شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ الولاء للوطن .. ضمانة للأمن والسيادة والمصالح الوطنية.

۞ الولاء للطائفية والعرقية خيانة وطنية.

۞ الهوية الوطنية تنتفض لتضع حداً للطائفية والعرقية.

۞ التعددية الوطنية الشعبية ، السبيل الوحيد للحرية والاستقلال الوطني.

لم تكن انتفاضة الشعب العراقي المليونية وكذلك الشعب اللبناني قد برزتا صدفة ، إنما نتيجة تراكمات هائلة من القهر والإذلال والحاجة إلى الحرية ، التي يقرها الدستور ويغيبها الفساد والولاء الطائفي ، الأمر الذي وضع الشعبين العراقي واللبناني أمام اختيار إما الولاء للطائفية التي عرفت نتائجها وإفرازاتها طيلة عقود وبين الولاء للوطن وهويته وإنتمائه ، فالولاء للطائفة عابرة للحدود قد أفقر الشعب العراقي واللبناني ، وشل حركتهما نحو التقدم ، وبعثر ثرواتهما وهدد أمنهما الاجتماعي وسلامتهما الأقليمية ، لأن الطائفية عابرة للحدود تفرط وتنتهك السيادة الوطنية لحساب دولة أجنبية فلا معنى لمن يرفع شعارات الطائفية والعرقية الادعاء بوطنيته لأن سلوكه يتعارض مع انتمائه ويتطابق بصورة مطلقة مع منطلقات الدولة الأجنبية الطائفية .. والقاسم المشترك للطائفية ، لكل من العراق ولبنان ، هي إيران الفارسية ونظام التشيع الفارسي الذي يلغي الوطنية جملة وتفصيلاً.

الولاء للوطن يعلو على كل المعتقدات الإثنية والدينية .. كيف ؟ :

١ - المواطن العراقي واللبناني وغيرهما في كافة أنحاء العالم لا تتحقق مواطنتهم الحقيقية إلا ( بقسم الولاء للوطن ) وليس لغيره ، والمعنى في ذلك ، أن المواطن له حقوق وله واجبات يكفلها الدستور ، وقوانين تشترط العدالة ولا تجاري أحداً في الدين والمذهب والطائفة ، إنما تضع الجميع في ( خانة المواطنة ) وتعتمد على ثلاثة معايير أساسية في اختيار القادة في البرلمان والحكومة وسلطاتها ، وهي ( النزاهة والكفاءة والوطنية ) ، معايير ثلاثة يصعب فك عراها في التشكيل السياسي والإداري بأي حال من الأحوال ، وإن أي حكومة تفرط في موضوعة المواطنة وترجح الولاء للطائفية فكراً وسلوكاً وتعاملاً ، فإنها تفقد تلقائياً شرعيتها التمثيلية ، ومن الصعب قبول حالة مواطن واحد من مواطنيها وهو يعلن أن ولاءه لدولة أُخرى أجنبية .. فقوانين الدولة تعتبره عميلاً وخائناً ، فالولاء لدولة أجنبية أمر غير مقبول لا في دساتير العالم ولا في عُرف الشعوب ، فمثلاً : إيران ذاتها هل تقبل أن يعلن أحد مواطنيها أو مجموعة من شعوبها لأية دولة أجنبية ويعمل جهاراً من أجلها وينفذ سياساتها وهو على الأراضي الإيرانية أو في خارجها ؟ ، لا أحد يقبل الولاء لدولة أجنبية مهما تكن الأسباب والحجج والذرائع ، إلا حكومة الاحتلال في بغداد التابعة لنظام طهران ، وحكومة لبنان الأسيرة تحت حراب حزب الله الإيراني الطائفي ، الذي يهدد لبنان الدولة ولبنان الشعب بالقمع والنزول إلى الشوارع لفرض إرادته الطائفية بالقوة تنفيذاً لسياسة إيران !!.

٢ - لماذا يُعلن فالح الفياض والمالكي وعمار الحكيم وقيس الخزعلي والمهندس والعامري وغيرهم ولائهم لإيران من بغداد ، فيما تلقي إيران القبض على أي إيراني يعلن أفكاره ومعتقداته المعارضة لنهج سلطات طهران القمعية ويتهم بأنه جاسوس ؟ ، ولماذا يُعلن " حسن نصر الله " زعيم حزب الله الإرهابي ولاؤه للدولة الإيرانية ولنهجها الطائفي ومن على الأرض اللبنانية دون أن يكترث لدستور الدولة اللبنانية الذي يؤكد على المواطنة والسيادة الوطنية ؟! .. كما أن بعض رجال الدين في ( الحوزة ) العلمية في النجف وفي أحد أوجهها يبطنون الولاء للدولة الإيرانية تحت سقف الولاء للمذهب التشيعي الفارسي حصراً .. وهذا يمثل كارثة تضع الوطن في حالة التخندق والتمزق والاقتتال الذي ينسف الأمن الوطني العراقي ويهدد الشعب العراق.

٣ - هذا الواقع المؤلم وخلال ستة عشر عاماً من الاحتلال الأمريكي والإيراني قد فرض استقطاباً جماهيرياً واسعاً تبلور ليضع الهوية الوطنية العراقية في المقدمة ، الأمر الذي يكرس ويعمق واقع الانتماء الوطني لعموم المواطنين العراقيين دونما استثناء ، يرفض الطائفية والطائفيين والفساد والفاسدين والكذب والكذابين والدجل والدجالين الفرس وأذنابهم ومرتزقتهم ، كما يرفض مظاهر العنف وسياسة الكراهية ويعمق احترام المواطن ويضعه بكل صدق أمام حالة ( الواجبات والحقوق ) التي يكفلها التشريع القانوني الوطني ويدعمها الدستور الوطني الذي يحفظ للمواطن حقوقه وكرامته ويمنع ظهور أي مظهر للعنف والإرهاب والكراهية والتطرف حين تسود وتتكرس سياسة الهوية الوطنية ، ولا مجال للحديث عن الطائفية والميليشيات الطائفية بوجود جيش نظامي وطني ولا حاجة لكتل نيابية وأحزاب طائفية ترتبط بالخارج تُسَيِرُ العملية السياسية المأزومة ولا حاجة لدستور ملغوم يعد السبب في تكريس المحاصصة الطائفية ليحل محله دستور وطني تصيغه عقول وطنية عراقية لا تجد فيه غير العدالة والمساواة وحكم القانون الذي يكرس حكم الشعب وهو مصدر السلطات ولا سلطة فوق الشعب .. الولاء للوطن وليس لغيره من الولاءات.

٤ - على العالم أن يعي جيداً أن ٤٠% من ولادات العراقيين جاءوا إلى الدنيا بعد عام الاحتلال ٢٠٠٣ وشعب العراق تعداده يقترب من ٣٨ – ٣٩ مليون نسمة ، هم الآن رأس الانتفاضة الجماهيرية غير المسيسة تدعمهم جماهير الشعب بكل شرائحه وأطيافه ، يعانون وعوائلهم الاضطهاد والظلم والتهميش والإذلال فكيف لا يثورون ومستقبلهم مجهول ؟ ، وكيف لا يدركون أن الفاسد يتحدث باسم الدين ، والمرتشي يتكلم باسم الدين ، ورجل السياسة لا يتحرك إلا بمباركة رجل الدين الطائفي ، ورجل الدين يسرق ويهرب المخدرات تحت عباءة الدين ، والسياسي يرتكب الموبقات ويمارس السرقات باسم المرجعية .. يرى هذا الجيل ميليشيات تمجد إيران ولا تمجد العراق تقبل أرجل الإيرانيين وتزج برجال العراق ونساءه في السجون والمعتقلات ، يرى إيرانيون يهندسون وضعاً في العراق يتوافق مع الهيمنة الإيرانية تمارس فيه الاغتيالات والاعتقالات والانتهاكات والسرقات والفساد الذي بات مصدراً للتفسخ الأخلاقي والقيمي في المجتمع العراقي ، وليس هناك من خلاص غير الثورة .. وكيف يفهم جيل ما بعد الاحتلال كل هذا الوضع المأساوي منذ ولادته حتى ما قبل نزوله إلى الشارع ؟.

انتفاضة الشعب العراقي المظلوم ستنتصر ولا مناص من انتصارها عاجلاً أم آجلاً إنها حتمية الصراع بين الخير والشر ، بين الشعب وقتلته وسارقي لقمة عيشه وساحقي كرامته !!.





الاحد ٥ ربيع الاول ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة