شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يكون العراقيون المحتكون بأشقائهم العرب في كل أقطار الأمة، سواء على الأرض في تلك الأقطار أو عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، هم الأكثر معرفة بدلالات هذا العنوان الذي يطل على حقيقة كبيرة وناصعة ومشرقة، هي أن ثورة العراق قد عبرت حدود العراق فور انطلاقها لتشع بتأثيراتها الإيجابية على الامة كلها.

المتابع والمعايش لانعكاسات ثورة العراق على الواقع العربي يدرك وبحيثيات ووقائع ميدانية الزخم الهائل من المعنويات التي ضختها ثورة العراق الباسلة في صدور العرب، التي تهالكت أو كادت تتهالك بتأثيرات الإحباط وتراكم السلبيات نتيجة انهيار سدود الأمن القومي العربي بعد احتلال العراق وما تلاه من وقائع كارثية على العرب في كل مكان.

وثورة العراق فتحت الآفاق واسعة أمام الشباب العربي ليخططوا ويعلنوا فعلاً عن انكفاء حقب الخوف والرهبة والتردد التي كادت أن توصلهم إلى العجز والاستسلام أمام طغيان وجبروت الأحزاب غير الوطنية والقابعة تحت خيام الدول الأجنبية، وخاصة إيران وأميركا واللوبيات، والحركة الصهيونية المجرمة.

ثورة العراق كسرت شوكة الطواغيت، وبثت الشجاعة والبسالة والإقدام في نفوس ملايين العرب، بعد أن قدم شباب العراق يتقدمهم الشهداء الأبرار والجرحى والمعاقين والمغيبين عينات ونماذج وأمثلة عظيمة وخالدة في البسالة والإقدام والقدرات العجيبة على التحدي، ولعل انبثاق مسار جديد من بين ثنايا ساحات وشوارع الثورة في كل محافظات العراق ألا وهو مسار الوعي الوطني قائداً، الذي لطم وجه العملية السياسية الاحتلالية وتطبيقاتها القبيحة الشائنة في الطائفية والعرقية والمحاصصات والفشل والفساد، وجعلها تترنح وتختنق، حيث تم رفع منهج ورايات البديل الوطني الشامل الحر الأبي المستقل من قبل الشباب الثائر.

ونحن حين نسمي انتفاضة العراق المجيدة بـ ( الثورة ) فلأننا نعي ومقتنعون قناعات علمية ومنطقية أنها ثورة بكل مقاييس التغيير التي تقوم عليها ولأجلها الثورة، ولأن اشعاعاتها وإضاءات فعلها الجسور وإعلامها الذي فرض نفسه على الإعلام، حيث لا أدوات إعلامية للثورة غير سلميتها التي واجهها الطغاة عبيد إيران بالقتل بدماء باردة وبروح الجريمة الاحترافية، وبما تمخض عنها من نتائج أولية عميقة ومهمة وصادمة لكل العالم الذي كان قد خنع وبايع الغزو والاحتلال والعملية السياسية المجرمة.

ان تماهي وتماثل وتشابه وتناغم ثورة شعب لبنان البطل، من حيث الأدوات والغايات الشعبية الوطنية النبيلة مع ثورة العراق، إن هو إلا مظهر من مظاهر النسغ الموحد لثورة العراق مع تطلعات العرب للحرية والاستقلال والكرامة ومقاومة الذيلية والتبعية، وسيجد هذا التماهي تمثيلات أخرى في أماكن أخرى من الوطن العربي لا زال جمرها يتقد تحت سطح الأحداث.

والمؤكد أيضاً أن عيون ملايين العرب تتجه الآن، بل إنها متسمرة، على ما ستنتجه ثورة العراق من إنقاذ واستقلال وحرية.
 





الاربعاء ٢٨ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة