شبكة ذي قار
عـاجـل










لأن الغزو المجرم للعراق عام ٢٠٠٣ م قد استخدم صيغة التحالف بين عديد دول، بزعامة أميركا، فإن العملية السياسية الاحتلالية قد تشكلت تحت غطاء من دول الطاغوت المجرم، وصارت حمايتها مناطة به، ومقاومتها بكل السبل هي ليست مقاومة أو مقارعة جهة دولية بعينها ولوحدها، بل لهذا الطاغوت الجمعي الغاشم، ورغم أن هذا التوصيف صحيح تماماً إلا أن بقاء أميركا وإيران وبريطانيا واستراليا واسبانيا إضافة للكيان الصهيوني والمال والإعلام الإقليمي والأحزاب والقوى والمليشيات التابعة لإيران في واجهة الإدامة والتغذية والحماية لجرائم العملية السياسية التي تتوزع بين القتل وبين التدمير ونهب الثروات والفساد المالي والأخلاقي المرادف والمتمم للنهب المنظم لثروات العراق، ولذلك فإن أي فعل عراقي مقاوم، مدني كان أم عسكري، هو في حقيقته يواجه هذه الدول والقوى ومالها واقتصادياتها وإعلامها.

لذلك نقول إن ثورة العراق التشرينية الباسلة السلمية هي ثورة ضد الطاغوت، وتواجه الطاغوت، ويسفك دم ثوارها الطاغوت، بشقيه المحلي والدولي، حتى لو بانت على سطح الأحداث بعض التقاطعات هنا وهناك بين أطراف هذا الطاغوت، فكيف يمكن لثورة شعبية سلمية معظم جمهورها من الشباب الذي حسبت أجياله على زمن هيمنة العملية السياسية بدستورها الأجنبي وبطائفيتها ومحاصصاتها وكل أنواع إجرامها أن تنتصر بسلميتها، وهل يمكن للعنف الثوري أن يكلل نهاياتها لتحقيق الانتصار المطلوب؟

سلمية الثورة سلاح فتاك، لم يحسب له ذيول إيران وعملاء أميركا وجواسيس الصهيونية ومرتزقة المال السياسي الموظف في تمزيق العراق حساباً، لأنهم كانوا على أهبة الاستعداد لمقاتلة من يرفع السلاح بعد أن يحشدوا معهم الطاغوت والجبروت الاحتلالي تحت يافطة مقاومة الإرهاب، سلمية الثورة قيدت السلاح الفتاك، وما سقط من شهداء وجرحى لحد اللحظة هو عربون تحرير الوطن والإنسان، إن الثوار يمتلكون السلاح والعتاد والشجاعة، لكن اختيارهم لهذا الطريق هو اختيار عبقري كما قلنا، ونكرر القول، وهذه العبقرية حجرت رد الفعل الأمريكي وقيدته وأحرجته وأجبرته على البحث في قواميس اللغة عن مفردات جديدة يتعاطى بها مع المشهد العراقي، وهي العبقرية الشعبية العراقية التي أسقطت الثياب عن الجسد الفارسي النتن وعرته خاسئاَ حقيراَ مجرماَ قاتلاً لا دين لديه ولا مذهب ولا إنسانية.

إن تواصل السلمية قد يطيل زمن الوصول إلى لحظة الانتصار قليلاً، وقد يضاعف التضحيات، لكنه وكما نرى كاجتهاد قد يخدم الثوار، ويجب أن يترافق مع الاستعداد لمرحلة لها وصف آخر مختلف قد تفرض حالها في المواجهة، إن الانسحاب السلمي من الساحات إن حصل لا سمح الله، دون تحقيق النتائج المرجوة من تحرير واستقلال ستكون له نتائج كارثية على العراق حاضراً ومستقبلاً في وجوده كوطن وفي وحدته ووحدة شعبه، لذلك فإن للسلمية حدود ستفرض حالها بعد الزمن الذي يراه الثوار وبعدها يجب أن :

أولاً : إعلان حكومة إنقاذ من الساحات وتعيين رئيس وزراء لها يختاره الثوار أيضاً.

ثانياً : فرض هذه الحكومة بعد حل البرلمان العميل وعدم القبول برئيس وزراء ولا بحكومة تشكلها العملية السياسية، لأنها ستكون مجرد امتداد لحكومات الفشل والفساد والإجرام السابقة.

ثالثاً : تهيئة حزام الحماية للحكومة الثورية من العشائر والقوى الوطنية المشاركة في الثورة دون الإعلان عن هويتها السياسية في مرحلة حقبة الإنقاذ.

رابعاً : تكوين لجان اتصال بدول العالم المختلفة لإيصال مطالب الشعب ومظالمه وحقوقه ولتوضيح قوائم الثورة الشعبية ومبرراتها.

خامساً : تشكيل لجان إعلام موحدة وناطقين باسم الثورة في كل محافظة.

سادساً : رسم خارطة تصعيد تتضمن تنويعاً مدروساً لفعاليات الثورة الجديدة والمتجددة.

سابعاً : تشكيل لجان دائمة للدعم اللوجستي في كل مدن العراق، والتحاق المدن التي لم تلتحق بالثورة إلى الآن.

إن القاعدة الذهبية لانتصار أية ثورة هي صمود الثوار وتوفير المدد البشري والمادي والاعلامي لهم، وكذلك توفير الحماية للصدور العارية المؤمنة من كواسر الغدر والعدوان المتوحش من قبل المليشيات الإيرانية، وبعض تشكيلات السلطة الأمنية، إن ردع القتلة ومواجهة عمليات الخطف والاعتقال والتعذيب هي عوامل اسناد ضرورية أيضاً.

النصر للعراق وثواره.
الله أكبر على أميركا وإيران وذيولهما المجرمة.






الاربعاء ٢٨ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة