شبكة ذي قار
عـاجـل










حيت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي جماهير العراق الثائرة التي انتفضت ضد الارتهان والفساد وقدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى وهي التي تستمر في نضالها لإسقاط العملية السياسية بكل رموزها وقواها على طريق استعادة السيادة الوطنية وانهاء الاستلاب الاجتماعي.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في مايلي نصه :

مرة جديدة تسطر جماهير العراق الثائرة ملحمة نضالية وهي تخوض صراعاً مصيرياً لأجل استعادة سيادتها الوطنية وإنهاء استلابها الاجتماعي.

لقد واجهت هذه الجماهير منذ انطلاقة انتفاضتها الثورية القمع السلطوي الميليشياوي بالصدور العارية والقبضات المرفوعة والأصوات المدوية ضد التغول والاحتلال الإيراني ومنظومة الفساد التي أنتجها الاحتلال الأميركي ركي واحتواها النظام الإيراني ومعها تحول العراق الى دولة فاسدة ونهبت ثرواته لتوظف في خدمة الاقتصاد الإيراني المتهاوي واملاء جيوب المتنفذين والعملاء على حساب قوت الشعب ورزمة حقوقه وخدماته الاساسية.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تواكب الحراك الثوري الذي تختلج به أكثر من ساحة عربية واهمه الذي تشهده ساحة العراق نظراً للاهمية المركزية التي يتبؤها موقع العراق في البنية القومية العربي توجه التحية لهذا الشعب العظيم الذي قدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومثلهم من المعتقلين والمفقودين لاسترداد حريته الوطنية وتوفير مستلزمات عيشه الكريم، وترى ان المجازر التي ترتكبها القوى السلطوية الموجهة من نظام طهران وآخرهما مجزرتي النجف الاشرف وذي قار لن تزيد هذا الشعب المتجذر بوطنيته والمشبع بعروبته إلا تصميماً على إكمال مسيرته النضالية التي يمشي طريق جلجلتها وصولاً لتحقيق أهدافه في إكمال تحرير العراق من الاحتلال الايراني وبقايا الاحتلال الاميركي وإعادة توحيده على الأسس الوطنية والديموقراطية.

إن القيادة القومية للحزب وهي تدين بشدة المجازر التي ترتكب بحق جماهير العراق في المحافظات والمدن والحواضر المنتفضة وتدعو إلى محاكمة مرتكبي هذه الجرائم باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وأفظعها مجزرة ذي قار، تدين في الوقت ذاته عدم الاكتراث العربي والدولي الرسمي والشعبي لما يتعرض له شعب العراق من قتل وقمع وتنكيل وهو يمارس حقوقه الطبيعية التي حفظتها له المواثيق الدولية وخاصة العهد الدولي للحقوق المدنية وأحكام القانون الدولي الإنساني.

إن القيادة القومية وهي تكبر بشعب العراق بكل طيفه السياسي والاجتماعي المنتفض وأشراف عشائره وإصراره على الوصول بثورته إلى مآلاتها النهائية في إسقاط منظومة الفساد وكل أشكال التغول الإيراني في مفاصل الحياة العراقية، ترى ان استقالة الحكومة تحت ضغط الشارع من ساحة التحرير إلى ساحات الجنوب والفرات الاوسط وشط العرب ليست هدفاً بحد ذاته او لأجل امتصاص ثورة الشارع المنتفض، بل يجب ان ينظر اليها بأنها مجرد خطوة على طريق إسقاط إفرازات الاحتلال بطرفيه الأميركي والإيراني، وكمدخل لا بد منه لإنتاج عملية سياسية جديدة تحاكي مطالب الشعب التي رفعها من خلال انتفاضته الثورية والتي لخصها بشعاره الوطني : ( إيران برا برا .. بغداد حرة حرة ) كما بشعارات تتعلق ببناء العراق بناء وطنياً استناداً إلى دستور جديد ينطوي على حماية المقومات الأساسية وخاصة وحدة الأرض والشعب والمؤسسات وإلغاء قوانين الاجتثاث والإقصاء وإعادة بناء الجيش العراقي على قاعدة قانونه الأساسي الذي تنحصر فيه مهمة حماية الأمن الوطني بكل أبعاده ومضامينه وإنهاء وجود التشكيلات الميليشياوية التي عبثت بأمن البلاد والعباد ولم تتوان عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب منذ قدمت نفسها تحت مسمى الحشد الشعبي المرتبط بمركز التوجيه والتحكم الإيراني.

ان العملية السياسية التي تلبي الحاجة الوطنية هي التي تضع ثروة البلاد في خدمة إنماء الاقتصاد الوطني وتوفر مقومات الأمن الحياتي لكل شرائح المجتمع، وتعيد لهذا الشعب سيادته على مقدرات بلاده باعتبار ذلك حق وطني غير قابل للتصرف به إلا بإرادة الشعب الوطنية.

إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر ان احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني هو الذي ادى الى انهيار السد القومي، ومكن النظام الإيراني من تخريب العراق وتدمير بنيته الوطنية والمجتمعية مستفيداً من المناخات التي وفرها الاحتلال الأميركي، ترى ان وضع حدٍ للانكشاف القومي يبدأ من العراق.

وعليه فإن تمكن الانتفاضة من تحقيق أهدافها ببعديها الوطني والاجتماعي لن ينهي حالة الاستلاب الوطني والاجتماعي التي يعاني منها منذ ستة عشر عاماً وحسب بل سيكون دفعاً لحركة النضال القومي التي تواجه أعدائها المتعددي المشارب والمواقع من المشروع الصفوي المجبول بالحقد الشعوبي الدفين ضد العروبة إلى المشروع الصهيوني الذي تغذى بشحنة دعم امريكية جديدة بعد القرار الأخير باعتبار المستوطنات لا تخالف القانون الدولي.

ان الغرب الدولي كما الشرق الإقليمي استقوى على الأمة العربية واستباحها لأن أمنها القومي انكشف بانكشاف أمن العراق الوطني.

وعليه نعيد التأكيد ان الأمن القومي العربي سيعود للتظلل عندما يستعيد العراق أمنه الوطني وهذا ما ترمي الانتفاضة الوصول إليه، وها هو شعب العراق بدأ يقف على الأرض الصلبة التي رويت بدماء الشهداء وهو دم غالٍ على جماهير العراق كما على جماهير الأمة وقد أثبت شعب العراق من خلال ماضيه ان دمه ليس ماءً وهو لن يذهب هدراً بل سينتج ربيعاً عربياً جديداً.

تحية لهذا الشعب الصامد الصابر ولتطلق أوسع حملة دعم سياسي وشعبي عربي انتصاراً ودعماً لهذا الشعب الذي يرسم ملامح مستقبل العراق الوطني كما مستقبل الأمة.

والمجد والخلود للشهداء الذين رووا الأرض الطيبة بدمائهم الذكية.

الشفاء للجرحى و للإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين والخزي والعار للخونة والعملاء والذين ارتضوا ان يكونوا أدوات تنفيذية لنظام ملالي طهران وكل من يضمر شراً بهذا الشعب الذي يعيد الاعتبار للقضية الوطنية العراقية بما هي قضية تحرير وتوحيد وعدالة اجتماعية.

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٣٠ / ١١ / ٢٠١٩





الاحد ٤ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة