شبكة ذي قار
عـاجـل










۞ قرار الحرب ، فتوى في ( قم ) ، وميدانها العراق .

۞ من هو الملا كاظم الحائري ؟ ، ومن يتبعه في العراق ؟ .

۞ ماذا يقول المرجع الملا علي السيستاني في هذه الفتوى ؟ .

۞ ثم لماذا يفتي رجل الدين الفارسي في إعلان الحرب ، ولا يقرر رجل الدولة الإيرانية الحرب المحتملة ؟ .

في خضم المناكفات الكلامية والتصعيد في التصريحات ، وفي ضوء الفعل العسكري الذي قامت به طائرات مسيرة بقصف مقرات ومخازن صواريخ تابعة للدولة الإيرانية التي تريد ( أن تمسح إسرائيل من على الخارطة ) ، باعتراف مسؤولون صهاينة ، مثل ما فعلوه سابقاً إزاء مركز الأبحاث ومفاعله النووي بالقرب من بغداد عام 1981 تحت ذريعة ( أمنهم القومي ) .

أولاً-  في خضم هذا التصعيد تبرز تساؤلات غاية في الأهمية تتناول أيضاً تساؤلات جاءت في المدخل ، تمثل سلوكاً إيرانياً يحمل وجهين متناقضين وقاسمهما ( إزدواجية ) تعبر عن موقف الدولة الإيرانية وموقف الدولة الدينية الإيرانية في صيغة مركبة تتبنى منهجاً عدوانياً على جوارها وعلى العالم :

-   الملا ( كاظم الحائري ) : هو أحد مراجع المحفل المذهبي الفارسي في مدينة ( قم ) الإيرانية ، يتبعه في العراق ( مقتدى الصدر ) ، الذي له مساحة أو هامشاً للمناورة على ساحة العراق في شكل تظاهرات واعتصامات وتهديدات فارغة ، كلها تدخل في سيناريو مرسوم له في طهران .

-   يطلق الحائري فتواه بإعلان فصائله الميليشياوية المسلحة في العراق ( عصائب أهل الحق – قيس الخزعلي ) ، الذي انشق عن تيار مقتدى الصدر بناء على تخطيط إيراني يقضي بتعدد فصائل الميليشيات وتعدد مسمياتها .. فهذا الفصيل هو الذي استجاب لفتوى الحائري بضرب الوجود الأمريكي - سفارة وقنصليات وقواعد ومعسكرات وحتى خبراء - وهو قرار حرب بين إيران وأمريكا ينفذ في العراق ويتحمل نتائجه شعب العراق ، ما يعني أن الفتوى موجهة إلى الصدر وميليشياته المسلحة ( العصائب ) و( سرايا السلام ) أولاً لكي تضع باقي الميليشيات أمام الأمر الواقع الذي تم تقسيم واجباتها الإرهابية رسمياً بـ( الاتفاق ضمنياً وتوثيقياً مع حزب الدعوة ، وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) ، فضلاً عن منظمة بدر وتنظيمات ( زينبيون ) و( فاطميون ) المسلحتين وفصيل من حزب الله العراقي وحزب الله اللبناني ) .

-   المفارقات هنا ، تتمثل في ( قرار ) الحرب التي تشعلها إيران في صيغة ( فتوى ) ضد الوجود الأمريكي ، يرفضها شعب العراق جملة وتفصيلاً سنة وشيعة وقوميات وأديان أُخرى .. لأن شعب العراق لا ناقة له في الفتوى ولا جمل ، وهي فتوى حرب .. فالمناكفات الإيرانية الأمريكية والتصعيدات الفاضحة وعض الأصابع ولي الأذرع على الطريقة الهليوودية لا علاقة للعراق وشعبه بها ، فلتذهب أمريكا وإيران إلى الجحيم .. ولن يقبل شعب العراق بأن تكون ساحته الجغرافية ( السيادية ) مجالاً للاحتراب أو الحرب مهما كانت الذرائع والحجج والاتهامات .. شعب العراق ليس معنياً بـ( ودائع ) و( أمانات ) الصواريخ والراجمات والعتاد الثقيل الإيراني بأي حال . وحكومة المنطقة الخضراء شريك ضعيف وذليل لحكومة طهران ، وعلى شعب العراق أن يفك هذا التشابك الخطير والمذل والمهين له ولكرامته الوطنية ولتاريخه المجيد الذي لا يقبل الضيم والمهانة .. ومن ذلك يتضح أن صانع القرار في الدولة الإيرانية لا يجرؤ على إعلان الحرب بل يوكل لأحد حاخامات ( قم ) إطلاق فتوى القتال في ساحة ليست إيرانية ، وأمريكا تدرك ذلك ، والاعتراف الإسرائيلي صريح بضرب مقرات ومخازن السلاح الإيراني الثقيل في أراضي العراق ومسؤوليتها مشتركة يتحملها الحشد الشعبي وحكومة المنطقة الخضراء على حد سواء .

ثانياً- ( حلزون ) المقترحات الأوربية بشأن الملف النووي الإيراني ، ومنها مقترح الرئيس الفرنسي ( ماكرون ) ، والذي يتلخص بالآتي :

-   إما تخفيض العقوبات الاقتصادية على إيران – وهذا هو رأي النظام الإيراني تتبناه باريس أو أنها اقتنعت بالأطروحة الإيرانية المخاتلة !! .

-   أو توفير آلية تعويض ، لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل ، مقابل الامتثال التام للاتفاق النووي الإيراني – وهذا مطلب إيراني يأتي في سياق التباكي على الشعب الإيراني من نتائج لعبة العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي أوصلت الاقتصاد الإيراني إلى الحضيض ، تبناه ماكرون لصالح النظام الإرهابي الإيراني ، مقابل ( الامتثال ) التام للاتفاق النووي موضوع البحث ، فيما يتم السكوت على السلوك الإيراني العدواني الذي اجتاح المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن وتهديد دول الخليج العربي ، وزعزعة أمن واستقرار العالم ، كما أن ذلك ينطوي على مخادعة اسمها الامتثال التام والامتثال الجزئي وعدم الامتثال ، وهي حلزون له بداية وليس له نهاية في مفاوضات مزعومة مع ثعلب ماكر وخبيث اسمه النظام الإيراني .

-   سيناريو قرصنة الناقلات في الخليج العربي مسرحية فاضحة .. لا أمريكا حامية الحمى قد اتخذت موقفاً ( يليق ) بحماية مصالحها في المنطقة ومراعاة تطلعها المزمن لزعامة العالم ، ولا بريطانيا الدولة التي تمثل الاستعمار القديم الخبيث ، وناقلاتها النفطية مختطفة من قراصنة الحرس الإيراني في المياه الدولية ( قادرة ) على أن تضع حداً للاستهتار الإيراني ، بل تلعب لعبة ( أطلق باخرتي أطلق باخرتك ) في مشهد مضحك أمام العالم ، ولا فرنسا الدولة الاستعمارية القديمة وهي تلعب دور المراسل بين دولة الإرهاب الإيرانية ودول الاتحاد الأوربي ، بل أكثر من ذلك تتبنى باريس مواقف الإرهابي " محـمد جواد ظريف " ديكور وزارة الخارجية الإيراني ، ولا الأمين العام للأمم المتحدة منزوع الصلاحيات ( فزاعة المزارع ) ، ولا القائمون على تنفيذ القانون الدولي بقادرين أن يضعوا دولة الإرهاب الإيرانية في قفص الاتهام ومعاقبتها على جرائمها بحق الشعوب الإيرانية وجرائمها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفي أنحاء مختلفة من العالم .. إنها شريعة غاب تتعطل فيها القوانين والنظم وتسود فيها سياسة القوة !! .





الاحد ١ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة