسن الجوار وعدم التدخل بشؤونه الداخلية

بصراحة نجد أن أمريكا لاتقل خطورة وعدائا عن الطرف الآخر , أما الوطن فقد أصبح ساحة ليس للمناورات فحسب وإنما أرضا إتخذها الطرفان لتصفية الحسابات , فهناك الكثير من الاستفزازات التي أقدمت عليها القوات الأمريكية جوا محاولة لإشعال فتيلة الحرب لتبدا بالصراع الذي خطط له والعمليات الجوية التي داهمت بها الميليشيات الحشد الشعبي وسقوط الكثير من عناصرها كانت دليل على الرغبة الأمريكية بأشعال الحرب ولازالت أرادت من خلالها توسيع رقعة المصادمات وتوجيه رسالة إلى إلنظام الايراني وقادة الميليشيات من الحشد الشعبي منهم العامري وأبو مهدي المهندس بمن فيهم عناصر حزب الله العراقي سواء فوق الاراضي السورية أو العراقية حيث إستباحت الطائرات الامريكية المسيرة أجواء المنطقه بحجة مطاردة فلول وعناصر الدولة الاسلامية (( داعش )) , , لكن الأبعاد والمقاصد والأهداف كانت غايتها إستهداف عناصر الميليشيات وقياداتها المتواجدة والمنتشره في تلك المناطق

لقد إبتعد الطرفان عمدا بدليل نواياهم عن أية نوايا حسنة أو مساعي حميدة لتفادي الصدام وتجنيب العراق كارثة الحروب وترك العراق وشأنه كدولة مستقله لها كيانها وقرارها السياسي الحر وتحويل الصراع إلى رؤية تحمل هاجس المسؤولية والعقلانية وتجنب القوة المسلحة , وبما أن العراق بلدا ذو سيادة بعيد عن النزاعات الدولية أو الاقليمية هو بغنى عن تلك الصراعات على أرضه والغرور الذي ركب الطرفين وبرز العضلات وتصعيد لغة الحروب لم يعد تهديدا للعراق وسيادته ولمصالحه وإقتصاده وأمنه وإستقراره وأمن ابنائه فقط وإنما تهديد لإستقرار أمن المنطقة برمتها .. وفي الوقت الذي يتجنب العالم فيه الحروب وويلاتها راحت إيران وأمريكا من خلال التصفيات والقتل والتهديد والوعيد وإضرام النيران في السفارات تصعد من رغبتها لإشعال فتيلة الحرب متجاوزين جميع المخاطر وإتباع وسائل القتل وسفك الدماء لكي تقرع طبول الحرب وتبدأ التصفيات والاقتتال الدامي على أرض العراق والذي هو بغنى عنها وعن نتائجها وأنعكاساتها الخطيره وإفرازاتها وسلبياتها ومساوئها

إن ركوب مركب الجهل والغطرسة والغرور سواء من قبل أمريكا أو من قبل نظام طهرا ن ما هو إلا مؤشرا على أن كل طرف يحاول إستفزاز الطرف الآخر لإشعال فتيلة الحرب التي يريدها الطرفان بكل ثمن ولكن عندما تندلع الحرب وعلى نطاق واسع أو بالعكس , فالحرب هي الحرب ولكن لن تبقى بين علمين العلم الإيراني والعلم الأمريكي فقط بعد أن دفعت الولايات المتحده بتعزيزات عسكرية الى المنطقه وخصوصا الى العراق وكما عملت على تقليل موظفيها الدبلوماسيين غير الاساسيين في الوطن وإعادة النظر في خططها الحربية.ناهيك عن تفعيل (( إتفاقية الناتو حلف شمال الاطلسي )) والتي ستعتمد عليها الولايات المتحدة الامريكية بمن فيها تركيا والتي تربطها علاقات غير عدائية مع النظام الإيراني وتفعيل مانصة عليه المادة الخامسة من ميثاق الناتو ألتي أكدت على الدفاع الجماعي كمهمه أساسية للحلف

أما إيران فقادة حرسها الثوري ومنهم اللواء حسين سلامي وغيره ومن خلال تصريحاتهم المستمرة والمستفزه التي إعتبرتها أمريكا تصريحات خطيرة تنذر بالحرب فقد تحدثت مرارا وتكرارا عن إرساء ميزان قوى عسكرية ستجبر الولايات المتحده الامريكية على التراجع عن مواجهتتها مما اعتبرت الولايات المتحده ذلك استفزازا واستهدافا لقواتها في الخليج ناهيك عن ثمة أحداث اتهمت الدائرة الامريكية النظام الايراني بارتكابها معللة بذلك تصعيد وإستفزاز والجر الى حرب في الشرق الاوسط تريدها امريكا أيضا.أما الاحداث المتعاقبة بالتأكيد سترسم ملامح وطبيعة سيناريو المواجهة

وعملية إقتحام السفارة الامريكية في بغداد قبل أيام لم تكن إلا لدغة نحل وتعبيرا عن ردة قعل أو غضب حسب التعبير لكن تأثيرها السلبي على العراق كدولة كان كبيرا ومؤثرا مما جعل السفارات العالمية تعيد النظر بنقل سفارتها في بغداد العاصمه ونقلها الى شمالي الوطن .. أما إذا اندلعت الحرب فعلا

سيكون العراق طرفا بطاقاته وإمكانياته ووارداته وصادراته وكما سيعاني المواطن العراقي شر المعاناة وكما ستشمل البنية التحتية التي لازالت مهدمة التي هي بحاجة إلى البناء والتطوير , وواضح للجميع أن أنصار أمريكا وطهران لن يقفوا مكتوفي الأيدي , وإنما ستكون مساهماتهم زيادة للطين بله وسوف يختلط الحابل بالنابل وجريان الدماء لن يتوقف والضحية هو الوطن وأبنائه وأمنهم وإستقرارهم , أما مستقبلهم سيصبح مستقبلا مجهولا ,

ولكن السؤال المطروح من سيتحمل نتائج صراعات والنزاعات على أرض الوطن واضرارها بالتأكيد الجسيمة .. ومن هنا نود ان نعلنها بصراحة رغم من أننا نعرف نوايا الطرفان وأهداف صراعهم المستميت , ولكن إن رغبت أمريكا مقاتلة إيران لتقاتلها على أراضيها .. وإن رغبت إيران صراعا وقتالا مع أمريكا لتصارع وتقاتل على أرضها , , وأرض العراق ليست ساحة لتصفية حسابات الأفاعي وصراعهم من أجل المصالح والمكاسب والتوسع ومثل تلك الصراعات يجب أن تكون بعيدة عن الوطن ولاأعتقد أن لشعبنا في العراق مصلحة أو مكسبا او ايجابية بها , , أما مأساة خسارة الحروب وما ستسببها من ويلات ودمار سيتحملها الطرفان المتصارعان فقط وليس غيرهم





الجمعة ١٤ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة