شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر الالماني ( جورج بوشنر ) يقول ( ان من يقومون بثورة إلى منتصفها فقط إنما يحفرون قبورهم بايديهم ) المواجهة مع عصابات الخضراء ( عندما نصفهم بالعصابات لان الدولة لا تقتل شعبها وانما هؤلاء من مافيات الجريمة المنظمة ) والمواجهة معهم ومع حلفائهم ليست سهلة ، لا سيما وأن عصابات الخضراء تستخدم اليوم كل إمكاناتها وقدراتها وعملائها وضغوطاتها من أجل أن تسكت صوت ثورة الشعب ، وتوقف هذا المد الثوري والجماهيري.

في هذه الايام العصيبة علينا الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم في معركة الاحزاب إجتمع الأحزاب وتداعت الجموع وأقبل الشر بخيله ورجله ، حول المدينة لسبب واحد لا غير { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ } وفي هذا الجو المكفهر والكرب الشديد إنقسم أهل المدينة إلى قسمين : قسم آمن بوعد الله وصدق بنصر رسالته { وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } فشدوا للقتال وقدموا المهج والأرواح وبذلوا الأسباب بحفر الخندق وكان أشد أمر عليهم نجم النفاق وفشل النّاس وعظم البلاء واشتداد الخوف وخيف على الذراري والنساء فقد أحاطوا بالجميع وادلهم الخطب بالأمة { إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم !

ولما أمر الله عز وجل بانجلاء الغمة وتفريج الكربة صنع أمراً من عنده، خذل به العدو وهزم جموعهم ، وساق نعيم بن مسعود للتفريق بينهم! والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى السماء «اللّهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللّهم اهزمهم وزلزلهم» وكان المسلمون يدعون ربهم "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".

فاستجاب الله الدعاء وبلغ الأمل وأذن بالنصر، و أرسل جنوداً من الرعب والريح قلبت قلوبهم وقدورهم، وقوضت قوتهم وخيامهم ودفنت رحالهم وآمالهم، فلم تدع قدراً إلاّ كفأتها ولا طنباً إلا قلعته! ولا قلباً إلاّ أهلعته وأرعبته.

أيها الشباب الثائر في ساحة العز والشرف ساحات الوطن لكي تستعيدوا ماتبقى منه بعد أن غاب الحس الوطني ان كل واحد منكم هو قائد لهذه الثورة المباركة.

نزلتم إلى الشارع من تلقاء أنفسكم.
واقفلتم الطرقات لان الكيل قد طفح , لذلك فإن ثورتكم هي ثورة فريدة في العالم لأنكم تعبرون عن وجعكم بفرح.

وانتم ما زلتم منذ شهرين تصرون على البقاء في الشارع في شكل فاعل إلى أن تسقط الحكومة وتتشكل حكومة من اختصاصيين وطنين ، وتبدأ محاكمة الفاسدين لاسترجاع أموالكم المسروقة، وتدار ملفات المشاكل الحياتية في شكل صحيح دون صفقات وسمسرات".

هذه العصابات القتلة المأجورين ما يزالون يكابرون حتى اليوم، ويرفضون تنفيذ مطالب الناس، وبدل أن يبادرون فوراً الى معالجة الازمة ما يزالون يراهنون على تململ المتظاهرين وتراجع همة الثوار .

أيها الشباب الثائر إنما النصر صبر ساعة وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال : " وإن النصر مع الصبر ".

فيا أيها الصامدون الصابرون المحتسبون في ساحات العز والشرف.

ما الشدائد إلا مقدمات النصر ، وما البلاء إلا تمهيد التمكين ، ومن أحسن من الله قيلاً ، وهو القائل : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) فأذكروا الله كثيرا واثبتوا ورددوا دوما : - ( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ … ) صدق الله العظيم

احذروا اعلموا ايها الثوار ان الصراع اليوم على اشده بين الدولة العميقة ( عصابات حزب الدعوة وعصابات أهل الباطل ) واركانهم وحلفائهم وبينكم وهم يراهنون على جزعكم وانسحابكم لينقضوا عليكم قتلا وتنكيلا واعتقالا وقد اعدوا كافة القوانين الحائرة بحقكم ، فلا تغادروا مواقعكم كما غادرها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما غادروا جبل احد لجني الغنائم فتمكنت قريش منهم وهزمتهم وأعلموا إن ضاعت الثورة ضاعت دماء الشهداء وضاع العراق وهيمنت ايران ومليشياتها وعملائهم على مقدرات البلد .





الثلاثاء ٢٠ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة