شبكة ذي قار
عـاجـل










بدون تحفظ، وبإطلاق لا يخشى ولا يعتبر أي استثناء ولا خط رجعه: ما يجري في العراق الآن وبعد ستة عشر سنة من الاحتلال هو انتصار للمقاومة العراقية الباسلة بخطوطها السياسية والعسكرية والإعلامية، إن ما يجري الآن هو صعود للمد الشعبي الثائر الرافض الممانع، وهذا المد يتفاعل فيه الوعي مع معطيات الواقع، الذي وصلت إليه قطارات فساد وفشل العملية السياسية وإجرام واستهتار وضلالة الأحزاب والشخوص والمليشيات وكل التشكيلات التي أنتجتها.

إن ما سنذكره من وقائع وأحداث كعينات للواقع العراقي الراهن، ما هي إلا ارتدادات وتفاعلات أنتجها فعل المقاومة العراقية الباسلة، ورفض شعبنا لأحزاب الخيانة والعمالة، ومقاومته للطائفية البغيضة، ومن بين ما يواجهه العراق وشعبه الآن:

أولاً: ارتفاع نسبة البطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد، ومن بينهم حملة الشهادات العليا فضلاً عن سواد شعبنا العام، كما لم يحصل في كل تاريخ العراق السابق، ويصطرع هذا الواقع مع طبقة مترفة ثرية محدودة من أعوان الاحتلال ومقاوليه وأحزابه وموظفي العملية السياسية في الحكومة والبرلمان، هذا الحال جعل غالبية العراقيين يصلون إلى مراحل اليأس والاضطراب والتحدي.

ثانياً: المعلومات المستقاة من مصادر طبية وعلمية عراقية وحتى من الإعلام الذي يطل فيه معممون وسياسيون تقول إن نسبة تعاطي المخدرات بين شباب العراق قد وصلت إلى حدود٧٠ ٪. ومع انتشار المخدرات ازدادت مظاهر وسلوكيات الانحراف، التي لم يعرفها المجتمع العراقي من قبل، ومنها زواج المثليين، واللواط والتخنث وتبادل الزوجات، وموضات لبس وقصات شعر تثير السخرية والألم في النفوس في آن معاً، لأنها غريبة على أخلاق شعبنا وقيمه ومثله، هذه الأمور هي الأخرى تحرك ردود فعل غاضبة عند شرائح وقطاعات واسعة من شعبنا وتجعل الوضع العام يقف على صفيح ساخن.

ثالثاً: انكشاف التناقض الحاد والمريع بين العمامة والحوزة، وأحزاب التدين السياسي وبين قيم الدين وتطبيقاته، في العفة والنزاهة والشرف، إن طبقة الحوزة والمعممين وجنود الحوزة من حزب الدعوة الفارسي إلى تيار عمار الزنيم، إلى زعامة مقتدى الصدر ووصولاً إلى الولي الفقيه الفارسي علي السيستاني، قد صارت طبقة برجوازية اقطاعية رأسمالية، وشكلت دولاً عميقة مع ميليشيات الإجرام والرذيلة الطائفية، وقد اقتنع جل شعبنا في الفرات والجنوب بأن هؤلاء لا دين لهم ولا مذهب، بل هم تجار مخدرات وسماسرة فساد بكل أنواعه، الأمر الذي صعد من مظاهر الرفض وسقوط الهيبة والقدسية للعمامة بعد أن فقدت رمزيتها وصدقيتها.

إن الوضع في العراق هو عبارة عن مرجل يغلي، وإن شعبنا يقترب كثيراً من حافات الثورة الشاملة التي تتجاوز الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات والنقد الشجاع الصريح بكل السبل والوسائل للعملية السياسية، وما بثته من فتن وجوع وفقر وفاقة وحرمان وجرائم، وانكشاف العمالة التامة والخضوع المهين لحكومات الاحتلال والهيمنة الإيرانية، هو الآخر عامل مفصلي في أوضاع العراق الراهنة، يواجه تيارات رفض واستهجان ويحرك عوامل ثورة مؤكدة.





الاربعاء ٦ ذو الحجــة ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أب / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد لحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة