لايخلو هذا المشهد من تصريحات نارية متصاعدة التي تظهر( مسرحية تراجيديا كوميديا ) في نفس الوقت عبر السجالات التي تقطع الاف الاميال لتصل الى العالم كله ..

اقول .. لايخلو هذا الضجيج الاعلامي من مسحة جد وهزل وشدة قد تجعل الذي يرى ويسمع وهو خارج المشهد معتمدا على اقاويل وتصريحات هؤلاء الساسة المتولعين بالحروب والقتل والاحتلال والتدمير والتشريد على حساب مصلحة المجتمعات الفقيرة المسالمة ..

ان الحرب اصبحت قريبة .. وهي قاب قوسين اوادنى وبعد حين وعند اشتداد الازمة يعلن هؤلاء (المطبلين والمزمرين ) عن مرحلة جديدة هي مرحلة (التفاوض والحوار) والمساعي الحميدة هي الكفيلة بانهاء الازمة .. ومن هنا يبرز الوجه المضحك المبكي بالنسبة للمتابع وحتى للاعلام والرأي العام العالمي والعربي ويصبح الجميع في متاهة وشرود وحيرة لايعلم ماتخلق من ارباك للمجتمع وللاقتصاد والى كل مايجعل الحياة جميلة ومستقرة في هذه البلدان التي سوف تكتوي بنار التصريحات السياسية والاعلامية ونار الحروب ان حصلت ..

اقول .. واكاد اجزم ان كل هذه الارهاصات والتفاعلات والمفاوضات العقيمة ستكون انعكاساتها النفسية والسياسية والاجتماعية على حساب مصلحة العرب والانسانية ولربما يخرج هؤلاء بعد حين بنغمة جديدة اخرى هي ( من حالة الحرب الى حالة السلم ) ليكون المتضرر الاول هو المواطن العربي البسيط والرابح الاكبر هم تجار الحروب وبيع السلاح واصحاب شنط المخدرات وتجار بيع الرقيق في اسواق النخاسة ...

هذا ايها السادة لربما يكون كلامي ساذج لدى البعض من يقرأ هذه السطور باني متشائم يضاء لربما يتهمني البعض بقصر النظر والتخلف وعدم مواكبة الاحداث الساخنة او بالتخلف والضعف في التحليل السياسي وعدم معرفتي مايدور خلف الكواليس والدهاليز المظلمة في العالم ..

ان التجارب المريرة التي مرت بها كثير من الشعوب في العالم وخصوصا في منطقتنا العربية تحديدا .. تجعلني ان اقف على حقيقة الامر واعادة الحسابات الجديدة والقديمة واتمعن بكل تصريح يصدر سياسيا واعلاميا وان اضع النقاط على الحروف من خلال التجارب السابقة كما قلت ومن خلال ماعانيت وماعانت الشعوب المضطهدة والتي هي اول من يكتوي بنار الحرب وتصريحات الساسة النارية حتى اذا لم تقع الحرب اوتمت تسويتها بشكل كما يصفها هؤلاء الجاهزون للحرب والخراب والتدمير ..

اليوم مايجري في منطقتنا العربية وبعد ان دمرت الحروب والغزو للاراضي العربية ونقل معاركهم خارج منظومة الدول الكبرى المتناحرة مثل مايحصل على ارض العراق الان بين امريكا والصهيونية وايران وبدعم منقطع النظير لاشعال نار الحرب والفتنة ليس لصالح شعوب المنطقة كما يدعون بل حفاظا على مصالحهم في المنطقة ..

تظهر مجددا الدعوات والصيحات النارية تنطلق من حناجر تجار الحروب ولربما بصيغة اخف من الوعيد والتهديد والنتيجة لكون هؤلاء ومن معهم في مأمن شرور الحروب وتدميرها الاخضر واليابس نقلوا معاركهم خارج بلدانهم حيث تبقى المنطقة العربية وحدها من يدفع وشعوبها الثمن غالي ..

الخلاصة .. يجب ان لاتنطلي على العرب وخصوصا العراقيين الشرفاء هذه المناورات العقيمة ولابد ان يكون الموقف واضح للجميع الحفاظ على الارض والعرض من خلال المقاومة الاصيلة التي يقودها البعث بقيادة عز العرب الرفيق المجاهد عزة ابراهيم مع القوى الوطنية الخيرة لطرد المحتل والغازي الامريكي الفارسي الصهيوني هو الهدف الوحيد الذي يجعل امننا مستقرا وبلدنا متحررا والله اكبر .