شبكة ذي قار
عـاجـل










جريمة جديدة تضاف لسلسلة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية بحق الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية تمثلت في اّخر تغريدة لوزير الخارجية الأمريكية ( مايك بومبيو ) الذي إعتبر المستوطنات الصهيونية في الأراضي المحتلة عام ٦٧م شرعية وغير منافية للقانون الدولي الذي ينظر للأراضي التي إحتلت عام ١٩٦٧م أنها أراضي محتلة وخاصة الشعب العربي الفلسطيني ويعتبرها وفق قرارات الشرعية الدولية أراضي تخضع للإحتلال العسكري الإسرائيلي بالقوة الغاشمة , وتنطبق عليها تماماً إتفاقات جنيف الرابعة التي تؤكد بوضوح أن تلك الأراضي عربية ولا يجوز تغيير الأوضاع الديمغرافية والسياسية فيها , وأي تغيير يعتبر باطلاً ولا يعتد به , والأمم المتحدة لا تقر ولا تعترف بالتغييرات التي أحدثها الإحتلال ومجمل سياساته الإستيطانية والتهويدية العنصرية في كافة الأراضي التي إحتلتها ما يسمى ( إسرائيل ) عام ١٩٦٧م وأكدتها في قراراتها التالية والتي كان اّخرها قرار مجلس الأمن الدولي بأغلبية ساحقة وإمتناع الولايات المتحدة عن التصويت والذي يحمل الرقم ٢٣٣٤ ويكرر مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لجميع أنشطتها الإستيطانية والتهويدية في فلسطين وعاصمتها القدس العربية.

وتأتي الجريمة الأمريكية هذه إستكمالا لجرائم سابقه أعلنها سيد البيت الأبيض المأفون ( دونالد ترامب ) الذي إعترف رسمياً بشطري القدس عاصمة لدولة الإستعمار الكولونيالي الصهيوني , وكذلك حق الإحتلال بالسيادة القانونية التامة على ما يربو على الستين في المئة من أراضي الضفة الغربية والجولان السوري المحتل , إضافة لأداة القتل والجريمة التي عمدت الولايات المتحدة تزويدها للإحتلال الغاشم منذ قيام الدولة العبرية الفاشية , ومدها بجسور السلاح الفتاك والمتطور الذي إستخدمه جنود الإحتلال في قتل مئات الاّلاف من الأبرياء العرب والفلسطينيين وإرتكاب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي المنظم التي أودت بنصف السكان الفلسطينيين خارج أوطانهم في مخيمات اللجوء والجوع والعراء , مما يؤكد صراحةً الشراكة الأمريكية الواضحة في كل تلك الجرائم المرتكبة بحق الشعب العربي الفلسطيني , ويشي بجلاء حقيقة الوكر الأمريكي الراعي للجريمة الدولية والإرهاب العالمي والرافض جملةً وتفصيلا لكل المباديء الإنسانية وكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

وأزاء تعري الولايات المتحدة وجلاء وجهها الحقيقي الراعي للإرهاب والجريمة لم يعد مقبولاً عربياً وفلسطينياً الوثوق بالسياسات الأمريكية الداعمة والمنحازة أبداً للإحتلال والإستيطان والتهويد والعنصرية المقيتة والإرهاب ليس في فلسطين وحسب .. وإنما في كافة الأقطار العربية ومنها دول الخليج العربي المتحالفة معها وتغدر بها مع الجانب الإيراني الطامح بإعادة هيكلة الإمبراطورية الفارسية على حساب الأراضي العربية وفي المقدمة منها الدول الخليجية مما يستوجب وقفة عربية حقيقية تكون بمستوى التحديات الجسام التي تواجه المشروع القومي التنموي وحالة التاّكل والإنهيار الشامل التي تعيشها أقطار الأمة في هذه الاّونة , وهنا يقع أيضاً ولزاماً على الكل الوطني والقومي وضع البرامج النضالية الملائمة والمناسبة لحجم الهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وشطبها تماماً من معادلة الحضور الإنساني والأممي , وكذلك النيل من وحدة الأمة ومشروعها التحرري النهضوي التقدمي من خلال إغراقها في أتون الحرب الأهلية والفتن الطائفية والنعرات القطرية والمناطقية .. وبحور الجهل والتخلف والنكوص والرجعية والذيلية بين الأمم.

المطلوب إذاً صفعة فلسطينية أولاً وعربياً ثانياً ودولياً ثالثاً لصفقة العصر الأمريكية الصهيونية ومجمل السياسات الأمريكية الراعية للإرهاب والإحتلال والإستعمار وضرورة لجم جموحها نحو زعزعة الأمن والإستقرار الدوليين وما يترتب على ذلك من حروب وسفك دماء بات المجتمع الدولي يمقتها والمطالب اليوم أيضاً بإتخاذ قرارات شجاعة قادرة على وقف التغول الأمريكي الصهيوني في الجريمة والإرهاب , وتنصف الشعب العربي الفلسطيني وتعترف صراحةً بحقه في العودة وتقرير المصير وأقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.





الثلاثاء ٢٨ ربيع الاول ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة