شبكة ذي قار
عـاجـل










تأسس الحشد ( الشعبي ) بفتوى من مرجعية الإيراني الفارسي علي السيستاني تزامناً مع تأسيس داعش من قبل نوري المالكي وبالتعاون مع مخابرات دول عديدة منها أميركا وبريطانيا ونظام بشار الأسد وحزب الله الإيراني بنسخته اللبنانية، كانت الأهداف من اطلاق داعش والحشد تكمل بعضها : داعش ( تحتل مدن العراق ) والحشد ( يحررها ) ويرافق كِلا العمليتين ويلحقهما هدف مركزي هو اخضاع مدن العراق الثائرة للاحتلال الإيراني وذبح المقاومة العراقية، باختصار شديد، داعش والحشد مخطط إيراني لتكريس احتلال العراق احتلالاً إيرانياً استيطانياً والحشد هو الأداة الأهم في تحقيق هذا الاحتلال لمدن العراق العصية وتوطينه.

ولكي يقوم الحشد الصفوي الإيراني بواجباته كاملة كان لابد من وضع خطط تدريجية لنقله من صيغته المليشياوية التي قد تجد اعتراضاً ونقداً من هنا وهناك إلى صيغة مستقرة تتطابق مع أهداف تأسيسه، ألا وهي تحويله إلى حرس ثوري إيراني بنسخة تتغطى بهوية عراقية مزورةـ، وهذا التحويل يتطلب توفير قدر من الأرضيات والبنى التحتية من بينها :

١- أن يأخذ الحشد صفة رسمية، حاول عادل عبد المهدي تأطيرها بغطاء مفضوح هو دمج الحشد مع الجيش، وقد منح قرار عبد المهدي فرصة الدخول في جدل ممنهج ومخطط له تخوضه عمائم إيران وأحزابها وميليشياتها، هو نقد القرار واعتباره اعتداءً على الحشد ( الذي حقق كما يدعون معجزة تحرير العراق من داعش )، الجدل هذا صوّر الحشد على أنه ( جيش عقائدي ) وصوّره قوة خارقة بمعزل عن القوة الجوية الضاربة للتحالف الدولي والقوة الصاروخية للتحالف الدولي، بل وبمعزل حتى ما يسمى بالقوات الأمنية التي تضم الجيش والشرطة بمختلف أصنافها التي كانت تقتل الشعب وتهدم بيوته ليتقدم الحشد فيمسك أرضاً محروقة لا أثر فيها لداعش لا بصيغة قتيل ولا بصيغة أسير ولا جريح، ويقدم الحشد آلاف القتلى دون أن يرى أحد أثراً لمن يقتلهم، هكذا يصل الفرس إلى قرار حاسم : الحشد هو الجيش، والجيش الذي صرفت عليه مليارات أو تريليونات الدولارات هو جيش مرتزق وجبان ومهزوم، نعم، الجيش هرب بلا قتال أمام داعش وترك لها سلاحه وأموال البنوك، فحققت عملية الهروب هدف تقزيم الجيش وتعظيم الحشد إلى جانب المهمات الأخرى.

٢- تتوسع مهام الحشد ( الحرس الثوري ) تدريجياً ليستولي على ميزانية الجيش وأسلحته ومعسكراته، وبذلك تطمئن إيران إلى وضع يؤكد قرار حل الجيش العراقي الذي أصدره بريمر، فالعراق المحتل إيرانياً يجب أن يكون بلا جيش، ومع إنهاء الجيش تنتهي أشباح وكوابيس الانقلاب المحتمل لعناصر عراقية في الجيش وتنتهي أشباح وجود قوة عراقية قد ترفض وتعترض على عمليات الإبادة الجماعية للعراقيين التي أوكلت للحشد.

٣- بما إن الحشد تشكيل طائفي بامتياز وتابع بقياداته وعناصره لسلطة الولي الفقيه العلنية فإنه سيكون خارج أي حرج من الاحتماء بإيران جواً وبراً وبحراً، وهذه خطوة خطيرة في مخطط توطين الاحتلال الإيراني الاستيطاني للعراق، وقد أعلن عنها بصراحة أكثر من ميليشياوي معمم وأكثر من سياسي من عبيد العملية السياسية في السلطتين التشريعية والتنفيذية في المنطقة الخضراء.

٤- صار الكشف عن مجازر جرف الصخر وشمال بابل والموصل بشكل خاص بصيغة جثث مجهولة الهوية مقطعة الاوصال مسلوبة الأعضاء مباحاً ومتاحاً عبر توزيع أشلاء الضحايا بين مليشيات منفلتة وبين مسالخ معزولة لا يستطيع الوصول إليها لا جيش ولا وزير أول ولا برلماني، وبهذا تتحقق أكبر جريمة إبادة طائفية ليس في تاريخ العراق والمنطقة، بل وربما في العالم وهي جريمة تحاكي وتتماهى مع جرائم الصفوية التي حصلت في إيران وأرغمت الشعب على ( التشيّع الصفوي ) بعد إغراقه بالدماء والتعاسة والبؤس.

الحشد ليس مجرد ميليشيا يجري العمل على تحويلها إلى بديل للجيش فحسب، بل هو القوة التي تعوّل عليها إيران في توطين احتلالها للعراق عبر اعطائه هوية عراقية كاذبة، وهو القوة التي تعوّل عليها إيران في إبادة طائفة من العراقيين لأنها عروبية وعراقية ترفض احتلال العراق وتحويله إلى ضيعة وهو من ينفذ الإبادة الوحشية لآلاف المعتقلين، وهي إبادة لا يقدم عليها الجيش، الحشد هو الغطاء للسلاح الإيراني الذي يُخزن في العراق لقتل أي حراك شعبي لإنقاذ العراق وتحريره من الاحتلال الإيراني.

الحشد الشعبي تأطير عسكري مسلح للطائفية الفارسية التي تعمل على جعل العراق جسراً لإيران تعبر منه إلى سوريا ولبنان والأردن، لتشكل سياج حماية بالدم العراقي والعربي للإمبراطورية الفارسية.





الخميس ٢٨ ذو الحجــة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أب / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة