شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ هو صراع بين الشعب وذيول الاحتلال.
۞ صراع بين الشعب وطغمة الفساد والقتل الطائفي.
۞ صراع سلمي من أجل حياة حرة كريمة.
۞ الشعب العراقي لا علاقة له بالصراع الأمريكي - الإيراني.

يصور المغرضون وذيول السلطة الفاسدة أن الصراع هو صراع ( شيعي - شيعي ) ، ولكن هذا التوصيف مغرض وخبيث يلغي دور الشعب العراقي ونضاله وجهاده من أجل نيل حريته واستقلاله الوطني وبناء دولته ، كما ينطوي هذا التوصيف المغرض على نزعة التمسك بالسلطة حتى لو اقتضى الأمر القيام بمجازر جماعية.

ويصور آخرون من هذه الذيول بأن الصراع هو بين أتباع أمريكا وبين سلطة النظام في بغداد ، وهنا يبرز عامل التوصيف الخبيث الآخر وكأن جماهير الشعب التي انتفضت هي جماهير أمريكا خرجت ضد السلطة ، مع إخفاء آخر للفساد والسرقات وتدمير الدولة ونهب ثرواتها وتحطيم بناها التحية ومنع مشاريع التنمية فيها وتسهيل تفشي الانحطاط الأخلاقي والقيمي في المجتمع العراقي ، فضلاً عن السكوت على قتل أكثر من ( ٦٠٠ ) مواطن وجرح وإعاقة أكثر من ( ١٧٠٠٠ ) ألف مواطن ، سلميين يرفعون علم العراق.

لماذا الإدعاء بأن الصراع ( شيعي – شيعي ) ؟ :

لأن الغاية من ذلك هو تغييب دور الشعب أولاً وخلق حالة تصادم طائفي لتصفية الانتفاضة الشعبية العارمة ، التي أشعلت فتيلها رواسب وتراكمات الاحتلال الأمريكي والإيراني طيلة ستة عشر عاماً من الذل والقهر والموت ، فيما تمارس سلطات الاحتلال النهب والسلب والقمع ضد الإنسانية ، فكيف والحالة هذه لا يثور الشعب العراقي ليسترد حريته وكرامته ؟.

يمارس ذيول السلطة سلوكاً طائفياً اقصائياً في ظل ( دستور ) يدعي صانعوه الأجانب إنه يحتوي على الديمقراطية ، ولكن واقع الحال يكشف عن ثنائية إثنية - طائفية فاشية قل نظيرها في أنظمة العالم السياسية .

وحين يطالب الشعب بحقوقه وينزل إلى الشوارع سلمياً في مدن العراق وخاصة جنوبه والعاصمة بغداد تفتح على حشوده نار القنص ونار الأسلحة الرشاشة ونار المقذوفات الحارقة ونار المياه المحرقة .

والغريب في الأمر ، يدعي الذيول بشكل فاضح لا يقبله العقل أن الذي يفتح النار هم ( مندسون يمثلون الطرف الثالث ) ، ولكن ، من هو الطرف الثالث ؟ ، نراهم يلتزمون الصمت ولا يستطيعون كشفهم واعتقالهم ويظلون مجهولون ، فيما تعرفهم جماهير الحشود وتشخصهم وتمد أصابعها باتجاههم ( فصائل الحشد الشعبي الأمنية والاستخباراتية بزعامة ( قاسم سليماني ) و ( أريج مسجدي ) - سفير طهران لدى بغداد ، فالحالة مشخصة تماماً ولا تحتاج لخبراء في الأمن والاستراتيجيا ، حيث تكشف الحقائق والوقائع والقرائن والتحليل الميداني أن عناصر ميليشيات العصائب وبدر والخراساني هي المسؤولة عن القنص والقتل والخطف والاعتقال والمجازر التي حدثت في منطقة السنك والخلاني وساحة التحرير والناصرية والنجف وكربلاء والكوت وذي قار والبصرة وكل أقضية المحافظات ونواحيها ، فلماذا لا تقدم ذيول السلطة هؤلاء القتلة إلى القضاء ؟ ، لأن هؤلاء القتلة هم من ميليشياتهم وهي التي عملت ونسقت خطط الدهم والاجتياح والقتل وأصدرت أوامر بإطلاق النار ، فلماذا الإدعاء بأن الصراع ( شيعي – شيعي ) ؟ ، مع العلم بأن جموع الجماهير المنتفضة هي من كل أطياف الشعب تحمل علم العراق وترفع شعار العراق ، فوسائل شيطنة الانتفاضة وتلويثها بمسرحيات القتل والشنق باتت مسرحيات مكشوفة ومستهلكة لا يصدقها العالم ، لأن المنتفضين سلميون ويعلنون عن حاجتهم لبناء وطن والذي يريد أن يبني الوطن لا يخرب ولا يقتل ولا يسرق ولا ينتهك المحرمات والمقدسات.

الشعب العراقي وانتفاضته لا علاقة لهما بالصراع الأمريكي - الإيراني :

ذيول السلطة في بغداد مأجورون لسلطة ( قاسم سليماني ) ولا شأن لشعب العراق بأي نزاع أو صراع إقليمي أو دولي بين أمريكا وإيران مهما كانت الأسباب والنتائج ، فالعراق دولة فيها شعب عريق لا يدين لأحد لا لأمريكا ولا لإيران أو غيرها ، وعليه فلا يجب زج العراق وشعبه في أي نزاع سياسي أو صراع عسكري مهما كان نوعه أو شكله أو دوافعه أو مسبباته ، ويبدو أن ذيول إيران في سلطة بغداد يريدون أن يورطوا العراق وشعبه في ( صراع ) عبثي لا ناقة لشعب العراق فيه ولا جمل ، حين يتهمون حراك شعب العراق بـ ( مؤامرة ) أمريكية ، وأن انتفاضته العارمة بأنها حراك يختفي خلفه تآمر أمريكي على إيران ، وأن إيران ستضرب الوجود الأمريكي في العراق إذا ما تعرضت أمريكا لإيران ، هذا لغو فاضح لا تحكمه قواعد التحليل المنطقي والعلمي ، وهو بالتالي استهلاك محلي لتهيئة ساحة العراق لحرب وقودها شعب العراق ، وهذا ما قاله كبار قادة الفرس ، سياسيون وعسكريون ، بأن جغرافية العراق باتت مجالا حيوياً متقدماً للدفاعات الإيرانية .

ولكن الشعب العراقي لا يسمح بأن يعرض مصيره ووجوده لمثل هذا السلوك الإجرامي المدان دولياً ، ولا غرابة في منطق النظام الإيراني فهو يجند مواطني دول أُخرى لأغراض سياساته التوسعية ويجعل منهم وقود حرب ، فيما ينهب ذيوله أموال وثروات بلدانهم لتأمين مصادر الإرهاب في المنطقة والعالم.

صراع الشعب العراقي مع ذيول الطغمة الفارسية في المنطقة الخضراء ، هو صراع سلمي مكفول دولياً و ( دستورياً ) ، ولا يحق لأحدٍ من كان ولأي حجة أن يجابه شعب العراق وانتفاضته المباركة بالنار والاضطهاد والقمع ، فمنذ اندلاع الانتفاضة لم يظهر أي سلاح ولم يرفع أي شعار يدعو إلى حمل السلاح لأن الانتفاضة تريد أن تبني وطناً ، وأن منهجها البناء لا تخريب مبنىً أو إشعال النار في آخر ولا تسرق متجراً ، إنها تريد التحرر لبناء الوطن للجميع وبسواعد الجميع دون رايات خضراء وسوداء وصفراء عدا علم العراق ، وهذا ما تم تكريسه منذ اليوم الأول للانتفاضة في تشرين المباركة.

خلط الأوراق صنيعة ذيول السلطة ، وضع سيناريوات الفتك والخطف من صنيعة الذيول ، وضع مخطط عملية الاعدام في ساحة الوثبة مسرحية صنعتها السلطة لإظهار أن الصراع هو تصفية حسابات شيعية - شيعية بين ( ميليشيا بدر وميليشيا العصائب وميليشيا الخراساني بالضد من ميليشيا الصدر ) ، على أساس أنهم تحت سقف البيت الشيعي يتصارعون ، هذا السيناريو هراء في هراء ، لأنه يُغَيبْ جماهير الشعب العراقي المنتفض ويقزم القوى الوطنية العراقية جميعها - السياسية والاعلامية والفكرية والعلمية والثقافية - فضلاً عن جماهير الطلبة والخريجين والأطباء وذوي المهن الطبية والعمال والفلاحين ونقاباتهم واتحاداتهم المتعددة .

فهل يستطيع الذيول في سلطة بغداد وهم ( حفنة ) يمتلكون السلطة والقوة الغاشمة أن يختزلوا نضال الشعب العراقي الثائر في صراع ( شيعي – شيعي ) أو ( شيعي – سني ) أو ( عربي – كردي – تركماني ) أو ( إسلامي – مسيحي ) على وقع تصفية حسابات يعمل عليها ذيول إيران لخلط الأوراق من أجل البقاء في كرسي الحكم الفاسد إلى يوم يبعثون ؟!.

السيناريو هذا فاشل كما هو فاشل سلوك الذيول الإيرانية في الحكم منذ ستة عشر عاماً من سنيِّ الاحتلال الأمريكي – الإيراني الغاشم .

فيما تظل إرادة الشعب العراقي هي المنتصرة دائماً ، وهذا ما يقوله التاريخ في كل حقبه .

الاستعمار راحل لا محالة.





الاثنين ١٩ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة