شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اليوم الأول للإعلان المشؤوم عن قيام ما يسمى دولة الإرهاب ( إسرائيل ) على حساب الأراضي العربية الفلسطينية كحصيلة مؤكدة لمؤامرة صهيوإمبريالية تستهدف الوطن العربي برمته وفي القلب منه فلسطين , حيث لجأت قوات الإحتلال ومعها كل العصابات الصهيونية منذ ذاك الأعلان الأسود في تاريخ أمتنا لممارسة أبشع صور القتل والهتك والطرد والتعذيب والقمع والتجويع والحصار وسرقة الأراضي ومصادرتها لصالح مشاريع التهويد والإستيطان , وإرتكبت في سياق ذلك عديد المجازر الوحشية التي بلغت حد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب , إضافة لسياسة الترانسفير الممنهجة التي عمدتها سلطات الإحتلال وهدمت بموجبها مئات القرى العربية الفلسطينية , وأسفرت في نهاية المطاف عن تهجير وجلاء الملايين من أبناء شعبنا المشردين في أصقاع المعمورة ومخيمات اللجوء المنتشرة في الأقطار العربية المجاورة.

ومنذ البدايات الأولى لنشوء دولة الإحتلال الفاشية عمدت سلطاتها المجرمة على تشييد مئات السجون والأقبية المظلمة التي إبتلعت في عتمة زنازينها مئات الاّلاف من الفلسطينيين ذكوراً وإناثاً وأطفالاً ممن مورس بحقهم أبشع صور وصنوف التعذيب والقمع في أقبية التحقيق نجم عنها إزهاق أرواح المئات منهم والاّلاف ممن شلت أطرافهم وأعدمت حواسهم ناهيك عن الحالات النفسية الناجمة عن شدة التعذيب والشبح والتعليق في أسقف تلك الأقبية التي تشبه أوشفتزات النازية وباستيلات الفاشية .. ضاربين عرض الحائط كل محددات الشرعية والقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة والخاصة بأسرى الحرب والمعتقلين السياسيين زمن الإحتلال وطرق مقاومته بكافة السبل التي كفلتها الشرعية الدولية.

إن ما جرى مؤخراً بحق المناضل العنيد سامر العربيد وتحديداً في الخامس والعشرين من أيلول ٢٠١٩ وسط رام الله .. يعد شاهداً اّخر على وحشية الإحتلال وجنوده وأجهزة مخابراته الذين إختطفوه من أمام منزله والى جانبه زوجته , حيث إنهالوا عليه ضرباً مبرحاً بأعقاب البنادق وإقتادوه الى حيث أقبية الشاباك الصهيوني , وتعرض هناك لأبشع صور التعذيب ظنناً منهم بالقدرة على إنتزاع الإعتراف منه حتى هشموا رأسه وحطموا قفص صدره وهتكوا أحشائه وأعضاء جسمه الى حد الفشل الكلوي والموت السريري , وهو يركد هذه الأثناء في مستشفيات العدو في حالة الخطر الشديد بشكل يهدد حياته , وقد يسجل رقماً جديدا في سجل الشهداء الخالدين بسفر النضال الوطني والقومي المتواصل أبداً حتى كنس الإحتلال ومستوطنيه وتبييض كافة السجون من أسرى الحرية وقيام دولتنا العربية الفلسطينية المستقلة والعتيدة على كامل ترابنا الوطني بعاصمتها الأبدية القدس الشريف.

كما وتأتي جريمة الإحتلال الفاشي هذه بحق المناضل الوطني سامر العربيد كدليل اّخر على مواصلة الإحتلال كافة جرائمه بحق الشعب العربي الفلسطيني الأعزل في ظل صمت دولي مريع وحالة عجز وشلل تام لكل المنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة .. والغير قادرة أساساً على لجم الإحتلال والحد من جرائمه البشعة بحق الأنسانية والأبرياء من أبناء شعبنا الذين يكابدون الإحتلال وويلاته منذ ما يزيد على السبعون عاما تحت نير العنصرية والفاشية ورحلة الاّلام والمعاناة الطويلة .. مما يستدعي وقفة فلسطينية وعربية جادة وعلى كافة المستويات الشعبية والرسمية وفي كل العواصم العربية والميادين الفلسطينية تعيد خلط الأوراق وتشكل ضغطاً حقيقياً على الإحتلال ومجمل سياساته الإرهابية وتدفعه نحو المزيد من التقهقر والإنهزام أمام ضربات المقاومة الموجعة للإحتلال ومعاونيه محلياً وإقليمياً ودولياً ..





الثلاثاء ٢ صفر ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة