شبكة ذي قار
عـاجـل










في يوم إستشهاده رجت الأرض رجا .. ونُكّست الأعلام .. وأُطفأت منارات وأبراجُ .. وحلّ الظلام كوكب الأرض حتى سطع القمر يحمل صورته ويراه محبيه في فلسطين وجنوب لبنان وأطراف عمان .. وقف صقر العرب صدام حسين عظيماً على منصة إستشهاده كما كان عظيماً في حياته .. وقف كالطود شامخاً تتكسر على أطرافه ما حملته العواصف وصافرات الرياح .. سقطت أمام حدة ناظريه كل أشباه الرجال ومعهم اّلة الموت والجحيم التي حملتهم وجاءت بهم من بعيد حيث مزابل البشر .. ما فادهم قناع خلفه إختبأوا وخرّوا صغاراً أقزاماً تحت أقدامه راكعين .. خاسئين خائبين حين ظنوا بمنصة إغتياله تحذيراً وتخويفاً لكل حر وثائر متمرد في وجه الطغاة ومصاصي دماء البشرية وفي وجه الظلم والتخلف والفساد والرجعية .. أرادوه عبرةً لأمة في يوم نحرها وعيدها .. فكانت كلماته القصيرة المقتضبة والأخيرة على منصة إستشهاده تحمل معاني ودلالات ورسائل عظيمة تنهل منها الأمة جيلاً بعد جيل .. نطق الشهادتين فتجلت معها كل معاني الصدق والأمانة وكذلك الإيمان الصادق بالله عز وجل ورسالته السامية التي نزلت على محمد عليه الصلاة والسلام وحملها من خلال أمة العرب للبشرية جمعاء .. مؤمناً بالله وقدره غير اّبه بمن خانه من أبناء جلدته وأمته فكان عمله خالصاً في سبيل لله وفي سبيل العروبة والإسلام ..

هتف للعراق عالياً وكان لذلك دلالة تشير لعظمة العراق والدور الريادي المنوط به تجاه أمته وقضايا تحررها ونهوضها وتقدمها , وكذلك دوره في حمايتها وتماسكها في وجه الذاريات والرياح الصفراء الاّتية من كل حدب وصوب مستهدفة وحدتها وإرثها الحضاري الرسالي ..

وهتف لفلسطين في اّخر كلماته .. عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر لتبقى حيةً خالدة في قلب ووجدان كل عربي ومسلم كحق أبدي مقدس لا يضيع مهما تهافت الضعفاء والمتاّمرين وتكالب المعتدين ..

نعم هي كلمات عظيمة في يوم إستشهاده واّخر كلماته تجلت فيها روعات المعاني التي تدعونا وتحفزنا على الدوام للثورة والثار للوطن والأوطان .. وتعلمنا أنه بنهج الشهادة ننتصر .. وتذكرنا بالجهاد في سبيل الله والنضال والكفاح في سبيل الأمة وأهدافها السامية والنبيلة مهما كلفنا ذلك من ثمن ..

وفي ذكراه الثالثة عشر نبرق التحايا لروحه الطاهرة وألف تحية لأرواح كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن حياض الأمة وقضاياها المصيرية وعهداً أن نبقى الأوفياء لرسالتهم وعهد دمائهم الزكية.





الاثنين ١٠ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة